اخبار اليمن

الأمناء نت

سياسة

حتى لا نظلم السعودية... ولكن؟

حتى لا نظلم السعودية... ولكن؟

klyoum.com

منذ إعلان عاصفة الحزم عام 2015 وبدء التدخل العسكري في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، كان الهدف المعلن للتحالف العربي هو إعادة الشرعية إلى صنعاء وإنهاء انقلاب جماعة الحوثي على الدولة اليمنية.

في تلك الفترة، رافقت الرئيس علي سالم البيض إلى الرياض بعد بيانه المؤيد لعاصفة الحزم، وهناك أتيحت لنا فرصة الحديث مع المسؤولين السعوديين حول القضية الجنوبية. وأوضحنا حينها أن هدف شعب الجنوب هو استعادة دولته وفك الارتباط عن الشمال.

كان رد الأشقاء في المملكة واضحًا وصريحًا: هدفهم هو إعادة الشرعية إلى صنعاء، أما قضية الجنوب فهي شأن داخلي جنوبي، لا يتدخلون فيه ولا يقفون ضده.

لكن، بعد مرور السنوات، تبدلت المعادلات على الأرض.

الشرعية اليمنية تآكلت وفقدت حضورها السياسي والدستوري. فالرئيس عبدربه منصور هادي الذي انتُخب في انتخابات أحادية انتهت فترته منذ زمن طويل، كما أن مجلس النواب تجاوز عمره الدستوري، بل إن أغلب أعضائه توفوا أو غابوا عن المشهد.

وفي المقابل، لم تنجح السعودية في تحقيق هدفها الرئيسي:

لم تعد الشرعية إلى صنعاء، ولم تُهزم جماعة الحوثي، التي أصبحت اليوم سلطة أمر واقع تسيطر على شمال اليمن.

أمام هذا الواقع، اتجهت الرياض إلى الحوار مع الحوثيين بوساطة سلطنة عمان، ليُطوى عمليًا ملف (إعادة الشرعية) ويُفتح ملف (التسوية السياسية)

أما في الجنوب، فقد تكرّس واقع مغاير.

المجلس الانتقالي الجنوبي أصبح القوة السياسية والعسكرية الرئيسية، ونجح في فرض سيطرته على معظم أراضي الجنوب، وبات يمثل إرادة شعبية واضحة تطالب باستعادة الدولة الجنوبية.

غير أن ما يثير التساؤل هو أن الحوار الجاري اليوم يقتصر على السعودية والحوثيين، دون إشراك المجلس الانتقالي أو أي مكوّن جنوبي رئيسي، رغم أن الجنوب بات كيانًا قائمًا على الأرض له مؤسساته وقواته وإدارته.

الحوثيون يصرّون على أن الحوار يجب أن يكون مع السعودية مباشرة، باعتبارها "طرف العدوان"، فيما تصف المملكة نفسها بأنها وسيط بين الأطراف اليمنية.

لكن الواقع الميداني والسياسي يقول إن الجنوب مغيّب عن أي مسار تفاوضي، رغم أنه يمثل نصف المعادلة في اليمن، بل وركيزة الاستقرار في المنطقة.

إن تجاهل القضية الجنوبية ومحاولة تجاوز الانتقالي الجنوبي في أي تسوية سياسية قادمة لن يؤدي إلى حل دائم، بل إلى ترحيل الأزمة إلى مراحل لاحقة.

فالحل الواقعي والمنطقي، إذا أرادت الرياض أن تلعب دور الوسيط الحقيقي، هو رعاية حوار مباشر بين الجنوب والشمال، يفضي إلى فك الارتباط بالتراضي، بما يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة.

عندها فقط، يمكن القول إن السعودية أنجزت سلامًا شاملاً، لا تسوية مؤقتة.

سلام يعترف بالواقع على الأرض، ويحترم إرادة الشعوب، ويؤسس لمرحلة جديدة من الاستقرار والتعاون بين دولتين جارتين، شمالية وجنوبية، بدلًا من صراع لا نهاية له تحت مسمى الشرعية.

*المصدر: الأمناء نت | al-omana.net
اخبار اليمن على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com