أوكرانيا ستقترح "بدائل" من خطة ترامب وزيلينسكي يخشى خسارة دعم واشنطن
klyoum.com
أخر اخبار اليمن:
اختتام ورشة بناء قدرات حول مهارات إدارة النزاعات في سقطرىكييف- بدأ الموقف الأوكراني من الخطة الأميركية لإنهاء الحرب مع روسيا يتضح مع إعلان الرئيس فولوديمير زيلينسكي الجمعة 21 نوفمبر2025، أنه سيقترح "بدائل" منها، مقرّا بأن كييف قد تخسر الدعم الأميركي بسبب خطة واشنطن حول إنهاء النزاع.
وقال زيلينسكي في كلمة بالفيديو إلى الأمة "قد تواجه أوكرانيا خيارا بالغ الصعوبة، بين فقدان الكرامة أو خطر فقدان شريك رئيسي".
وأضاف "سأقدم الحجج، وسأقنع، وسأقترح البدائل"، متعهدا بأنه لن يخون أوكرانيا.
جاءت كلمة زيلينسكي بعدما أجرى مشاورات طارئة مع قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا في شأن الخطة الأميركية لإنهاء الغزو الروسي المستمر منذ أربع سنوات والتي رأت كييف أنها تصبّ إلى حد كبير في مصلحة الكرملين.
وكتب زيلينسكي عبر منصة "إكس" بعد محاجثات هاتفية مع المستشار الألماني فريديريش ميرتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر "نعمل على الورقة التي أعدّها الطرف الأميركي". وشدّد على أن "هذه الخطة يجب أن تؤمّن سلاما حقيقيا ومشرّفا" لأوكرانيا.
وأجرى زيلينسكي محادثات مع نائب الرئيس الاميركي جاي دي فانس تناولت الخطة، وفق ما افاد مصدر في الرئاسة الأوكرانية.
نشرت وسائل إعلام من بينها وكالة فرانس برس المقترح الأميركي المفاجئ المتضمن 28 بندا ويحظى بدعم الرئيس دونالد ترامب، ويقضي بتخلي كييف عن قسم من أراضيها وتقليص عديد جيشها وإجراء انتخابات والتعهد بعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأعرب القادة الأوروبيون على إثر الاتصال مع زيلينسكي عن دعمهم لكييف. وأفادت الرئاسة الفرنسية بأن باريس وبرلين ولندن تشدّد على أن أي قرار بشأن أوكرانيا يتطلب "توافُق" الأوروبيين وحلف الناتو.
وأكد القادة خلال المحادثة تمسكّهم "بما يحافظ على المصالح الأوروبية والأوكرانية الحيوية على المدى الطويل"، وفقا لبيان صادر عن المستشارية الألمانية.
ورحّبوا بـ"الجهود الأميركية"، لكنهم أكدوا لزيلينسكي "دعمهم الكامل والثابت في سبيل تحقيق سلام دائم وعادل".
وأوضحت المستشارية في بيان أن الأوروبيين يريدون "أن تكون القوات المسلحة الأوكرانية قادرة على الدفاع بفاعلية عن سيادة أوكرانيا".
من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الخطة ينبغي أن تحترم "وحدة أراضي" أوكرانيا.
- تنازلات أوكرانية -
وقال مسؤول أميركي الخميس إن الخطة المقترحة تتضمن ضمانات أمنية من واشنطن وحلفائها الأوروبيين تعادل تلك التي يقدمها حلف شمال الأطلسي في حال وقوع هجوم في المستقبل، مؤكدا بذلك تقارير صحافية.
وبحسب الخطة التي اطلعت عليها وكالة فرانس برس، "توافق أوكرانيا على تضمين دستورها بندا ينص على عدم انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي"، وكذلك "يوافق الناتو على عدم نشر قوات في أوكرانيا"، لكنها تلحظ "تمركُز طائرات مقاتلة أوروبية في بولندا" المجاورة والعضو في الحلف.
وبدا أن مسودة واشنطن تتضمن نقاطا يطالب بها الكرملين منذ مدة طويلة، وسبق أن رفضتها كييف.
وبموجب الخطة، لن تحتفظ موسكو بالأراضي التي تحتلها فحسب، بل ستحصل أيضا على مزيد من الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا حاليا.
وينص الاتفاق على أن تتنازل كييف عن شرق أوكرانيا لموسكو وتقبل احتلال جزء من جنوب أوكرانيا.
وبموجب الخطة المقترحة، سيتم "الاعتراف" بمنطقتي لوغانسك ودونيتسك بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014، "كأراض روسية بحكم الأمر الواقع"، بما في ذلك من قبل الولايات المتحدة.
كما "ستنسحب القوات الأوكرانية من الجزء الذي تسيطر عليه حاليا من منطقة دونيتسك"، ويتم "تجميد" خط التماس في منطقتي خيرسون وزابوريجيا اللتين تحتلهما موسكو جزئيا.
وسيتعين على روسيا أن تتخلى عن جيوب صغيرة من الأراضي التي استولت عليها في منطقتي خاركيف ودنيبروبيتروفسك.
وتحصل أوكرانيا وفق الخطة على "ضمانات أمنية موثوق بها"، على أن لا يتجاوز "عديد القوات المسلحة الأوكرانية 600 ألف جندي".
و"سيُستثمر 100 مليار دولار من الأصول الروسية المجمدة في مشاريع تقودها الولايات المتحدة لإعادة الإعمار والاستثمار في أوكرانيا، مع حصول الولايات المتحدة على 50% من الفوائد".
وبالإضافة إلى تمكين روسيا من الاحتفاظ بالأراضي المحتلة، تدعو الخطة أيضا إلى "إعادة إدماج" موسكو، التي تخضع لعقوبات غربية ضخمة منذ أكثر من ثلاث سنوات، "في الاقتصاد العالمي".
وتنص الخطة على "إجراء مناقشات حول رفع العقوبات، والانضمام مجددا إلى مجموعة الثماني" التي استُبعِدت منها بعد ضمها جزيرة القرم عام 2014.
وينبغي أن تجري كييف انتخابات خلال مئة يوم، وهي النقطة التي تعكس مرة أخرى مطالب موسكو بتنحي زيلينسكي.
-"التفاوض الآن" -
ولم يعلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الخطة التي أعلن الكرملين أنه لم يتسلمها رسميا، لكن رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان المقرب من الكرملين وواشنطن، قال إنها "لحظة حاسمة" وأن الأسابيع المقبلة ستكون "مهمة".
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين "إن العمل الفعال للقوات المسلحة الروسية ينبغي أن يُقنع زيلينسكي: من الأفضل التفاوض، وأن يتم ذلك الآن لا لاحقا. إن هامش المناورة المتاح له يتضاءل مع خسارته الأراضي".
واعتبرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن روسيا تسعى لمنع تطبيق العقوبات الأميركية على صادراتها النفطية من خلال الإعلان عن خطة من واشنطن لأوكرانيا.
وقالت للصحافيين في بروكسل "اليوم هو اليوم الذي من المفترض أن تدخل فيه العقوبات الأميركية على روسيا حيز التنفيذ. آمل في ألا نشهد قرارا بتأجيلها، لأن هذا بالضبط ما تريده روسيا".
وفي خطوة لاقت ترحيبا من الأوروبيين وأوكرانيا، أعلنت الولايات المتحدة الشهر الفائت عن عقوبات على شركتي النفط الرئيسيتين في روسيا "لوك أويل" و"روسنفت".