اخبار اليمن

شبكة الأمة برس

سياسة

خطة ترامب.. خدعة سلام أم إذن بإطلاق النار على غزة؟

خطة ترامب.. خدعة سلام أم إذن بإطلاق النار على غزة؟

klyoum.com

باريس- أبدت صحف ناطقة بالفرنسية اهتماما كبيرا بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجديدة لإنهاء الحرب في غزة، فرأت فيها خدعة سلام تارة، وتسوية بهيكل هش وغير ملزمة لإسرائيل تارة أخرى، بل وحتى إذنا بإطلاق النار.

وكان عنوان صحيفة ليبيراسيون الفرنسية "اتفاقية غزة خدعة سلام؟" معبرا عن مدلول مقالها، حيث قالت إن الانطباع الأول هو أن الخطة أقرت، وأن ترامب نجح في فرض اتفاقية "سلام أبدي" على الإسرائيليين بين إسرائيل وفلسطين.

ولكن عند التدقيق في تفاصيل "الاتفاقية"، التي أرسلت إلى الصحافة قبل عرضها في قاعة الولائم بالبيت الأبيض، يظهر الثقب الذي يأمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الهروب من خلاله من هذا الكابوس، كما تقول الصحيفة.

وذلك لأن كل شيء -حسب الصحيفة- من انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى دخول الأمم المتحدة، فإطلاق سراح الأسرى، فعودة الغزيين، فوقف الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، ثم العودة إلى اتفاقيات أبراهام، ورعاية رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، مرهون بموافقة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي لم تستشر رسميا، على الاستسلام مقابل "عفو" يمنح لأعضائها الذين يوافقون على إلقاء أسلحتهم.

خطة متعمدة لإبادة شعب

وخلص دوف ألفون -في مقاله بالصحيفة- إلى أن رفض حماس هو الذي يراهن عليه نتنياهو لمنحه الإذن بتدمير حماس "بالقوة إن لزم الأمر"، والعودة إلى غزو غزة بموافقة ضمنية من الدول العربية هذه المرة، ومباركة رسمية من أميركا، ما يعني أن خطة ترامب تخاطر بإغراق المنطقة في حرب قد تستمر عشرين عقدا.

من جانبها أشارت صحيفة لاكروا الفرنسية إلى أن الاعتراف بفلسطين كان ينبغي أن يكون قبل إبادتها، موضحة أن هذا الاعتراف كان ضروريا، وأنه يجب العمل من أجل استقرار النظام الدولي.

ورأى إروان لو مورهيدك في عموده الأسبوعي بالصحيفة أن ما يقع في غزة، سواء أسميناها إبادة جماعية، أو تطهيرا عرقيا، أو جريمة حرب، أو جريمة ضد الإنسانية، يبدو في الحقيقة تنفيذا لخطة متعمدة للقضاء على شعب بأكمله.

وذكر الكاتب بأن هذا الاعتراف ليس مكافأة لحماس كما يلوح بذلك معارضوه، ولكنه آخر ما في وسعنا في مواجهة قوة تتجاهل أي دعوة لضبط النفس، وهو عادل، وفي مصلحة الدول التي فعلته، لأن عدم القيام به يعني تقويض نظام دولي قائم على القانون، والخضوع لرؤية "القادة الأقوياء"، حيث تشكل الوحشية الشرعية.

وفي سياق خطة ترامب، لاحظت صحيفة لوموند أن الخطة أعدت دون مشاركة فلسطينية، وهي تقدم عفوا عاما وخيار مغادرة غزة لأعضاء حماس الذين يتخلون عن السلاح، مع تدفق المساعدات الإنسانية "دون تدخل من الطرفين، عبر الأمم المتحدة ووكالاتها، والهلال الأحمر".

ولكن الخطة -حسب الصحيفة الفرنسية- لم تشر إلى استعادة شرعية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) المكروهة من إسرائيل، كما أن النقطة الأكثر حساسية، وهي نزع سلاح غزة قدمت وكأنها أمر بديهي، رغم أنها تعني نهاية حماس الفعلية.

مجلس سلام

ولخصت صحيفة لوموند الخطة على أنها طلب واشنطن من حماس الإفراج عن جميع المحتجزين، وتسليم كافة الأسلحة، والتخلي عن نفوذها في غزة، والانهيار الذاتي، بدعم من دول مثل قطر، وإلا فإن معاناة المدنيين في القطاع ستتفاقم.

أما بشأن الحكم المستقبلي لغزة، فلا تلبي الخطة -حسب الصحيفة- طموحات اليمين الإسرائيلي المتطرف بالضم أو "التطهير العرقي"، لأنها تقول إنه "لن يجبر أحد على مغادرة غزة، ومن يرغب في الرحيل سيكون حرا في المغادرة والعودة"، دون أن يعرف ما إذا كانت مصر ستوافق على فتح الحدود.

وقال نتنياهو إن "غزة ستدار من قبل إدارة مدنية سلمية، لا تتبع لحماس ولا للسلطة الفلسطينية"، هؤلاء الفلسطينيون غير المعروفين من حيث الشخصية أو الشرعية، سيحصلون على دعم "خبراء دوليين رفيعي المستوى"، حسب ترامب، وسيرأس ترامب "مجلس سلام"، من بين أعضائه توني بلير، وذلك للإشراف على تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان.

ونبهت لوموند لحضور جاريد كوشنر، صهر ترامب ومستشاره السابق لشؤون الشرق الأوسط، الذي دعا في فبراير/شباط 2024، إلى إنشاء "منطقة آمنة" في صحراء النقب لنقل سكان غزة مؤقتا، ريثما تستكمل عملية "القضاء على حماس"، كما تحدث عن "القيمة العقارية العالية" لسواحل غزة.

وبعد تحدث ترامب عند عودتها إلى البيت الأبيض، عن إمكانية إخضاع غزة لسيطرة أميركية وتحويلها إلى "ريفييرا" الشرق الأوسط.

إذن بإطلاق النار

أما صحيفة لوتان السويسرية التي رأت في خطة ترامب للسلام إذنا بإطلاق النار، فنبهت إلى أن ترامب أعلن عن وجود خطة دون أن تكون حماس وافقت عليها، وتلا ذلك بالتهديد بأن حماس إذا رفضت الخطة، "ستكون لإسرائيل الحرية في أن تفعل ما يلزم"، مع دعم أميركي غير مشروط.

وذكرت الصحيفة بأن حماس صرحت بأنها لم تستشر إطلاقا بشأن هذا الاتفاق الإطاري الجديد، مشيرة إلى أن بعض الشروط التي تضمنتها خطة ترامب كانت حماس قد رفضتها في الماضي.

وهذه الخطة، التي تقول تقارير إنها تحظى بدعم عدد من الدول العربية، لا تستبعد بشكل كلي إمكانية عودة السلطة الفلسطينية لإدارة غزة "يوما ما"، وهي تمنح حماس 72 ساعة فقط للإفراج عن جميع المحتجزين، وهو شرط يبدو بعيد المنال.

وختمت الصحيفة بأن نتنياهو أصبح معزولا دوليا، حيث اضطر في طريقه إلى نيويورك لتفادي أجواء عدة دول أوروبية لكونه مطلوبا لدى محكمة الجنايات الدولية بتهم جرائم حرب، كما يعاني ضغوطا داخلية من قبل أسر المحتجزين.

*المصدر: شبكة الأمة برس | thenationpress.net
اخبار اليمن على مدار الساعة