تسريب فيديو ”سري للغاية” يكشف جانباً من حياة القصر: تعليق لونا الشبل الحاد على جنود يقبّلون يد الأسد يثير جدلاً
klyoum.com
أثار تسريب فيديو مصور يُفترض أنه من أرشيف المستشارة الإعلامية الراحلة للرئيس السوري بشار الأسد، لونا الشبل، موجة واسعة من الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي.
يوثق المقطع، الذي يؤكد مصادر أنه عُثر عليه ضمن ملفات مصنفة بـ"سري للغاية"، لحظة غير متوقعة خلال جولة للأسد في الغوطة الشرقية عام 2018، كشف خلالها تعليقًا لاذعًا من الشبل تجاه مشهد ولاء الجنود.
يُظهر الفيديو القصير، الذي يبدو أنه لُقط بجهاز شخصي، الرئيس بشار الأسد داخل سيارته في منطقة تبدو أنها الغوطة الشرقية، التي كانت قد خضعت لتوّها لسيطرة القوات السورية بعد حملة عسكرية عنيفة.
ويُظهر المقطع عددًا من جنود الجيش السوري وهم يحيطون بالسيارة، في محاولة حثيثة لتقبيل يد الرئيس، تعبيرًا عن الولاء في مشهد مألوف في المناسبات الرسمية.
وعلى غير العادة، لم تكن الكاميرا مركزة على الرئيس فقط، بل التقطت وجه مستشارته الإعلامية المقربة، لونا الشبل، التي كانت تجلس بجانبه.
وبينما كان الجنود يتزاحمون، ظهرت الشبل مبتسمة بشكل خفٍ، وهي تهز رأسها وتعلق ببرود وسخرية واضحة: "ما في فائدة… كلهم بيبوسوا الإيد."
جاء هذا التعليق ليصدم الكثيرين، كونه يكشف نظرة داخلية قد تكون عاكسة لرأي النخبة الحاكمة في طقوس الولاء التي تُفرض على الجنود والمسؤولين، ويطرح تساؤلات حول مدى أصالة هذه المشاعر أو أنها مجرد "شكلية" مفروضة.
بحسب المعلومات المتداولة، فإن مصدر التسريب يعود إلى اكتشاف جهاز تسجيل أو هاتف محمول كان موجودًا داخل مظروف مغلق عليه عبارة "سري للغاية".
لم يكن المظروف يحتوي على هذا الفيديو فحسب، بل ضم أيضًا مجموعة من المستندات الشخصية الهامة للونا الشبل، من بينها نسخ من بطاقات هويتها وجواز سفرها.
هذا الاكتشاف يثير عدة تساؤلات حول طبيعة الأرشيف الشخصي للشبل، ولماذا تم تصنيف هذا المشهد البسيط وغير الرسمي على أنه "سري للغاية"؟ هل كان الخوف من كشف التعليق المتحفظ هو السبب، أم أن أي توثيق للحياة الخاصة بالرئيس ومقربيه يخضع تلقائيًا للتصنيف الأمني الأعلى؟
لا يمكن فصل هذا الفيديو عن سياقه التاريخي. فجولة الأسد في الغوطة الشرقية في ربيع عام 2018 جاءت بعد عملية عسكرية دامية استمرت لسنوات، وحصار طال المنطقة لأعوام، أدى إلى دمار هائل وكارثة إنسانية. كانت الزيارة، من وجهة نظر النظام، بمثابة "جولة نصر" وتأكيدًا لاستعادة السيطرة.
في هذا السياق، يأخذ مشهد الجنود وهم يتبارزون لتقبيل يد الرئيس بعدًا رمزيًا، كأنه إعلان للولاء من قبل القوات التي نفذت العملية العسكرية. لكن تعليق لونا الشبل يضيف طبقة معقدة، فهو يلمح إلى أن هذا المشهد ربما كان متوقعًا ومكررًا لدرجة فقد معناه أو أصبح مجرد "روتين" لا قيمة حقيقية له في نظر المقربين.
بعد وفاة لونا الشبل، التي كانت تعتبر واحدة من أقوى وأقرب المستشارات للأسد ولعبت دورًا محوريًا في صناعة وتوجيه الإعلام الرسمي لسنوات، يأتي هذا التسريب ليفتح ملفًا جديدًا حول شخصيتها ونظرة الدائرة الضيطة حول الرئيس. وقد انقسم رواد التواصل الاجتماعي بين من رأى في التعليق "سخرية من طقوس فاشية" و"دليلًا على نفاق الولاء"، وبين من اعتبره مجرد "مزحة عابرة في سياق خاص" لا ينبغي تضخيمها.
على أي حال، يظل هذا الفيديو المسرب وثيقة نادرة تقدم نظرة خاطفة وغير مرتبة من "خلف الكواليس" عن ديناميكيات السلطة في سوريا، وتكشف عن التناقض بين الصورة العامة المُصنعة بعناية والمشاعر أو الآراء الخاصة التي قد تكون مختلفة تمامًا.