تعليق غير متوقع بشان استهداف مصنع اسمنت باجل في الحديدة
klyoum.com
أخر اخبار اليمن:
دمشق.. انطلاق قمة للذكاء الاصطناعي في العاصمة السوريةكريتر سكاي/ خاص
راشد معروف: لا تسعفني الكلمات، ولا يطاوعني الحرف، وأنا أحاول أن أكتب عن واحدة من أشد اللحظات التي عصرت قلبي وجعلتني أشعر بمرارة الخسارة كما لم أشعر بها من قبل. اليوم، خسر وطني اليمن واحدة من أعظم منجزاته الصناعية، ومعلمًا اقتصاديًا كان يرمز للأمل والعمل والكرامة. سقطت اليوم باجل… ليس المدينة فقط، بل سقط مصنعها العظيم، مصنع أسمنت باجل، بركام طائرات العدوان الإسرlئيلي.
واضاف أن مصنع أسمنت باجل لم يكن مجرد مبنى من الحديد والإسمنت، بل كان نبضًا وطنياً، وقصة كفاح لآلاف العمال اليمنيين الذين أفنوا أعمارهم فيه. كان هناك من يستيقظ كل صباح ليكسب رزقه بعرق جبينه من بين جدرانه، هناك من بنى بيتًا، علّم أبناءه، وصمد في وجه الفقر بفضل هذا الصرح الوطني العظيم، كان المصنع شاهداً على عقود من الأمل، منذ أن وهبته لنا يد الاتحاد السوفيتي، حتى تطوّر شيئًا فشيئًا ليصبح من أكبر المصانع في الشرق الأوسط، ينافس بجودته وطاقته الإنتاجية، ويُفتخر به في المحافل الاقتصادية.
وتابع: اليوم، لم تسقط قذائف العدو على المصنع فقط، بل سقطت على قلوبنا جميعًا، وعلى ما تبقى من أحلام هذا الشعب المنهك. لكن المؤلم أكثر، أن هذا الدمار لم يأتِ وحده من العدو، بل سُهِّل له الطريق من الداخل، من أولئك الذين فقدوا أي إحساس بالوطن، وضحّوا بهذه المنشأة العملاقة في لعبة المصالح الإقليمية التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل.
وأشار إلى أن الحقيقة المُرّة التي يجب أن نصرخ بها: نحن لا ندفع ثمن الحرب من أجل فلس،طين كما يُروّج، بل من أجل طهران. ما يحدث ليس دفاعًا عن القد،س، بل تنفيذ لأجندة فارسية لا تعبأ لا باليمن ولا بأهله. الخوثيون ليسوا سوى أداة لتنفيذ أوامر خارجية، ومشروعهم في اليمن ليس أكثر من نسخة مشوهة لحروب الوكالة التي تحرقنا منذ سنين.
وأوضح: خسارتنا اليوم ليست فقط مصنعًا، بل فقدنا رمزًا وطنيًا، وفصلًا كاملاً من تاريخ التنمية والاعتماد على الذات. فهل سنفيق؟ هل سنتوقف عن دفع ضريبة لا تخصنا؟ أم سنستمر في توديع ما تبقى من وطننا قطعة بعد قطعة، ومع كل خسارة نذرف دمعة، ثم نكمل صمتنا المُر؟
واختتم: باجل اليوم ليست مجرد مدينة منكوبة… بل مرآة تُظهر لنا إلى أين نمضي، ومن الذي يدفع الثمن حقًا.