تعز.. مُتهم بجريمة قتل نائب لقائد حملة أمنية .. مصرع "الرميح" يُعيد التذكير بالجريمة المنظمة للإخوان
klyoum.com
أخر اخبار اليمن:
تراجع عدد منصات التنقيب عن النفط بالولايات المتحدة.
في الوقت الذي كانت فيه ماكينة الاعلام الاخوانية تضج بالنواح على مقتل "نائب قائد الحملة الأمنية في مديرية الشمايتين" ، كان شقيق أحد ضحايا الرجل يصرخ مطالباً بالعدالة من وسط "ساحة العدالة" التي أقيمت بمدينة تعز لذوي ضحايا الجرائم.
مفارقة صارخة اشبه بـ "كوميديا سوداء" تلخص مأساة المناطق المحررة بتعز خلال عقد من الانفلات والجرائم تحت سلطة الامر الواقع الاخوانية ، وهو ما اعيد التذكير به مع إعلان إدارة الأمن صباح الأربعاء عن مقتل "النقيب / محمد الرميح" نائب قائد الحملة الأمنية في مديرية الشمايتين على يد مسلحين.
لتُعلن في اليوم التالي عن تمكن الحملة الأمنية المشتركة بشرطة الشمايتين "من ضبط المدعو مختار الزريقي، زعيم العصابة المسلحة، وأحد المتهمين الرئيسيين في قضية استشهاد النقيب محمد الرميح، إلى جانب ستة من عناصر عصابته".
مضيفة بأنه أثناء تنفيذ العملية الأمنية المشتركة بين شرطة المديرية وما يُسمى بـ "محور طور الباحة" والمنطقة الأمنية بمديرية المعافر، قتل عنصران من الجيش ؛ قالت بأن "أحدهما من منتسبي اللواء السابع والآخر من اللواء الرابع مشاة جبلي بمحور طور الباحة، بعد مواجهات عنيفة مع عناصر العصابة في منطقة أديم التابعة لمديرية الشمايتين".
ما نشره إعلام الأمن بتعز حول ما جرى في ريف تعز لم يكن الا جزءاً من الصورة ، وجرى إخفاء اغلبها حتى لا تُقدم كصورة كاملة وتُوضع في إطارها الحقيقي ، كصورة ضمن مشهد تعيشه تعز منذ سنوات.
مشهد يتلخص في حقيقة ان الجريمة في تعز ، هي جريمة منظمة تقودها سلطة جماعة الاخوان عبر أدوات الجيش وسلاحه الذي تسيطر عليه الجماعة ، فـ "العصابة المسلحة" وزعيمها التي يتحدث الأمن عن ضبطها ، هم عناصر في اللواء الرابع مشاة جبلي ضمن يُسمى بـ "محور طور الباحة" الذي يقوده الإخواني / ابوبكر الجبولي.
كما أن الضحية التي يتحدث عنها الأمن ومن خلفه ماكينة الاخوان الدعائية بأنه قُتل على يد هذه العصابة المزعومة وهو "النقيب / محمد الرميح" الذي تم تنصيبه كـ"نائب قائد الحملة الأمنية في مديرية الشمايتين" ، هو متهم رسمياً بجريمة اختطاف وقتل وقعت قبل نحو 8 سنوات.
وتكشف وثيقة رسمية تعود الى مطلع عام 2019م صادرة عن مدير البحث الجنائي بتعز موجهة الى قائد المحور ، حول التحقيق في جريمة اختطاف وقتل الجندي " نعمان عبدالله قاسم محمد الربيع" والمعروف بنعمان الحبشي ، مؤكداً بان المتهمين في الجريمة المدعوان محمد الرميح وفهد الواصلي.
ويشير مدير البحث الجنائي الى أن الرميح والواصلي هما من افراد اللواء 17مشاه ، لافتاً الى رفض قيادة اللواء التجاوب معه في تسليمها ، مطالباً قائد المحور بالتوجيه لضبطهما وتسليمها الى إدارة البحث الجنائي.
اللافت في خطاب مدير البحث الجنائي اشارته الى ان التحقيقي في جريمة اختطاف وقتل الربيع جاء بعد ظهور جثته ضمن الجثث التي عثر عليها ضمن ما عُرف حينها بـ"مقبرة سوق الصميل" ، التي تم الكشف عنها أواخر عام 2018م من قبل الأمن في تعز.
وجرى الإعلان حينها عن "مقبرة جماعية" في سوق الصميل بمدينة تعز ، في سياق محاولات سلطة الاخوان تبرير هجومها الدموي الذي شنته منتصف 2018م على المدينة القديمة ضد كتائب ابي العباس ، وانتهى بقرار قائد الكتائب الخروج من المدينة.
حيث جاء الإعلان عن المقبرة الجماعية المزعومة كمحاولة لتقديم دليل على اتهامات الاخوان بحق كتائب ابي العباس بارتكاب جرائم قتل وإعدام بحق عناصر الجيش ، الا أنه سرعان ما تحول الأمر الى فضيحة مدوية أجبرت جماعة الاخوان على إغلاق الموضوع نهائياً.
وتفجرت الفضيحة بعد تداول الكشف عن احد أسماء هذه الجثث وهو المواطن " نعمان عبدالله قاسم محمد الربيع" ، لتُسارع أسرته حينها الى الكشف عن تفاصيل جريمة اختطافه من سوق البيرين في مايو 2017م من قبل عناصر اللواء 17مشاه الخاضع لسيطرة الاخوان.
ورغم مرور 7 سنوات على الأمر ، الا أن اسره الربيع لم تنسى قضيته ، حيث ظهر شقيقه مطالباً بالعدالة والقصاص في تصريحات مصورة لوسائل إعلام محلية واقفاً وسط خيام الاعتصام التي أقيمت في مدينة تعز عقب جريمة اغتيال مديرة صندوق النظافة افتهان المشهري ، للتحول الخيام الى "ساحة العدالة" لذوي ضحايا الجرائم.
وكانت المفارقة الصادمة ان تتزامن مطالبة شقيق الربيع بالعدالة والقصاص في الجريمة ، مع صياح ونواح سلطة الإخوان وماكينتها الدعائية على مقتل أحد المتهمين بالجريمة وهو الرميح ، وتصويره كبطل في مواجهة المطلوبين أمنياً دون أدنى خجل من دماء ضحايا هذا "البطل الإخواني"، ومثل بطلهم المئات منهم ملطخين بدماء أبناء تعز.