اخبار اليمن

شبكة الأمة برس

سياسة

الجثث تتكدس في مستشفى السويداء بانتظار تحديد الهويات

الجثث تتكدس في مستشفى السويداء بانتظار تحديد الهويات

klyoum.com

دمشق- في مستشفى السويداء الوطني في جنوب سوريا، حيث تنبعث رائحة الموت من كل زاوية منذ أيام، لا تزال عشرات الجثث بانتظار التعرف الى هوية أصحابها، وفق مسؤول طبي، بينما تواصل حصيلة قتلى الاشتباكات الطائفية الارتفاع يوميا.

ويقول مسؤول في الطبابة الشرعية في المستشفى لوكالة فرانس برس، من دون الكشف عن اسمه "سلمنا 361 جثة الى عائلات أصحابها، بينما لا يزال لدينا 97 جثة مجهولة الهوية".

ومنذ بدء الاشتباكات في 13 تموز/يوليو في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية بين مسلحين محليين وآخرين من البدو، سرعان ما تطورت الى مواجهات دامية، أحصى المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل أكثر من 1100 شخص، الجزء الأكبر منهم دروز.

ونُقلت أكثر من 450 جثة الى مستشفى السويداء حتى مساء الأحد، بينما تتواصل عملية العثور على قتلى في الشوارع والمنازل داخل المدينة، ولم يتم بعد سحب الجثث من قرى في ريفَي المدينة الشمالي والغربي، وفق إدارة المستشفى وعاملين صحيين.

ويعمل الطاقم الطبي وسط ظروف صعبة في المستشفى الذي دارت اشتباكات في محيطه وفي جزء منه خلال الأسبوع الماضي، بينما كان يغصّ بالجرحى الذين افترش بعضهم الممرات الضيقة.

ويقول الممرض هشام بريك الذي لم يفارق المستشفى منذ بدء الاشتباكات لوكالة فرانس برس "أدى وجود الجثث في المستشفى الى انتشار رائحة كريهة في جميع الطوابق".

ويضيف الممرض الذي تحيط هالات سوداء بعينيه بصوت مرتجف "كان الوضع مزريا، لم يقو اي منا على السير في المستشفى من دون وضع كمامات".

ويروي أن مصابين بينهم نساء وأطفال وشيوخ توافدوا الى المستشفى، بالإضافة إلى العدد الكبير من الجثث التي نقلت إليه.

ورغم الإرهاق وشحّ المستلزمات الطبية وسط انقطاع خدمات المياه والكهرباء، يواظب المستشفى فتح أبوابه.

وضمّت قافلة مساعدات أدخلها الهلال الأحمر السوري إلى المدينة الأحد، وهي الأولى منذ بدء المواجهات، مستلزمات طبية وأكياسا لوضع الجثث فيها، وفق ما أفاد مسؤول في المنظمة الانسانية فرانس برس الأحد.

لكن تلك المستلزمات لا ترقى الى حاجات المستشفى الطارئة.

- "كارثة طبية" -

بينما كان عناصر الهلال الأحمر يفرغون المساعدات، قال الناشط معتصم العفلق الذي يعمل في هيئة تابعة لمديرية الصحة في السويداء لوكالة فرانس برس إن المساعدات "تضم مستلزمات لكنها لا تشمل كل المطلوب وقد أعددنا قائمة باحتياجاتنا" تم تسليمها للمنظمة التي قالت إن القافلة لن تكون الوحيدة.

ويضيف "وصلنا مياها ومواد طبية لكننا نحتاج الى الكثير، لأننا نواجه كارثة طبية".

وتقتصر حصيلة القتلى الإجمالية حتى اللحظة على تلك التي وثقها المرصد السوري، بينما لم تتمكن مديرية الصحة الحكومية من جمع إحصاء دقيق بعد.

ودفعت أعمال العنف أكثر من 128 ألف شخص في محافظة السويداء الى النزوح من منازلهم، وفق المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.

وجعل ذلك مسألة التعرف على عشرات الجثث أو جمعها عملية صعبة.

ويشرح العفلق "لم نتمكن بعد من إحصاء عدد الجثث، ونحاول التعاون مع الهلال الأحمر لوضع الجثث في أكياس وأن نستحدث مقبرة جماعية لنقلها اليها، مع صعوبة وصول العائلات للتعرف الى أصحابها".

ويضيف "نعاني كثيرا من تلك المسألة".

وبحسب تقرير لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة "خرجت المستشفيات والمراكز الصحية في السويداء عن الخدمة" وسط "نقص واسع في الغذاء والماء والكهرباء وتقارير عن جثامين غير مدفونة ما يثير مخاوف حقيقية على الصحة العامة".

وأشار التقرير إلى أن "الوصول الإنساني إلى السويداء لا يزال مقيدا للغاية"، لافتا إلى أنه "في حين تم مناقشة فتح ممرات، إلا أن الوصول الميداني الفعلي لم يؤمن بعد لتنفيذ عمليات إنسانية واسعة النطاق".

*المصدر: شبكة الأمة برس | thenationpress.net
اخبار اليمن على مدار الساعة