من غزة إلى طهران وصنعاء وبيروت.. أبرز 10 قتلى في حرب 7 أكتوبر
klyoum.com
أخر اخبار اليمن:
ردفـان تستعد لإيقاد شعلة ثورة 14 أكتوبرقُتل عشرات القادة البارزين في ما يُعرف بـ"جبهة الإسناد"، التي تشكّلت عقب الهجوم الذي شنّته حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وذلك على امتداد مختلف الجبهات: من غزة إلى بيروت، مرورًا بطهران وصنعاء وبغداد. ويشكّل هؤلاء القادة جزءًا مما يُعرف بـ"محور المقاومة"، الذي بات اليوم يواجه ما يبدو أنه تحدٍّ وجودي غير مسبوق.
وبعد مرور 24 شهرًا على اندلاع الحرب في غزة، يلفت تقرير لصحيفة لوموند الفرنسية إلى أن هذا التحالف، الذي كان يشكّل تهديدًا إقليميًّا، قد تضاءل بشكل كبير.
وتشير الصحيفة إلى أن سلسلة الهجمات الإسرائيلية على إيران، والتي استمرت 12 يومًا في يونيو/حزيران الماضي، كشفت عن "وهن" بلغ حدّ "الاقتراب من الوفاة"، على حدّ تعبيرها، حيث امتنع معظم حلفاء طهران عن المشاركة في أي ردّ إيراني، باستثناء إطلاق الحوثيين صاروخًا واحدًا أخطأ هدفه وسقط في مدينة الخليل بالضفة الغربية.
كما كشفت المواجهات المباشرة بين إسرائيل وإيران، الممتدة بين أبريل وأكتوبر 2024، بما في ذلك حرب الـ12 يومًا، عن خلل هيكلي عميق في قدرات "المحور".
ويقول توماس جونو، أستاذ السياسات الدولية في جامعة أوتاوا والمتخصص في شؤون إيران واليمن، إن إسرائيل نجحت في إلحاق ضرر واسع دون أن يهبّ الحلفاء للمساندة، ولا حتى في إنقاذ حليفهم الرئيس، الرئيس السوري السابق بشار الأسد، الذي انهار نظامه في ديسمبر/كانون الأول 2024.
وبينما تعرّضت حركة حماس لضربات قاسية، أسفرت عن مقتل كبار قادتها وتدمير بنيتها العسكرية، كان حزب الله اللبناني يخسر أبرز قياداته ومخزونه من الأسلحة خلال حرب مفتوحة مع إسرائيل في خريف 2024.
وفي العراق، اقتصر الدعم من الميليشيات الشيعية الموالية لإيران على حراك رمزي محدود، حيث لم تتجاوز المظاهرات في بغداد 200 شخص. ويعلّق روبن بومونت، الباحث في منظمة "نوريا" والمتخصص في الشأن العراقي، قائلًا: "هؤلاء يدركون تمامًا أنهم لا يملكون الوسائل الكافية للرد، كما أنهم يفهمون إستراتيجية إسرائيل في استخدام القوة غير المتناسبة".
وحدهم الحوثيون في اليمن شكّلوا استثناء نسبيًّا، بعدما واصلوا هجماتهم على إسرائيل والسفن في البحر الأحمر، دعمًا لغزة، رغم ما تعرّضوا له من ضربات جوية أمريكية وإسرائيلية. إلا أن هذه الجماعة هي الأخرى تلقت ضربة موجعة في نهاية أغسطس/آب 2025، حين قتلت غارة جوية عددًا من وزرائهم في صنعاء، في اختراق وُصف بالنادر.
عشر ضربات قاتلة
خلال عامين من القتال، نفّذت إسرائيل سلسلة "ضربات قاتلة" استهدفت قيادات من الصف الأول والثاني في محور المقاومة، عبر غارات جوية دقيقة وتفجيرات مخططة بعناية. وتهدف هذه الإستراتيجية، بحسب ما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت، إلى "تفكيك رموز المحور" وإضعاف بنيته، وإيصال رسالة مفادها أن لا أحد في مأمن، حتى في قلب طهران.
وفيما وصلت يد إسرائيل الاستخباراتية إلى عشرات القيادات السياسية والعسكرية في "جبهة الإسناد"، إلا أن قائمة محدودة من أبرز 10 شخصيات تم اغتيالها تكشف حجم الاختراق الأمني والاستخباراتي الذي تعرّض له المحور، وتُبرز تفوّق تل أبيب في هذه الحرب الطويلة.
1. صالح العاروري.. بداية السلسلة
جاءت بداية هذه السلسلة في 2 يناير/كانون الثاني 2024، حين استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية مكتب صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في الضاحية الجنوبية لبيروت؛ ما أسفر عن مقتله وعدد من مرافقيه.
ويُعد العاروري، المولود عام 1966، أحد مؤسسي الجناح العسكري لحماس في الضفة الغربية، وكان مسؤولًا عن تمويل عمليات الحركة وتعزيز روابطها مع إيران وحزب الله. ويُنظر إليه كحلقة وصل مركزية بين حماس وباقي مكوّنات "محور المقاومة".
2. إسماعيل هنية.. قنبلة في طهران
في الـ31 من يوليو/تموز 2024، اغتيل رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية أثناء وجوده في طهران، عبر تفجير قنبلة مزروعة في غرفة ضيوف داخل دار الضيافة الإيرانية، أثناء مشاركته في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.
هنية، من مواليد 1962، شغل سابقًا منصب رئيس الحكومة الفلسطينية، وكان الوجه الدبلوماسي الأبرز لحماس. شكّل اغتياله اختراقًا نوعيًّا للأمن الإيراني، وفضح هشاشة الحماية المقدّمة لحلفاء طهران، قبل أن تؤكد حرب الـ12 يومًا حجم التراجع في القدرات الإيرانية.
3. محمد الضيف.. نهاية "العقل العسكري"
في الـ13 من يوليو/تموز 2024، قُتل محمد الضيف، القائد العام لكتائب عز الدين القسام، في غارة جوية دقيقة استهدفت مخبأه في منطقة المواصي غرب خان يونس. الضربة كانت حاسمة، بعد أن نجا الضيف من سبع محاولات اغتيال سابقة منذ تسعينيات القرن الماضي.
ويُعد الضيف، من مواليد 1965، "عقل حماس العسكري"، ومهندس الهجوم الكبير في 7 أكتوبر. قاد لسنوات تطوير منظومة أنفاق وصواريخ الحركة، واعتُبر مقتله ضربة إستراتيجية كبرى.
4. حسن نصر الله.. الموت اختناقًا
في الـ27 من سبتمبر/أيلول 2024، توفي حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، اختناقًا بعد استهداف مخبأه تحت الأرض في ضاحية بيروت بغارة جوية استخدمت غازات سامة.
نصر الله، المولود عام 1960، قاد حزب الله منذ 1992، وكان أحد رموز "محور المقاومة". شكّل مقتله تحولًا جذريًّا في الحرب، حيث وافق الحزب على وقف إطلاق النار بعد نحو شهر، إثر خسائر ميدانية جسيمة.
5. هاشم صفي الدين.. مقتل الخليفة
في الـ3 من أكتوبر/تشرين الأول 2024، وبعد أيام قليلة من مقتل نصر الله، لقي هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله وابن عم نصر الله، مصرعه في غارة جوية على مخبأ تحت الأرض بالضاحية الجنوبية؛ ما مثّل ضربة ثانية قاصمة للحزب، خاصة أنه كان يُنظر إليه كخليفة محتمل للأمين العام الراحل.
6. يحيى السنوار.. الهدف رقم 1
في الـ16 من أكتوبر/تشرين الأول 2024، اغتيل يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحماس في غزة، في عملية عسكرية معقّدة بتل السلطان في رفح، تخللها اشتباك مباشر مع القوات الإسرائيلية، قبل أن يُصاب بجروح قاتلة.
السنوار، المولود عام 1962، قضى أكثر من 20 عامًا في السجون الإسرائيلية، وكان يُعتبر العقل المدبّر لهجوم 7 أكتوبر، وممثّل التيار الأكثر تشدّدًا داخل حركة حماس.
7. حسين سلامي.. الحرب تصل طهران
في الـ13 من يونيو/حزيران 2025، شُنّت غارة جوية على طهران أدّت إلى مقتل حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني. ويُعد هذا الاستهداف من أبرز وأندر الضربات داخل إيران نفسها.
سلامي، المولود عام 1960، تولى قيادة الحرس الثوري منذ 2019، وكان أحد أبرز الداعمين لـ"محور المقاومة"، والمسؤول عن تطوير البرنامج الصاروخي الإيراني.
8. محمد باقري.. هدفان في يوم واحد
في اليوم نفسه، الـ13 من يونيو، قُتل محمد حسين باقري، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، في غارة إسرائيلية ضمن سلسلة ضربات استهدفت منشآت وشخصيات عسكرية في طهران. ويُعد باقري من أعلى المسؤولين في الهرم العسكري الإيراني.
9. أحمد الرهوي.. أول مسؤول حوثي يُقتل
في الـ28 من أغسطس/آب 2025، شُنّت غارة جوية على صنعاء أسفرت عن مقتل أحمد الرهوي، رئيس حكومة الحوثيين.
10 .أبو عبيدة
يعد أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام صوت حماس، أحد أكثر الأسماء شهرة في حماس، إذ كان منذ 2005 ناطقًا باسمها عبر تسجيلات مصورة حماسية، قتل أبو عبيدة، المولود عام 1985، في الـ30 من أغسطس 2025 بحي الرمال في غزة بغارة جوية، في عملية مؤثرة للحركة، بوصفه "صوت حماس"، كما كان مطلوبًا على الدوام للاغتيال من قبل إسرائيل.