قصص مرعبة وتفاصيل مؤلمة يرويها ناشطون وإعلاميون في حكومة المرتزقة تكشف جحيم معاناة الناس
klyoum.com
أخر اخبار اليمن:
الخارجية المصرية: العدوان الإسرائيلي على غزة تجاوز الحدودتتفاقم معاناة المواطنين ويزداد شبح المجاعة يوما بعد يوم في عموم المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة، وفي مقدمتها مدينتا عدن وتعز، اللتان تعيشان مآسي مروعة ومثقلة بالمعاناة والألم، كشفت عن أسوأ مراحلها التاريخيةوالحقبة الزمنية التي عاشتها المدينتان في تأكيد واضح على أن ما تعرضت له تلك المناطق منذ سيطرة تحالف العدوان السعودي الإماراتي عليها في العام 2016م، كان هو الأشد وطأة وقتامة وحولها إلى مقبرة جماعية لأبنائها الذين كانوا يوما ما في طليعة الثوار الأحرار في مواجهة الاحتلال البريطاني وأنجبت لليمن خيرة رجالها من سياسيين ومثقفين وعلماء في مختلف الجوانب والمجالات .
الثورة / مصطفى المنتصر
ويستمر مسلسل الانهيار والفوضى الذي تشهده تلك المناطق وسط غياب تام لأي دور فاعل لحكومة المرتزقة الموالية لتحالف العدوان، والتي ما لبثت أن همت بالهروب وفضلت المشاهدة عن بعد، بينما تنهار مقومات الحياة ويتجرع المواطن البسيط مرارة الألم والفقر والقهر دون أن يرمش لها جفن أو تحرك تلك المعاناة ضمائر المسؤولين الغارقين في النعم والملذات في مختلف عواصم العالم .
و تعيش آلاف العائلات أوضاعاً مأساوية وسط حالة من الفقر المدقع والحرمان المستمر منذ أعوام من أبسط الحقوق والمتطلبات المعيشية الأساسية، في مشهد يلخص حجم الكارثة التي حلت بأبناء المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة في ظل زمن الاحتلال وأدواته العميلة التي تسببت بهذه الفوضى والفشل الذريع في شتى مناحي الحياة وسحقت المواطن اليمني دون رحمة وجعلته يواجه مصيره المشؤوم بحالة لا يقوى فيها على المواجهة .
وقد تجلت تلك الكارثة وبرز صيتها في عدن، التي كانت توصف في يوما ما بـ”العاصمة الاقتصادية لليمن، حيث انتشرت المجاعة بين أبنائها البسطاء الذين سحقوا بسبب الفقر والحرمان على حساب فحش وغنى ثلة من الفاسدين الذين استغلوا التواجد الأجنبي والدعم اللا محدود لسلطتهم الإجرامية وقاموا بالتنكيل بأبناء جلدتهم وحرمانهم من أبسط الحقوق والخدمات، في مشهد تتجلى في تفاصيله المأساوية أحداث وقصص مروعة لا تقوى مسامع المرء على سماع فظاعتها من هول المشهد وبشاعته.
وبحسب مصادر صحفية، رواها أحد الإعلاميين في حكومة المرتزقة وينتحل صفة مدير صحيفة “أكتوبر” الصحفي عبدالرحمن أنيس الذي وصف واقع مدينة عدن المغتصبة بالقول “انهيار شامل للقدرة الشرائية والصحية”، كاشفا عن واقعة شاهدها بأم عينيه لطفل يناشد والدته بمغادرة صيدلية لعجزها عن شراء دواء بسيط، في صورة تختصر عمق البؤس.
وأوضح أنيس أن من يدخل صيدليات المدينة يجد مشهدًا بائسًا، حيث غالبية السكان عاجزون عن اقتناء حتى أبسط الأدوية، مضيفًا أن أسعار المواد الغذائية، وعلى رأسها كيس الدقيق، تجاوزت 65 ألف ريال، وهو مبلغ أعلى من راتب الموظف الحكومي الشهري، وسط غياب أي تدخل رسمي.
وفي السياق ذاته، كشفت معيدة في جامعة عدن عن قيمة الراتب الذي تتقاضاه من الجامعة والذي لا يتجاوز 20 ألف ريال شهريا، في مفارقة صادمة عكست سياسة الازدراء والاحتقار التي تمارسها سلطات المرتزقة تجاه النخب العلمية والأكاديمية والعاملين في القطاع التعليمي .
وفي مدينة تعز، يزداد المشهد قتامة، حيث اتخذت الأزمة التي يعيشها أبناؤها بعداً إنسانيا صارخا مع تداول صورة ومقطع فيديو لطفل لا يتجاوز الثالثة يجوب الأزقة وهو يحمل عبوة فارغة بحثاً عن “ الماء” ، في مشهد لا يقل إيلاما عما يعيشه أبناء غزة من حصار وتجويع وقتل مروع، ناشطون وصفوا المشهد بأنه “جريمة تعز في حقّ أبنائها”، محملين سلطة المرتزقة المحلية والحكومة وما يسمى المجلس الرئاسي المعين من السعودية، مسؤولية انهيار قطاع المياه في مدينة تعز التي تمثل شريان حياة لليمن وإحدى ركائز اليمن الاقتصادية .
وتتزامن هذه الأحداث مع أزمة حادة تعصف بالمناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلال السعودي الإماراتي، نتيجة الانهيار الكبير الذي تشهده المحافظات المحتلة، مع تدهور قياسي في سعر العملة المحلية الذي تجاوزت قيمة الدولار الواحد 2800 ريال يمني، الأمر الذي تسبب في خلف واقع مرير على المواطن الذي يدفع ثمن هذه الأزمة من قوت يومه ويعيش بوجبتين فقط في اليوم الواحد تماشيا مع الأزمة التي أثقلت كاهله وكسرت ظهره .