اغتيال المشهري... بين الإجماع العام في إدانة الجريمة ومحاولات تسييس القضية!
klyoum.com
أخر اخبار اليمن:
تهديدات إسرائيل تثير رعب الحوثيين وتدفع قادتهم للاختباءتتصاعد موجة الغضب الشعبي في تعز بعد اغتيال إفتهان المشهري مدير عام صندوق النظافة والتحسين، في جريمة صادت المرأة التي كرست جهودها لخدمة المدينة حتى آخر لحظات حياتها.
وتشهد المدينة منذ صباح الخميس الماضي إضرابًا شاملًا لعمال النظافة، إلى جانب مظاهرات مستمرة أمام مبنى المحافظة في شارع جمال ومقر إدارة الأمن في حي العرضي، للمطالبة بالقبض الفوري على جميع المتورطين في الجريمة.
وأعربت المكونات السياسية والأحزاب عن استنكارها الشديد للحادثة، معتبرة أنها جريمة بشعة تستهدف رموزًا وطنية قدموا خدمات جليلة للمجتمع. وكانت المشهري قد تقدمت قبل شهرين بمذكرة رسمية تطالب فيها بالقبض على محمد صادق حميد قاسم، بعد اقتحامه مبنى الصندوق وإغلاقه وتهديدها بالقتل، دون أن تتخذ الجهات المعنية أي إجراء حاسم تجاه ذلك.
وأعلنت شرطة تعز عن أسماء المتهمين الرئيسيين في الجريمة، وهم محمد صادق حميد وجسار الشرعبي وابنه، ونشرت صورهم بعد أن كانت المشهري قد أشارت إليهم في تسجيل صوتي انتشر على منصات التواصل الاجتماعي. وتثير الانتماءات السياسية للمتهمين، الذين ينتمون إلى اللواء 170، جدلًا واسعًا، حيث تتهم أطراف معارضة اللواء بالتستر عليهم ومنع تسليمهم للعدالة.
وتحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى ساحة لتبادل الاتهامات بين المكونات السياسية، في مشهد وصفه مراقبون بأنه انحراف عن مسار القضية وتوظيفها لأغراض سياسية، بدلًا من التركيز على تحقيق العدالة للمغدورة.
القضية الوحيدة التي لاقت إجماعًا بالإدانة
يؤكد الناشط الحقوقي محمد العامري أن قضية اغتيال الناشطة افتهان المشهري في مدينة تعز تمثل الحالة الوحيدة التي أجمع عليها جميع مكونات المجتمع دون اختلاف. فقد صدرت بيانات رسمية موحدة من الأحزاب السياسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني، جميعها حملت موقفًا واحدًا يتمثل في إدانة الجريمة بشكل قاطع.
وأشار العامري في حديثه لـ"المهرية نت" إلى أن المطالبة بسرعة القبض على الجناة ومحاكمة المتورطين في الجريمة ليست مطالبة فئة محددة، بل هي مطالبة كل من يحمل في قلبه الإنسانية وضميرًا حيًا. فقد تم اغتيال امرأة في وضح النهار وبطريقة بشعة، فقط لأنها كانت تعمل بإخلاص وتفان، وهو ما يجعل هذه الجريمة تستحق المحاسبة العاجلة.
ولفت إلى أن المحاولات التي يثيرها البعض من مماحكات حول القضية لا تعدو كونها اجتهادات فردية لا تعبر عن المواقف الرسمية للأحزاب أو القوى المجتمعية، بل هي محاولات لتشويش مسار العدالة.
وحذر العامري من الانسياق وراء ما يحاول البعض الترويج له من تسيس لقضية اغتيال المشهري، مؤكدًا على ضرورة النظر إلى الواقع من منظور الحقيقة والواقعية، وليس من خلال التعصب أو الجهل بما يدور حول القضية.
وأكد أن صوت تعز اليوم صوت واحد، وهو المطالبة بالعدالة لافتهان المشهري ومحاسبة القتلة والمقصرين، دون السماح بتحويل دماء الشهداء إلى مادة للجدل العقيم أو التسييس.
قضية كل الأحرار
في السياق يقول الصحفي مكين العوجري " المسؤول الإعلامي لصندوق النظافة في تعز" نعزي أبناء تعز وكل الأحرار فيها، فخسارتنا اليوم كبيرة وعظيمة برحيل الأستاذة افتهان المشهري، المرأة التي تصدّت لملفات الفساد بصدق وإخلاص وتفان، وسعت بكل طاقتها لتصنع الفارق، فنجحت وصنعت فعلًا."
وأضاف العوجري لـ" المهرية نت" الأستاذة إفتهان أعادت ترتيب الجوانب الإدارية والمالية في صندوق النظافة، ورفعت الإيرادات من سبعين مليون ريال إلى مئة وتسعين مليون شهريًا، كما أغلقت منافذ الفساد، وامتدت يدها إلى أبعد نقطة في الترحيل والتحسين لتغيير مظهر المدينة".
وأردف" كما عملت على تثبيت أكثر من 1150 عاملًا وموظفًا كانوا يعملون بالأجر اليومي، في إنجاز إنساني ووطني كبير، حيث كان معظم المستفيدين من الفئة المهمشة التي احتضنتها، وحسّنت من ظروفهم المعيشية وأجورهم، فكانت بمثابة الإدارة الناجحة والرحيمة في آن واحد."
وتابع" رغم هذه الإنجازات، تعرّضت لحملات تشويه وتحريض ممولة، كما أنها لم تنل الحماية الكافية من الأجهزة الأمنية، وهذا أمر مؤسف يضاعف حجم الجريمة، فالمشهري قد رفعت شكاوى متكررة، ووُجدت ملفات لدى النيابة العامة، ومع ذلك استُهدفت في وضح النهار في جريمة منظّمة، تكشف فشلًا خطيرًا لمؤسسات الدولة في حمايتها."
وأشار العوجري إلى أن" هذه الجريمة ليست قضية أسرة أو مؤسسة بعينها أو حزب دون آخر؛ بل هي قضية أبناء تعز جميعًا، وقضية مدينة حُرمت من صوتها الوطني ومشروعها الحضاري."
وأكد" اغتيال المشهري مُدان من كل القوى السياسية والاجتماعية والنقابية والعمالية، وهو طعنة في قلب الدولة والمجتمع، ونحن هنا نطالب بالعدالة وكشف خيوط هذه الجريمة، والقبض على المجرم الرئيسي، وإعلان من يقف وراء هذه الجريمة ومن خطط لها."
ضربةٌ موجعة للفئة العاملة
من جانبه قال رئيس نقابة العاملين بمشروع النظافة في تعز، صادق العاقل "إن جريمة اغتيال الأستاذة افتهان المشهري، المدير التنفيذي لصندوق النظافة والتحسين، تمثل ضربة موجعة للفئة العاملة وللمدينة بأكملها، فهي كانت صوتًامدافعًا عن حقوق العمال وركنًا أساسيًا في تحسين ظروفهم المعيشية".
وأضاف العاقل"نطالب الجهات الأمنية بالتحرك العاجل للقبض على الجناة وكشف ملابسات هذه الجريمة، وتقديم المتورطين للعدالة لينالوا جزاءهم العادل، ونؤكد أننا في النقابة لن نقف مكتوفي الأيدي، وسنلجأ إلى كافة الخطوات التصعيدية المشروعة إذا استمرت حالة التهاون الأمني."
وختم رئيس النقابة تصريحه بالقول: "إن ما تشهده تعز من انفلات أمني وجرائم اغتيالات متكررة يهدد الجميع دون استثناء، وندعو كافة النقابات والهيئات المجتمعية إلى التكاتف لمواجهة هذه الظواهر وحماية كوادرها وقياداتها، فدماء الشهداء أمانة في أعناقنا جميعاً."