اخبار اليمن

شبكة الأمة برس

سياسة

الرئيس السوري يؤكد التزامه حماية الأقليات مع بدء نشر قوات الأمن في السويداء

الرئيس السوري يؤكد التزامه حماية الأقليات مع بدء نشر قوات الأمن في السويداء

klyoum.com

دمشق- أكد الرئيس أحمد الشرع السبت 19 يوليو 2025، التزام الدولة السورية "حماية الأقليات" ومحاسبة "المنتهكين" من أي طرف، مع بدء نشر قوات الأمن في السويداء إثر أعمال عنف غير مسبوقة شهدتها المحافظة ذات الغالبية الدرزية أوقعت أكثر من 700 قتيل خلال أسبوع.

وجاءت مواقف الشرع بعد إعلان الرئاسة وقفا "فوريا" لاطلاق النار وتعهد قوات الأمن "وقف الفوضى" عقب الاشتباكات بين مسلحين من الدروز وآخرين من البدو.وأتى ذلك بعيد ساعات من إعلان واشنطن اتفاق سوريا واسرائيل على وقف لإطلاق النار بينهما، ودعوة المبعوث الأميركي الى دمشق توم باراك "الدروز والبدو والسنة لإلقاء سلاحهم" لوقف التصعيد.

ورغم دعوة الشرع "جميع الأطراف دون استثناء" الى وقف "كافة الأعمال القتالية"، أفاد ثلاثة مراسلين لوكالة فرانس برس في مدينة السويداء وأطرافها عن سماعهم دوي اشتباكات متقطعة وإطلاق قذائف صاروخية ظهر السبت.

وفي كلمة متلفزة الى السوريين، أكد الشرع التزام "الدولة السورية بحماية الأقليات والطوائف كافة في البلاد، وأنها ماضية في محاسبة جميع المنتهكين من أي طرف كان".

أضاف "لن يفلت أي شخص من المحاسبة ونتبرأ من جميع الجرائم والتجاوزات التي جرت... ونؤكد على أهمية تحقيق العدالة وفرض القانون على الجميع".

وثمّن الشرع "الدور الكبير الذي قامت به الولايات المتحدة الأميركية في تأكيدها الوقوف إلى جانب سوريا في هذه الظروف الصعبة وحرصها على استقرار البلاد"، مشيدا بجهود دول عربية وداعمته تركيا وأطراف أخرى.

واعتبر أن الضربات الإسرائيلية في خضم الاشتباكات في السويداء دفعت سوريا "إلى مرحلة خطيرة تهدد استقرارها، نتيجة القصف السافر للجنوب ولمؤسسات الحكومة في دمشق".

وكانت واشنطن أعلنت ليل الجمعة السبت اتفاق سوريا واسرائيل على وقف لإطلاق النار بينهما بعد قصفت طائرات إسرائيلية مقرات رسمية والقوات الحكومية في دمشق والسويداء في خضم المعارك بين الدروز والبدو.

وسبق لإسرائيل أن أكدت أنها لن تسمح بالتعرض للأقلية الدرزية أو أن تنشر الحكومة السورية قوات عسكرية في جنوب البلاد قرب هضبة الجولان التي تحتلها.

واندلعت الاشتباكات الأحد في محافظة السويداء بين مسلحين دروز وآخرين من البدو السنّة، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. ومع احتدام المواجهات، أعلنت القوات الحكومية الإثنين تدخّلها لفضّ الاشتباكات، لكن بحسب المرصد وشهود وفصائل درزية، فقد تدخلت هذه القوات إلى جانب البدو.

وتخلل انتشار القوات في السويداء إعدامات ميدانية طالت عشرات المدنيين وانتهاكات عدة ونهب ممتلكات، وفق المرصد السوري وشهادات سكان ومقاطع فيديو وثقها المرتكبون أنفسهم.

- "استقواء بالخارج" -

إثر ذلك، شنّت اسرائيل ضربات على مقر هيئة الأركان وبجوار القصر الرئاسي في دمشق، وعلى أهداف "عسكرية" في السويداء، مطالبة الشرع بسحب قواته من معقل الدروز.

وإثر ضغوط أميركية واسرائيلية، سحب الشرع قواته من المحافظة الخميس، قبل أن تحشد العشائر السنية من مناطق عدة مقاتليها المحسوبين على السلطة، الى جانب البدو، وتتجدد الاشتباكات.

وانتقد الشرع في كلمته "المصالح الضيقة لبعض الافراد في السويداء" معتبرا ان "الاستقواء بالخارج واستخدام بعض الأطراف الداخلية للسويداء كأداة في صراعات دولية لا يصب في مصلحة السوريين بل يفاقم الأزمة ويهدد وحدة البلاد".

كما انتقد تصرفات "بعض المجموعات" من العشائر التي "حاولت أن تدافع عن نفسها بشكل منفرد"، مشددا على أن هذه "التصرفات لا يمكن ان تكون بديلا عن دور" الدولة "القادرة وحدها على الحفاظ على هيبتها وسيادتها في كل بقعة من الأراضي السورية".

وحضّ مواطنيه على "وحدة الصف والتعاون الكامل من أجل تجاوز ما نمر به جميعا والحفاظ على بلدنا وأرضنا من التدخلات الخارجية او الفتن الداخلية".

وأتت كلمة الشرع بعد إعلان وزارة الداخلية بدء انتشار قواتها في السويداء "في إطار مهمة وطنية، هدفها الأول حماية المدنيين ووقف الفوضى"، وفق المتحدث باسمها نور الدين البابا.

وأكد أن "الدولة، بكل مؤسساتها السياسية والأمنية، ماضية في مساعيها لاستعادة الأمن والاستقرار في السويداء"، موضحا أن "قوى الأمن ستسخّر كل طاقاتها سعيا لوقف الاعتداءات وحالة الاقتتال، وإعادة الاستقرار إلى المحافظة".

- 718 قتيلا -

ودارت صباح السبت اشتباكات متقطعة بين مقاتلين دروز وآخرين من عشائر البدو المحسوبين على السلطة، بحسب المرصد، بعد مواجهات عنيفة اندلعت فجرا إثر شنّ مسلحي العشائر هجمات على أطراف مدينة السويداء وقرى في ريفها الشمالي، تخللها حرق منازل ومحال تجارية.

وأفاد مراسل لفرانس برس عن سماعه دوي قصف متقطع وطلقات نارية صباح السبت في أحد أحياء مدينة السويداء. ونقل عن مقاتلين دروز قولهم إن مجموعات مهاجمة تسللت الى المدينة على وقع صيحات التكبير، تزامنا مع خوض مجموعات أخرى اشتباكات ضد المقاتلين المحليين في ريف المدينة الشمالي.

وسقط 718 شخصا على الأقل جراء أعمال العنف التي بدأت الأحد، بينهم 391 من أبناء محافظة السويداء من مسلحين ومدنيين، وفق حصيلة جديدة للمرصد السبت. ومن بين هؤلاء 245 مدنيا، 165 منهم "أُعدموا ميدانيا برصاص عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية".

وتقوّض أعمال العنف الأخيرة جهود الشرع في بسط سلطته على كامل التراب السوري بعد أكثر من سبعة أشهر على إطاحته الحكم السابق، وتعيد طرح تساؤلات إزاء قدرة السلطات على التعامل مع الأقليات على وقع أعمال عنف على خلفية طائفية طالت مكونات عدة خلال الأشهر الماضية.

*المصدر: شبكة الأمة برس | thenationpress.net
اخبار اليمن على مدار الساعة