الحريزي في مرمى الشائعات السعودية.. والمهرة ترد: حامي السيادة لا يُدان
klyoum.com
أثارت شائعات روجت لها وسائل إعلام مقربة من السفير السعودي لدى اليمن، ضجة واسعة عقب محاولة إلصاق حادثة اعتقال القيادي القبلي الموالي للحوثيين، محمد أحمد علي الزايدي، بالشيخ علي سالم الحريزي، رئيس لجنة الاعتصام السلمي في المهرة، في محاولة مكشوفة لتشويه مواقفه المناهضة للوجود الأجنبي في المحافظة.
وتعود الواقعة إلى توقيف الزايدي أثناء محاولته مغادرة البلاد عبر منفذ صرفيت الحدودي بطرق غير قانونية، وهي الحادثة التي تسببت في اندلاع اشتباكات مسلّحة بين قوات أمنية ومسلحين يُعتقد أنهم من جماعة الحوثيين، وأسفرت عن مقتل ضابط في الجيش اليمني وإصابة آخرين.
وسرعان ما استغلت منصات إعلامية ممولة سعوديًا وإماراتيًا الحادثة، محاولة الزج باسم لجنة الاعتصام السلمي في المهرة وقيادتها، غير أن اللجنة أصدرت بيانًا رسميًا نفت فيه علاقتها بالاشتباكات أو بالحادثة برمتها، مؤكدة تمسكها بالنهج السلمي ورفضها المطلق لأي أعمال عنف أو فوضى، ومحذرة من الزج باسمها في أحداث لا علاقة لها بها، ومطالبة الجهات المختصة بفتح تحقيق شفاف وكشف ملابسات ما جرى أمام الرأي العام.
دعم واسع للحريزي ورفض شعبي لتشويه رموز السيادة
في مواجهة تلك الحملة، هبّ ناشطون وصحفيون ومواطنون يمنيون من مختلف التوجهات دفاعًا عن الشيخ الحريزي، واصفين إياه بـ"صوت السيادة" و"حامي بوابة اليمن الشرقية"، ومنددين بمحاولات تشويهه التي تقودها الرياض وأذرعها الإعلامية.
الصحفي صالح منصر اليافعي قال إن "السعودية تحاول تشويه قيادات اعتصام المهرة الذين يرفضون التواجد الأجنبي من خلال مسرحيات هزيلة واتهامات باطلة"، بينما أكد الناشط محمد علي أن "وجود السعودية في المهرة لا علاقة له بإيران ولا الحوثي، بل له علاقة بالبترول والطمع والهيمنة".
من جهته، أوضح الناشط أبو محمد الحكيم أن "القصة ضد الزايدي ليست سوى مبرر لشن حملة تحريض على الشيخ الحريزي والأحرار في المهرة، وإرسال مزيد من القوات السعودية إلى المحافظة".
في السياق ذاته، قال القيادي الحوثي محمد الفرح: "ينقمون على الشيخ الحريزي لأنه يرفض التدخلات السعودية والإماراتية، لذلك لا تتوقف حملات التحريض ضده من قبل حكومة المرتزقة".
من جانبه، كتب الكاتب الصحفي أنيس منصور: "الناس تحب الرجل الوطني الحر، الذي يدافع عن سيادة وطنه بصدق وإخلاص، لا من يلهث خلف سلطة أو مكسب.. الحريزي حامي بوابة اليمن الشرقية وصوت الكرامة في زمن التبعية".
أما الناشط المهري سالم عوض اليافعي فقد قال: "الشيخ علي سالم الحريزي يمثل إرادة المهرة الحرة، وكل من يعاديه يعادي كرامتنا".
بدوره، أكد الناشط محمد بلحاف المهري أن: "المحتل وأدواته يحاولون تشويه أحرار المهرة في كل حدث، لكن الحقيقة واضحة: المهرة ترفض الاحتلال السعودي وعسكرة أرضها".
وأضاف بلحاف: "من يسعى لتشويه لجنة الاعتصام عبر اتهامات باطلة إنما يحاول التغطية على فشله في حماية الحدود، وأبناء المهرة يدركون من يدافع عن أرضهم ومن يفرّط بها".
الصحفي توفيق أحمد وجه تحية لأحرار المهرة، قائلًا: "وعيكم ووحدتكم صمام أمان المهرة، وحكمتكم أقوى من كل المؤامرات.. وستظل المهرة أرض سلام برجالها ونسائها الأحرار".
الخبر المختلَق.. وهدفه شرعنة التواجد الأجنبي
وفي تحليل أعمق، قال الباحث السياسي عامر الدميني إن "الشائعات باتت أسرع من الحقائق في الانتشار، وبيئة اليمن الراهنة خصبة لتلقفها دون فلترة"، مشيرًا إلى أن الشخص المعتقل ليس كما يُشاع عضوًا في المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، بل مجرد شخصية قبلية، موضحًا أن عضو المجلس هو مبارك المشن الزايدي وليس محمد أحمد الزايدي.
واختتم الدميني تصريحه بالتأكيد أن "الغاية من كل ما يُثار هي المهرة"، في إشارة إلى محاولات خلق ذرائع جديدة لتبرير استمرار التواجد العسكري السعودي في المحافظة، واستهداف الأصوات الوطنية المطالبة بالسيادة والرافضة للهيمنة الأجنبية.