صاغاها معاً.. ماذا وراء تغريدة ترامب بشأن نتنياهو ثم قبول القضاة تأجيل المحاكمة؟
klyoum.com
أخر اخبار اليمن:
السد يتعاقد مع الإسباني بريم قادما من برشلونةيحاول نتنياهو تجنيد الرئيس الأمريكي لابتزاز جهاز القضاء في إسرائيل بالتهديد، والتوصل إلى إلغاء الإجراءات الجنائية ضده، بدون إدانة أو اعتراف بالتهمة. هذا هو الاستنتاج المطلوب من تصريحات الرئيس الأمريكي. نتنياهو وترامب يريان أنفسهما شركاء في نجاح الهجوم في إيران وعلى المنشآت النووية. الآن، حيث يريد ترامب استخدام هذا الإنجاز في إيران لصالح إنهاء الحرب في غزة، وإعادة المخطوفين والتطبيع بين إسرائيل والسعودية (ربما الأكثر أهمية جائزة نوبل للسلام)، سيبقى لنتنياهو طلب صغير آخر، وهو “ساعدني على التخلص من المحاكمة”.
ترامب استجاب لذلك من خلال التصريحات الأكثر عنفاً. فجر أمس، كتب: “فظيع ما يفعلونه لبيبي نتنياهو. هو بطل حرب عمل بشكل رائع عندما عمل مع الولايات المتحدة للتخلص من التهديد النووي الخطير في إيران. الآن هو في خضم مفاوضات حول الصفقة مع حماس التي ستعيد المخطوفين. كيف يفرضون عليه الجلوس في قاعة المحكمة طوال اليوم على لا شيء، سيجار ودمية باغز باني. هذه حملة صيد ساحرات، وتشبه كثيراً ما أجبروني على أن أمر به”. الرئيس الأمريكي حتى هدد بوقف المساعدات الأمنية لإسرائيل إذا استمر “هذا الجنون”، حسب رأيه. التفكير بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية غرس فكرة خطيرة جداً في رأس الرئيس يبدو أمراً يثير القشعريرة.
إذا شك أحد بأن الرسائل صيغت بتنسيق كامل مع نتنياهو، فقد جاءت تغريدة شكر رسمية منه لترامب بعد بضع ساعات. هنا سخرية في أبهى صورها. واضح أن ترامب لا يردد طلب حماس بحل مشكلات رئيس الحكومة في إطار صفقة. بكلمات أخرى، يتبين مجدداً أن تصميم نتنياهو على البقاء السياسي، كجزء من مساعيه التفاوضية في محاكمته، عمل على تأخير إنهاء الحرب في غزة.
أمس، أثناء زيارته لـ “الشاباك” في قيادة المنطقة الجنوبية، قال نتنياهو: “لقد سنحت فرص كثيرة الآن عقب النصر”. بشكل استثنائي، وصف الهدف الأول للحرب، “قبل أي شيء آخر، إنقاذ المخطوفين”. خلال فترة طويلة، اعتاد نتنياهو على طرح هزيمة حماس باعتبارها الهدف الأهم. ورغم أنه لا صلة منطقية بين صفقة إعادة المخطوفين ومحاكمة نتنياهو، وتصعب جداً رؤية المستشارة القانونية للحكومة تتراجع أمام الضغط وتعقد اتفاقاً بدون أن تطالب بتنازل ما من قبل نتنياهو، فإن رئيس الحكومة مصمم. يرى نفسه المخطوف الـ 51، الأهم منهم جميعاً. المخطوفون الحقيقيون – 20 مدنياً وجندياً الذين ما زالوا على قيد الحياة ومحتجزين لدى حماس، 30 جثة – سينتظرون إلى حين توفير حل للمشكلة الأكثر إلحاحاً: وقف محاكمة نتنياهو. هذه الجهود تجري بعد فترة قصيرة على البدء في التحقيق المضاد، الذي يظهر بوضوح أنه يضغطه ويحرجه.
أمس، طلب نتنياهو وحصل على جلسة طارئة في المحكمة، في طلبه تأجيل تقديم شهادته لأسبوعين بسبب التطورات الأمنية. مرة أخرى، نتنياهو جند رئيس “أمان” ورئيس الموساد، اللذين طلب منهما إقناع القضاة بالحاجة الملحة لذلك، في الغرف المغلقة. استجاب القضاة جزئياً، وأجلوا تقديم الشهادة لأسبوع، وقرروا أنهم سيعودون لمناقشة الطلب في الأسبوع القادم. خلفية التأجيل كما يبدو هي احتمالية التقدم في صفقة المخطوفين، وربما إجراء مفاوضات مع السعودية. ربما المبررات شرعية، لكن هناك مشكلة عندما يجر نتنياهو أجهزة الاستخبارات المهمة في إسرائيل إلى مستنقع الوحل لشؤونه الخاصة، بعد أن دخل في مواجهة مع “الشاباك” عندما حاول الحصول بواسطته على إعفاء من مواصلة محاكمته بسبب الصعوبة في تأمين حمايته. يجب التذكير بأن كل ذلك يحدث في الوقت الذي وفرت فيه كل الأجهزة المبرر الاستخباري لشن الحرب ضد إيران، وهي العملية غير النقية أيضاً من اعتبارات رئيس الحكومة الشخصية.
حتى لو فشلت خطوة نتنياهو الجديدة بواسطة ترامب، فسيحاول ترسيخ الشعور بالظلم في أوساط مؤيديه حول “الدولة العميقة”، التي كما يبدو تنكل به. بخصوص ادعاء أن الليكود لا يمكنه التوقع من نتنياهو إدارة دولة في مثل هذا الوضع المعقد، في الوقت الذي يزعجه فيه ويلاحقه ما يصفونه بمخالفات قانونية تافهة، فإن هذا هو العبء الذي قال رئيس الحكومة بأنه يمكنه تحمله عندما طلب خصومه منه تقديم استقالته بعد تقديم لائحة الاتهامات ضده.
لن يكون بالإمكان لوم عائلات المخطوفين إذا انضمت الآن في محاولة يائسة لتحرير أعزائها لدعوة ترامب ونتنياهو. ولكن هذا الحدث يمثل نقطة ضعف أخرى في الحرب. في الأسبوع الماضي، تحت إنذار نهائي من ترامب، طلب نتنياهو في اللحظة الأخيرة عودة الطائرات القتالية التي انطلقت لهجوم واسع النطاق (زائد) في طهران. وهو الآن يحث الرئيس الأمريكي على التدخل بشكل مباشر في الإجراءات القانونية الداخلية هنا. في الفترة الأخيرة، يبدو أن إسرائيل تعيد بناء مكانة رادعة لنفسها في الشرق الأوسط. وفي الوقت نفسه، يرهن رئيس الوزراء سيادة البلاد لاحتياجاته الخاصة. الشعور بالغطرسة الذي ازداد لديه بعد الحرب في إيران، التي يصف نتائجها أيضاً بصورة حاسمة جداً، يدفع الآن نحو تحركات غير مسؤولة ضد النظام القضائي.
عاموس هرئيل
هآرتس 30/6/2025