اليمنيون يحيون يوم اللغة المهرية ويدعون لحمايتها (تقرير خاص)
klyoum.com
أخر اخبار اليمن:
كريستيانو رونالدو يحتفل بمرور 10 أعوام على عطر ليغاسي بتصميم جديديحتفل اليمنيون، اليوم الثاني من أكتوبر، بيوم اللغة المهرية، الذي يأتي كفرصة لإبراز مكانة هذه اللغة العريقة ودورها في الهوية الثقافية لليمن، وسط دعوات متزايدة لحمايتها.
وتُعتبر اللغة المهرية واحدة من أقدم اللغات السامية التي ما زالت حية حتى اليوم، شاهدة على تاريخ المنطقة وثقافتها المتنوعة.
وقد حافظ عليها المهريون عبر قرون طويلة، وهي تحمل في مفرداتها وأساليبها التعبيرية تراثاً أدبياً وشعرياً غنياً، يعكس تجارب الحياة اليومية والبيئة الطبيعية والمعتقدات الروحية لأهل المهرة.
من أقدم اللغات
وفي سياق الاحتفاء بهذه المناسبة، قال السلطان محمد عبد الله آل عفرار، رئيس المجلس العام لإدارة محافظتي المهرة وسقطرى، إن اللغة المهرية "تظل من أقدم وأغنى اللغات السامية القديمة التي حافظ عليها الإنسان المهري منذ غابر الأزمنة".
وأضاف أنها اللغة العريقة التي "كتبت بعبق التاريخ البشري، ولم تتأثر باللغات الأخرى أو تُلعب بمفرداتها، وبقيت في قلوب وألسنة أبناء المهرة دون سواهم".
وتابع آل عفرار: "نفخر بهذا التميز والتفرد، ولقد نقلناها جيلاً عبر جيل، وتظل خالدة في مآقي وأفئدة المهريين".
وعاء للحكمة
بدوره ، شدد وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني على أن اللغة المهرية "ليست مجرد وسيلة تواصل بين الناس، بل وعاء للحكمة والأدب والتراث الشفهي الذي تناقلته الأجيال"، مشيراً إلى أن الاحتفاء بهذا اليوم "يجسد التزام الدولة والمجتمع بحماية هذا الإرث الإنساني الفريد وصون ذاكرة لغوية تمثل أحد أبرز مكونات الهوية اليمنية".
وأضاف الإرياني في بيان أن اللغة المهرية "جزء أصيل من التنوع الثقافي الذي ميّز اليمن ومنحها مكانة فريدة في الخارطة الحضارية للمنطقة والعالم"، مشدداً على أن إحياء هذا اليوم "يمثل رسالة وعي ووفاء لهذه اللغة العريقة، ودعماً للجهود الرامية إلى توثيقها وحمايتها من الاندثار".
ودعا الإرياني جميع اليمنيين "في الداخل والخارج ليكونوا صوت المهرة وذاكرتها الحية، وأن يسهموا في ترسيخ الوعي بأهمية الحفاظ على اللغات المحلية باعتبارها ركناً من أركان الهوية الوطنية وجسراً يربط الأجيال بجذورها التاريخية".
مناسبة عظيمة
في السياق، أشار رئيس جامعة المهرة، أنور كلشات، عبر منصة إكس، إلى أن الاحتفاء بيوم اللغة المهرية "مناسبة عظيمة للإبقاء على إرث مهري وعربي عريق ينبغي الحفاظ عليه وصونه".
وشدد على أن الجامعة "تولي اهتماماً كبيراً بمركز اللغة المهرية ودراسة تاريخ المهرة، وهي بحاجة للبحث والتنقيب المستمر لتوثيقها وحمايتها".
أما الباحثة نور عبدالعزيز فقد لفتت إلى أن "واقع اللغة المهرية اليوم ليس كما كان في الماضي، فهي تواجه تحديات كبيرة نتيجة التداخل مع المجتمعات المجاورة والوافدة، ما يجعل الحفاظ عليها ودراسة خصائصها اللغوية وفنونها الأدبية أكثر أهمية من أي وقت مضى".
فيما قالت الإعلامية نادية الماس إن "اللغة المهرية هي الذاكرة الحية للجنوب، تحفظ حكايات القوافل والبحار، وتروي أسرار الجبال والوديان، وإحياؤها هو إحياء لروح الجنوب التي لا تُقهر".
وأوضح سعد مسلم كلشات عبر منصة إكس: "هل تعلم أن اللغة المهرية تُكتب بحروف عربية لكنها غير مفهومة للغير الناطقين بها؟ إنها لغة مستقلة ذات جذور عميقة، حية حتى اليوم، وتستحق التوثيق والدراسة".
ويأتي الاحتفال بيوم اللغة المهرية كرسالة ووعي لأهمية الحفاظ على اللغات المحلية، باعتبارها ركناً من أركان الهوية الوطنية وجسراً يربط الأجيال بجذورها التاريخية.