مأساة "نجيب مخرمة": أب يواجه قسوة القدر لإحضار جثة ابنه المغتال
klyoum.com
أخر اخبار اليمن:
تضامنا مع غزة وإيران.. مظاهرات حاشدة في عدة مدن أوروبية**عدن، اليمن** – في قصة تقشعر لها الأبدان، يجد الأب **علي أحمد خضر مخرمة** نفسه أمام امتحان قاسٍ، حيث يستعد اليوم، 21 يونيو 2025، للتوجه إلى منطقة رداع لإحضار جثة ابنه الشاب **نجيب**، الذي اختطف ثم اغتيل بوحشية، وتُركت جثته في إحدى مزارع القات، لتنهشها الغربان.
بدأت المأساة في 15 مايو 2025، عندما اختُطف الشاب **نجيب علي أحمد خضر مخرمة**، البالغ من العمر 18 عامًا، وهو طالب يدرس الحاسوب في خور مكسر ومن مواليد أبين. كان نجيب في طريقه إلى أبين عبر الحافلات من جولة البط بعد الثالثة والنصف عصرًا، عندما اختفى أثره.
—
### رحلة بحث مضنية وإهمال رسمي
لم ينتظر الأب، فبعد 24 ساعة من اختفاء نجيب، أي في 16 مايو 2025، أبلغ والد الضحية شرطة خور مكسر. لكن، ووفقًا لشهادة الأب، اكتفت الشرطة بتسجيل البلاغ دون أن تقدم أي مساعدة في البحث والتقصي، أو حتى تفحص الكاميرات الأمنية في جولة البط التي قد تكشف خيوطًا حاسمة حول عملية الاختطاف.
لم يستسلم الأب لليأس. بمساعدة صديق له من أبناء الصبيحة، توجه في اليوم الثالث من الاختفاء إلى جولة البط. هناك، وعبر تفحص الكاميرات بأنفسهم، رصدوا رجلًا متنكرًا بعباءة نسائية وبرفقته طفلان صغيران (يتراوح عمرهما بين 6 و8 سنوات)، وهو مشهد أثار شكوكهم، وقد يكون له علاقة باختفاء نجيب.
### صدمة الاغتيال ووحشية الجريمة
تواصلت رحلة البحث المضنية للأب. وفي 15 يونيو 2025، بينما كان يبحث مع صديقه في سوق القات، تلقى الخبر الصاعق: نجيب وُجد مقتولًا. أخبره بعض "المقاوتة" (بائعو القات) في سوق أبين أن جثة ابنه عُثر عليها في "شعب مرمى" بين السوادية ورداع، داخل حقل للقات، وذلك بعد يومين من اختطافه.
الصدمة لم تتوقف عند اكتشاف جريمة الاغتيال. فالمعلومات التي وصلت إلى الأب كانت أكثر قسوة؛ إذ أشار "المقاوتة" إلى أن الغربان قد "فقعت عيني" نجيب، في إشارة إلى بشاعة الجريمة وترك الجثة في العراء دون اكتشافها لفترة.
### تحدٍ جديد: إحضار الجثة
الآن، وبعد هذه الفاجعة، يجد الأب نفسه أمام مهمة مؤلمة تتجاوز قدرته على التحمل: عليه الذهاب اليوم، على الرغم من ظروفه القاسية، إلى رداع لإحضار جثة ابنه. جثة نجيب، التي تعرضت للتشويه، تنتظر من ينتشلها لتدفن بكرامة. هذه المأساة تسلط الضوء على المعاناة التي يكابدها الأهالي في ظل غياب الأمن وتفشي الجرائم في بعض المناطق.