اخبار اليمن

الخبر اليمني

سياسة

ترجمة| الحوثيون يسقطون طائرة أمريكية أخرى من طراز MQ-9، خسائر أمريكا تتجاوز 600 مليون دولار، والدفاع الجوي منخفض التكلفة يهز أسطورة التفوق التكنولوجي

ترجمة| الحوثيون يسقطون طائرة أمريكية أخرى من طراز MQ-9، خسائر أمريكا تتجاوز 600 مليون دولار، والدفاع الجوي منخفض التكلفة يهز أسطورة التفوق التكنولوجي

klyoum.com

نُشر في منصة 河南省 الصينية-ترجمة الخبر اليمني:

مقدمة

أسقطت القوات الحوثية في 13 أبريل طائرة أمريكية بدون طيار من طراز MQ-9 "ريبر" في محافظة حجة اليمنية، وهذه هي الطائرة التاسعة عشرة من نفس الطراز التي يسقطونها. الطائرة ذات التكنولوجيا الفائقة التي يبلغ سعر الواحدة منها 32 مليون دولار تسقط مرة أخرى في سماء اليمن.

تتجاوز القيمة الإجمالية لطائرات MQ-9 التي تم إسقاطها 600 مليون دولار، ولا يملك الجيش الأمريكي سوى حوالي 180 طائرة من هذا الطراز في مخزونه. يبدو أن نظام الدفاع الجوي الحوثي أصبح عدوًا لدودًا لطائرات "ريبر"، مما يكبد البنتاغون ثمناً باهظاً.

كيف يتمكن الحوثيون من استهداف وإسقاط هذه الطائرات بدون طيار التي تحلق على ارتفاعات عالية بدقة؟ بالنسبة لقوة مسلحة إقليمية، ماذا يعني إسقاط ما يقرب من عشرين طائرة من أحدث الطائرات بدون طيار في العالم؟

لماذا يتساقط صيادو الأجواء باهظو الثمن مراراً وتكراراً؟

طائرة MQ-9 "ريبر" التي تفخر بها القوات الجوية الأمريكية، والتي كانت ذات يوم قاتلاً تكنولوجياً يستعرض قوته في سماء أفغانستان والعراق، تبدو الآن وكأنها وقعت في فخ منصوب في سماء اليمن. هذا "الصياد" الذي يحلق على ارتفاعات عالية وتبلغ قيمته 32 مليون دولار، يتم إسقاطه مراراً وتكراراً من قبل الفريسة.

هذه المعدات المتطورة، التي لا يتجاوز مخزونها العالمي 180 طائرة، كانت في الأصل ورقة رابحة للجيش الأمريكي في الضربات بعيدة المدى وجمع المعلومات الاستخباراتية. "عيونها الإلكترونية" – المستشعرات متعددة الأطياف والأنظمة الكهروضوئية العاملة بالأشعة تحت الحمراء – يمكنها تحديد عملة معدنية على الأرض من ارتفاع شاهق؛ و"أذناها بعيدة المدى" – معدات استخبارات الإشارات – قادرة على التنصت على عشرات نطاقات التردد اللاسلكي في وقت واحد، والتقاط همسات العدو.

لم يكن الهدف الرئيسي لإرسال الجيش الأمريكي لهؤلاء "المحققين" الذين يحلقون على ارتفاعات عالية إلى المجال الجوي اليمني هو تنفيذ مهام هجومية. بل كانوا أشبه بـ "سادة التجسس" في ساحة المعركة، يقومون بتصوير الأرض بدقة عالية باستخدام رادار ذي فتحة اصطناعية لمراقبة التحركات المحتملة لمركبات إطلاق الصواريخ التابعة للحوثيين؛ وفي الوقت نفسه، يستخدمون أنظمة استخبارات الإشارات لاعتراض اتصالات الحوثيين وإشارات الرادار، مما يوفر الدعم الاستخباراتي لعمليات القصف الأمريكية.

ومع ذلك، فإن هؤلاء "المحققين الجويين" باهظي الثمن "يختفون" بشكل متكرر في المجال الجوي اليمني. سقوط 19 طائرة "ريبر" لا يعني فقط خسارة معدات تزيد قيمتها عن 600 مليون دولار، بل إن ما يقلق البنتاغون أكثر هو أن هذه الطائرات المسقطة قد تقع في أيدي إيران أو روسيا، لتصبح عينات ممتازة لهندستهم العكسية. تلك التقنيات الاستشعارية وأنظمة الاستطلاع التي تتباهى بها الولايات المتحدة، قد يتم الآن تفكيكها ودراستها من قبل قوى معادية.

إن عدد طائرات "ريبر" التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى اليمن يفوق تصورات العالم الخارجي. ففي النصف الأول من شهر أبريل وحده هذا العام، تم إسقاط 4 طائرات. هذه الخسائر المتكررة تثير الشكوك: هل هي بسبب الحاجة الملحة للجيش الأمريكي لجمع المعلومات الاستخباراتية، أم بسبب الفعالية غير العادية لأنظمة الدفاع الجوي الحوثية؟ عندما تسقط المعدات التكنولوجية الفائقة باهظة الثمن مراراً وتكراراً أمام أسلحة منخفضة التكلفة، يبدو أن أسطورة "التفوق التكنولوجي" الأمريكي تتهاوى شيئاً فشيئاً.

عدو صياد الأجواء العالية

في مواجهة "ريبر" باهظة الثمن التي تحلق عالياً، تمتلك قوات الحوثيين، التي تصفها وسائل الإعلام الغربية ساخرةً بـ "جيش النعال"، حيلة غير متوقعة لهزيمة العدو. تبدو أنظمة دفاعهم الجوي للوهلة الأولى وكأنها "فيلق غير متجانس"، لكنها قادرة على إسقاط أسلحة التكنولوجيا الفائقة الأمريكية التي تبلغ قيمتها مئات الملايين من الدولارات بشكل متكرر.

نتيجة "19 مقابل 0" لافتة للنظر بشكل خاص.

يزعم الجانب الحوثي أن الطائرات الأمريكية بدون طيار لم تتمكن أبدًا من تدمير أي من مواقع دفاعهم الجوي. حتى تحت القصف المتكرر من قبل التحالف متعدد الجنسيات، لا يزال الحوثيون يحافظون على قدرة قتالية مذهلة. بالمقارنة، لم تخسر الولايات المتحدة هذا العدد الكبير من طائرات "ريبر" في أي ساحة معركة أخرى، وهذا التناقض يدفع للتساؤل: في الحرب الحديثة، هل لا يزال التفوق التكنولوجي هو مفتاح النصر؟ عندما تواجه التكنولوجيا المتقدمة حكمة القاعدة الشعبية، قد لا يتم تحديد النصر والخسارة بسعر المعدات.

هذه القدرات الدفاعية الجوية المذهلة لم تحمِ الحوثيين فحسب، بل أكسبتهم أيضًا رصيدًا استراتيجيًا – السيطرة على ممر الملاحة في البحر الأحمر. وهذا النجاح غير المتوقع في الدفاع الجوي هو الذي مكنهم من الاستمرار في السيطرة على شريان التجارة العالمية هذا.

مضيق واحد يغير مسار التجارة العالمية

إن السيطرة على ممر الملاحة في البحر الأحمر، هذه الورقة الاستراتيجية الرابحة التي اكتسبها الحوثيون من ساحة معركة الدفاع الجوي، تعمل بهدوء على تحريك أسس الاقتصاد العالمي. هذا الممر المائي، الذي يوصف بأنه شريان التجارة العالمية، يربط البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الهندي، ويحمل حوالي 12% من حجم التجارة البحرية العالمية سنويًا، وهو ممر حيوي بين أوروبا وآسيا.

بفضل نظام الدفاع الجوي الذي يبدو بسيطًا ولكنه فعال بشكل مدهش، نجح الحوثيون في وضع حاجز غير مرئي على شريان الحياة البحري هذا. على مدى العامين الماضيين، استخدموا الطائرات بدون طيار بالإضافة إلى أنظمة الصواريخ الأرضية لبناء قدرة ردع إقليمي مخيفة. هذه القدرة تشبه سيف ديموقليس المعلق فوق البحر الأحمر، مما أجبر العديد من السفن التجارية الغربية على التحول إلى طريق رأس الرجاء الصالح في إفريقيا، مما يضيف آلاف الأميال البحرية إلى الرحلة وملايين الدولارات من التكاليف الإضافية.

والأمر الأكثر إثارة لدهشة المراقبين العسكريين هو أن تكتيكات الحوثيين أصبحت نموذجًا يُحتذى به للجماعات المسلحة الصغيرة في جميع أنحاء العالم في مواجهة القوى العسكرية الكبرى. لقد نجحوا في دمج أنظمة الدفاع الجوي منخفضة التكلفة مع شبكات الاستخبارات، متحدين التفوق الجوي الأمريكي بتكلفة منخفضة نسبيًا. هذا النموذج الجديد للحرب غير المتكافئة يذكرنا بتكتيكات حرب العصابات في حرب فيتنام، لكن ساحة المعركة انتقلت الآن من الأدغال إلى الفضاء الجوي عالي التقنية.

يقوم الخبراء العسكريون بإعادة تقييم ضعف أنظمة الضربات الجوية الحديثة في مواجهة شبكات الدفاع الجوي الموزعة ومنخفضة التكلفة. الاعتقاد التقليدي هو أن أنظمة الأسلحة المتقدمة تقنيًا والمكلفة يجب أن تتمتع بتفوق مطلق. ومع ذلك، يبدو أن ممارسة الحوثيين تطرح احتمالًا آخر: في ظل ظروف معينة، يمكن للحكمة الشعبية والصبر الاستراتيجي أن يبطلا أو حتى يتصديا للتفوق التكنولوجي. هذه الظاهرة تثير إعادة تفكير عميقة في النظرية العسكرية العالمية.

سيطرة الحوثيين على البحر الأحمر ليست مجرد صراع محلي، بل تطورت إلى تحدٍ مباشر للهيمنة الأمريكية العالمية. يتجاوز هذا التحدي المستوى العسكري، ويستهدف مباشرة مبدأ "حرية الملاحة" الذي حافظت عليه الولايات المتحدة لفترة طويلة. عندما تتمكن منظمة مسلحة إقليمية من تحدي المصالح الأساسية لأقوى قوة عسكرية في العالم، ربما يكون المشهد العالمي قد بدأ يتغير بهدوء. هذا التغيير لا ينعكس فقط في المجال العسكري، بل ينذر أيضًا بالمأزق الاستراتيجي العميق الذي تواجهه الولايات المتحدة.

مليارات الدولارات لا تشتري نصراً واحداً

الولايات المتحدة، هذه القوة العظمى العسكرية، تجد نفسها الآن غارقة في مستنقع استراتيجي محرج في صحراء اليمن الحارة. في مواجهة تحدي الحوثيين، يبدو البنتاغون وكأنه يضرب قبضته في الهواء، مستخدمًا كل قوته ولكن دون جدوى. منذ مارس 2025، شن الجيش الأمريكي ما لا يقل عن 430 غارة جوية على شمال اليمن، وأنفق أكثر من مليار دولار على ذخائر الطائرات في غضون ثلاثة أسابيع.

هذه النفقات العسكرية الفلكية، التي تكفي لبناء عدة مستشفيات حديثة في الولايات المتحدة، لم تحقق ضربة فعالة ضد الحوثيين. قنابل الجيش الأمريكي الموجهة بدقة تشبه الألعاب النارية الباهظة الثمن، تحدث حفرًا في جبال اليمن، ولكنها قليلة القيمة الاستراتيجية. ومن المفارقات الأكثر وضوحًا، أن حاملة الطائرات "يو إس إس ترومان"، رمز القوة البحرية الأمريكية، اضطرت للاختباء في شمال البحر الأحمر على بعد 800 كيلومتر من اليمن، مثل طفل ضخم خائف من التنمر، تتجنب تهديد صواريخ الحوثيين من بعيد.

تواجه الولايات المتحدة الآن معضلة استراتيجية شبه مستحيلة: هل تصعد العمليات أكثر، أم تقبل بنكسات محدودة؟ إذا اختارت الخيار الأول، فهذا يعني أن الولايات المتحدة بحاجة إلى فرض حصار بحري شامل، وربما شن هجوم بري، للقضاء تمامًا على تهديد الحوثيين. درجة المخاطرة في هذا النهج عالية جدًا، ومن المحتمل جدًا أن تجر الولايات المتحدة مرة أخرى إلى مستنقع الشرق الأوسط، وتكرر كابوس أفغانستان والعراق. بعد تعهد إدارة ترامب بالانسحاب من "الحروب الأبدية"، من الواضح أن إعادة نشر قوات برية على نطاق واسع لها ثمن سياسي باهظ.

إذا اختارت الخيار الثاني، والاعتراف ضمنيًا بتحدي الحوثيين، فسوف تتعرض هيبة الولايات المتحدة العالمية لضربة قوية. فشل مبدأ "حرية الملاحة"، الذي التزمت به الولايات المتحدة دائمًا كمبدأ استراتيجي بحري، في البحر الأحمر سيشجع قوى أخرى مناهضة لأمريكا في جميع أنحاء العالم على تقليد نموذج الحوثيين. قد تستلهم المنظمات المسلحة الإقليمية في الشرق الأوسط وإفريقيا وحتى آسيا من نجاح الحوثيين لتحدي مصالح الولايات المتحدة ووجودها في مناطق مختلفة.

في مواجهة هذا المأزق، تقوم الولايات المتحدة بتعديل استراتيجيتها، محاولة تسليح قوات "الحكومة" اليمنية للاستيلاء على العاصمة وميناء الحديدة، لقطع خطوط إمداد الحوثيين. في الوقت نفسه، نشر الجيش الأمريكي أيضًا أسلحة متطورة رمزية مثل قاذفات القنابل الشبح B-2، لإظهار الوجود العسكري. ومع ذلك، تبدو هذه الإجراءات أشبه بغطاء استراتيجي، ولا يمكنها حل المشكلة بشكل جذري. عندما يتم تقييد العمليات العسكرية لقوة عظمى عالمية من قبل منظمة مسلحة إقليمية، تكون المواجهة قد تجاوزت بالفعل المستوى العسكري، وتطورت إلى مواجهة للإرادة والحكمة الاستراتيجية.

يعكس مأزق الولايات المتحدة حقيقة أعمق: في عالم اليوم، لم يعد التفوق التكنولوجي البحت والإنفاق العسكري كافيين لضمان النصر في ساحة المعركة. عندما تتقن القوى الإقليمية فن الحرب غير المتكافئة، وتدعمها إرادة قوية، حتى القوى العظمى العسكرية ستجد خياراتها محدودة بشكل متزايد. هذه المواجهة غير المرئية، ربما تنذر بتغير دقيق في ميزان القوى العالمي.

خاتمة

إن سقوط المعدات التكنولوجية الفائقة التي تفتخر بها الولايات المتحدة مراراً وتكراراً أمام "الأسلحة البدائية" للحوثيين، يدفعنا حتماً إلى إعادة التفكير في جوهر الحرب الحديثة. فالمواجهة بين القوي والضعيف لم تكن أبداً مجرد مقارنة بسيطة للتكنولوجيا، بل هي تجسيد شامل للمواجهة بين الحكمة الاستراتيجية وقوة الإرادة. لقد أظهر الحوثيون بنتيجة 19 مقابل 0 كيف يمكن للطرف الأضعف أن يجد طريق النصر في الحرب غير المتكافئة.

عندما تواجه التكنولوجيا المتقدمة إيماناً راسخاً، وعندما تتواجه المعدات باهظة الثمن مع دفاعات منخفضة التكلفة، من هو الفائز الحقيقي؟ في ساحات المعارك المستقبلية، هل سنرى المزيد والمزيد من "ظواهر الحوثيين" التي تتحدى تصوراتنا التقليدية للقوة العسكرية؟

*المصدر: الخبر اليمني | alkhabaralyemeni.net
اخبار اليمن على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com