الدوحة: "سنحتاج إلى وقت" للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة
klyoum.com
الدوحة- أكدت قطر الثلاثاء 8 يوليو 2025، الحاجة إلى مزيد من الوقت للتوصل إلى اتفاق في المفاوضات التي ترعاها بين حركة حماس وإسرائيل بشأن وقف لإطلاق النار في غزة في وقت يتواصل فيه الضغط الاميركي على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي يزور واشنطن لإنهاء الحرب.
ميدانيا، تواصل إسرائيل ضرباتها على القطاع مخلفة عشرات القتلى غداة مقتل خمسة جنود إسرائيليين في أحد أعنف الهجمات التي تعرضت لها قوات الجيش في غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري "لا أعتقد أن بإمكاني تحديد إطار زمني في الوقت الحالي، لكن يمكنني القول إن الأمر سيستغرق وقتا"، مع دخول المحادثات يومها الثالث.
انطلقت جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين في قطر مساء الأحد بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بعد أن سلم الوسطاء مقترحا جديدا للطرفين يستند، بحسب مصادر مطلعة، إلى مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف.
وبالتزامن مع مباحثات الدوحة، وصل نتانياهو إلى واشنطن في زيارة هي الثالثة منذ عودة ترامب إلى السلطة، وأعرب الرئيس الأميركي الإثنين عن ثقته في إمكانية التوصل إلى اتفاق.
وردّا على سؤال عمّا إذا كانت المعارك الدائرة في القطاع بين إسرائيل والحركة الفلسطينية ستؤدّي إلى تعطيل المحادثات الجارية بين الطرفين للتوصّل إلى هدنة، قال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض "إنّهم (حماس) يريدون اللقاء ويريدون وقف إطلاق النار هذا".
وعن السبب الذي حال حتى الآن دون إبرام هدنة، قال الرئيس الأميركي "لا أعتقد أنّ هناك عائقا. أعتقد أنّ الأمور تسير على ما يرام".
ومن المقرر أن ينضم المبعوث الخاص لترامب، ستيف ويتكوف، إلى المفاوضات في الدوحة هذا الأسبوع.
وأكد مصدر مطلع على المفاوضات لوكالة فرانس برس أن "المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين بوجود الوسطاء المصريين والقطريين، تتواصل صباح اليوم في الدوحة حول آليات تنفيذ المقترح".
وأضاف أن "لا اختراق حتى الآن" مشيرا إلى أن المفاوضات "تركز على بحث آليات الانسحاب العسكري الإسرائيلي من قطاع غزة وإدخال المساعدات ووقف النار".
ووصف المصدر المفاوضات بأنها "صعبة" وتابع أن "حماس جادة في التوصل لاتفاق، والمأمول أن يضغط الجانب الأميركي على إسرائيل للوصول لاتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى (والرهائن)".
- السيطرة الأمنية -
من ناحية ثانية، استبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي إقامة دولة فلسطينية كاملة وأكد أن بلاده ستظل "تحتفظ دائما" بالسيطرة الأمنية على قطاع غزة.
وأضاف "الآن، سيقول البعض إن هذه ليست دولة كاملة، وليست دولة بالمعنى الكامل، لكننا لا نأبه لذلك".
وأعلن جهاز الدفاع المدني في غزة الثلاثاء مقتل 29 فلسطينيا بينهم عدد من الأطفال في عدة غارات جوية شنها الطيران الحربي الإسرائيلي على مختلف أنحاء القطاع منذ فجر الثلاثاء.
وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل إن 14 من القتلى قضوا في استهداف خيام النازحين في كل من حي الرمال غرب مدينة غزة (5 قتلى)، وفي منطقة المواصي غرب خان يونس، في الجنوب (9 قتلى).
وقالت شيماء الشاعر (30 عاما) في اتصال هاتفي لفرانس برس إنها كانت أمام خيمتها في مخيم سنابل، في المواصي، تعد وجبة فطور لأطفالها الأربعة عندما "وقع فجأة انفجار وبعد دقيقة انفجار ثان ... الدخان والغبار ملأ المكان، شظايا وحجارة تطايرت وأصابت الخيمة".
وأضافت "نقلوا 4 أطفال مصابين كانوا يلعبون أمام خيمتهم بجانبنا، شاهدت الناس ينقلون شهداء، ولا نعرف من أين ياتينا الموت والقصف مستمر".
وفي شمال قطاع غزة، قُتل الإثنين خمسة جنود إسرائيليين وأصيب اثنان بجروح خطيرة وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء في أحد أعنف الهجمات التي تعرضت لها قواته في القطاع.
وقال نتانياهو إنه "صباح صعب" وأكد "كل إسرائيل تنحني بحزن وتنعي جنودنا الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم في معركة هزيمة حماس وتحرير جميع رهائننا".
وقال مراسلون عسكريون إسرائيليون إن الجنود قتلوا عندما انفجرت عبوات ناسفة محلية الصنع في بيت حانون شمال القطاع، وأثناء إجلاء الجرحى، تعرض الجنود لإطلاق نار.
وأكدت كتائب القسام - الذراع العسكرية لحركة حماس صباح الثلاثاء إن "معركة الاستنزاف التي يخوضها مقاتلونا مع العدو من شمال القطاع إلى جنوبه ستكبّده كل يومٍ خسائر إضافية". وأضافت أن قرار نتانياهو بالإبقاء على قواته داخل القطاع سيكون القرار "الأكثر غباءً".
وقُتل ما لا يقل عن 445 جنديا إسرائيلياً منذ بدء الحرب في قطاع غزة وفق حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس.
وخلفت الحرب على غزة ظروفا إنسانية مروعة لنحو 2,4 مليون نسمة.
ورغم الدعم الذي تحظى به إسرائيل من إدارة ترامب إلا أنه يدفع بشكل كبير لإنهاء ما قال إنه "الجحيم" في غزة".
الأحد، قال ترامب إنه يعتقد أن هناك "فرصة جيدة" للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار هذا الأسبوع.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت "أولوية الرئيس القصوى الآن في الشرق الأوسط هي إنهاء الحرب في غزة وإعادة جميع الرهائن".
وأوضحت ليفيت أن ترامب يريد أن توافق حماس على المقترح الذي توسطت فيه الولايات المتحدة "الآن".
- مقترحات وشروط -
وتتضمن المقترحات الأميركية هدنة من شهرين تقوم خلالها حماس بالإفراج عن عشرة رهائن أحياء اقتادتهم إلى قطاع غزة إبان هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
في المقابل، تفرج إسرائيل عن معتقلين فلسطينيين لديها، وفق مصدرين فلسطينيين مطّلعين على المباحثات.
وتطالب حماس بضمانات لانسحاب إسرائيل وعدم استئناف القتال خلال فترة التفاوض وأن تتولى الأمم المتحدة توزيع المساعدات وفق النظام القديم.
اندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس على إسرائيل التي ردت بحملة عنيفة واسعة النطاق على غزة خلّفت عشرات الآلاف من القتلى وتسببت في كارثة إنسانية.
وأسفر هجوم حماس عن مقتل 1219 شخصا في إسرائيل معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.
وقُتل في غزة ما لا يقل عن 57575 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين، في القصف والعمليات الاسرائيلية المدمرة، وفق حصيلة وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.