اخبار اليمن

المهرية نت

سياسة

العيد في ريف اليمن.. موسم للأفراح وتجديد الروابط الاجتماعية رغم الظروف القاسية!(تقرير خاص)

العيد في ريف اليمن.. موسم للأفراح وتجديد الروابط الاجتماعية رغم الظروف القاسية!(تقرير خاص)

klyoum.com

في الوقت الذي يعيش فيه ملايين اليمنيين أوضاعًا معيشية صعبة بسبب الحرب وتدهور الاقتصاد، يظل عيد الأضحى المبارك في الريف اليمني مساحة للفرح الجماعي وتجديد الأمل، وموسمًا تتجدد فيه العادات والتقاليد التي تمثل جزءًا أصيلًا من الهوية اليمنية.

ويُعدّ العيد في الأرياف أكثر من مجرد مناسبة دينية، فهو حدث اجتماعي جامع يستعد له الناس منذ أسابيع، ويحرصون فيه على إحياء مظاهر الفرح مهما كانت الظروف.

ومع أولى ساعات العيد، تتعالى التكبيرات من المساجد، وتتزيّن القرى بالألوان الزاهية، وتبدأ طقوس العيد بزيارة الأقارب وتبادل التهاني.

فرحة لا يمكن وصفها

يقول الصحفي والناشط المجتمعي "حمدان البكاري". لـ" المهرية نت". إن: "العيد في الأرياف يستعد له الريفيون منذ بداية شهر ذي الحجة، بشراء الجعالة والقرحات للأطفال، والحناء والنقوش للنساء، والبدلات الجديدة على قدر الحال".

ويضيف "قبيل العيد بيومين، تبدأ ميكرفونات العرسان بالبث، وأحيانًا تختلط أصواتها بالتكبيرات، فتعج المنطقة بهذه الأجواء حتى موعد الأعراس التي تقام خلال أيام العيد".

ويتابع " يوم العيد بعد صلاة الفجر، يتجمع الأهالي ويأخذون الطاسة والمرفع، ويصعدون إلى أعلى منطقة خارج القرى لأداء صلاة العيد، وبعد الانتهاء يتصافحون، ويحتفون طوال طريق العودة، مرددين الزوامل والأهازيج الشعبية، ومؤدين الرقصات الفلكلورية".

ويواصل "يذهب الأهالي بعد ذلك لزيارة الأرحام وتقديم الجعالة أو بعض المال، ثم ينطلقون لذبح الأضاحي التي قاموا بتربيتها طوال العام من الأبقار أو الأغنام".

ويبين بأن "الأُسر تتباهى في تقديم الضيافات للزوار، كما أن الزيارات والأعراس تستمر طوال أيام الإجازة، مما يخلق فرحة عظيمة لا يمكن وصفها في هذه الأيام".

نكهة لا تضاهى

ويوضح المعلم "عبد الحكيم قائد" أن: "العيد في الريف له نكهة خاصة لا تضاهى، وكأنه لا يكتمل إلا هناك، ونلاحظ ذلك بوضوح في ازدحام المسافرين نحو القرى والمناطق الريفية مع اقتراب أيامه".

ويضيف "هنا تبدأ صناعة الفرح العيدي، حيث يتحول الفرح بقدوم العيد إلى فرحتين: فرحة المناسبة، وفرحة وصول الأحبة من المدن والغربة."

ويتابع "تشهد الأرياف خلال العيد ازدحامًا لافتًا في المقايل، والمساجد، والطرقات، وتكثر فيها تبادل الزيارات، وحضور والولائم الأعراس، ولقاءات الأصدقاء وتبادل التهاني".

وأفاد قائد أن" كل هذا يسهم في تجاوز الضغوط والهموم، ولو مؤقتًا، وهي من أجمل محسنات العيد في الأرياف".

احتفاء وتباهي بين النساء

كما تلعب النساء دورا بارزا في عيد الأضحى من خلال تنظيف المنزل، وإعداد الكعك، وغيرها من التحضيرات في أجواء يطغى عليها روح التنافس والتفاخر بتقديم الأفضل.

تقول المعلمة والناشطة المجتمعية "فاطمة الحريبي" بتصريحات لـ" المهرية نت" أن:" التقاليد التي تمارسها النساء عادةً في الريف تبدأ مع حلول شهر ذي الحجة، حيث يقمن بتنظيف المنازل، ووضع الزينة، وتهيئة الأجواء لاستقبال عيد الأضحى والزوار".

وتضيف "قبل العيد بيومين، تضع النساء الحناء والنقش على كفوفهن، ويقمن بصنع كعك العيد في الأفران الطينية التقليدية، ويظهر نوع من التباهي بينهن في هذه التفاصيل".

وتتابع "كما تتبادل العائلات الزيارات خلال أيام العيد، حيث يجتمع الأهل والأصدقاء من الأعمام والعمات، ويحرص الأخوة على زيارة أخواتهم محملين بالهدايا. وتسعى النساء لتقديم أفضل ما لديهن بهدف المباهاة".

وبصورة أخرى، تؤكد المواطنة "أم مكرم" 29 عامًا) أن: "عيد الأضحى في الريف تحتفي به النساء بطريقتهن الخاصة، من خلال تنظيف المنزل، ووضع الزينة، والحناء والنقوش على الأيادي، وصناعة الكعك المنزلي، وشراء بعض الألعاب (القرحات) للأطفال، وتقديم الشوكولاتة بطريقة لا توصف".

وتضيف لـ"المهرية نت أن "في العيد يعود جميع السكان من المدن إلى الأرياف لزيارة أقاربهم وقضاء فترة العيد بالزيارات وحضور المناسبات الفرائحية، والتي أصبحت موسمًا دائمًا تُعقد فيه الأعراس".

العيد موسم للأعراس

ومن أبرز مظاهر العيد في الريف إقامة الأعراس، إذ يفضّل كثيرون عقد قرانهم أو إقامة حفلات الزفاف خلال أيام العيد، مستغلين اجتماع الأهل والأصدقاء الوافدين من المدن إلى قراهم لقضاء الإجازة، مما يوفّر فرصة لمشاركة الفرح على نطاق أوسع.

ويؤكد عبد الحكيم قائد بقوله إن:" للعيد أثر نفسي فرائحي حتى من دون مناسبات، فكيف إذا اجتمعت فيه فرحة العيد، وفرحة الأعراس، وفرحة عودة المغتربين؟ حينها تعزز كل فرحة الأخرى وتزيدها بهاءً وزينة".

ويستطرد قائد أنه: "في غير أيام العيد، يكون الكثير من الناس مغتربين، والعريس غالبًا ما يتمنى أن يحضر حفل زفافه أكبر عدد ممكن من الأقارب والأصدقاء، وهو أمر لا يتحقق إلا في العيد، حين يعود الجميع إلى قراهم".

بينما تشير "فاطمة الحريبي" إلى أن "العيد يُعد موسمًا للأعراس، إذ يفضل الكثير من العرسان إقامة حفلات الزفاف خلال أيام العيد، مستفيدين من تواجد معظم السكان في إجازة بهذه الفترة".

وتوضح "أم مكرم" أن:" العريس أو العروس يفضلان إقامة أعراسهما في هذه الأيام لتواجد الأهالي ومشاركتهم المناسبة السعيدة، ويتم ترتيب الأعراس من قبل الأهالي بحيث يُقام كل يوم وليمة، حتى نهاية العيد".

ويختتم حديثه قائد قائلا:" لهذا، يكون العيد في الأرياف موسمًا مثاليًا للأعراس، ووعاءً جامعًا لكل مشاعر البهجة والسرور".

*المصدر: المهرية نت | almahriah.net
اخبار اليمن على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com