اخبار اليمن

الأمناء نت

سياسة

ذعر بعد اغتيال "رئيس أركانهم".. أين اختفى قادة الصف الأول للحوثيين؟

ذعر بعد اغتيال "رئيس أركانهم".. أين اختفى قادة الصف الأول للحوثيين؟

klyoum.com

منذ إعلان الحوثيين في اليمن اغتيال رئيس هيئة أركانهم محمد الغماري، وحتى مراسم تشييعه، تبدو الميليشيا في حالة من الذعر والحذر، انعكست على مستوى تحركاتها الميدانية والتنظيمية.

وأظهرت صور تشييع الغماري غيابًا واضحًا لقيادات الصف الأول في الميليشيا الحوثية، وهو ما يراه يمنيون ترجمة لا إرادية للمخاوف التي تعتري تلك القيادات من أي ملاحقات أو عمليات رصد قد تتعقبها.

وأوضح مدير المرصد الإعلامي اليمني رماح الجُبري أن "‏غياب قيادات الصف الأول في ميليشيا الحوثي عن تشييع محمد الغماري دليل واضح على حجم الرعب والانكشاف داخل المنظومة الحوثية".

وقالت مصادر خاصة لـ"إرم نيوز" إن ميليشيا الحوثي فرضت مؤخرًا مجموعة من التعميمات الأمنية ترتكز على تقييد تحركات قياداتها البارزة، مُلزمةً إياهم بالتحرك في أضيق الحدود وفي أشدّ حالات الحاجة.

وأضافت المصادر أن الميليشيا "قلّصت أعداد الحراسات الخاصة لتلك القيادات والمواكب المرافقة لها، وأجبرتهم على اختيار عدد محدود من المرافقين الأمنيين، ممن يُعدّون من المقرّبين منهم ويحظون بدرجة عالية من الموثوقية".

وذكرت أن القيادات الحوثية لم تعد تثق بالكثير من أقرانها، إذ يبقى الجميع – من قيادات ومرافقين – محل شكّ من قبل الجميع.

ويرى باحثون ومحللون أن التصعيد الأخير الذي شهدته صنعاء، والذي بلغ ذروته بإعلان اغتيال الغماري، يكشف عن اختراقٍ استخباراتيٍّ غير مسبوق تعرضت له الميليشيا، ويفرض قراءة مغايرة للمشهد، ويرجح سيناريوهات مختلفة على صعيد المواجهة بين الحوثيين وإسرائيل.

وقال الباحث في الشؤون الأمنية عاصم المجاهد إن "اغتيال الغماري نجاح استخباراتي وعسكري مركّب لا يمكن أن يحدث بمحض الصدفة".

وأضاف المجاهد لـ"إرم نيوز" أن "استهداف شخصية عسكرية بهذه المكانة يتطلب معلومات دقيقة عن تحركاته، وأوقات تواجده، وبيئة حراسته، وتفاصيل أخرى عن نمط حياته ومسارات التواصل التي يعتمدها، وهذا يعني أن هناك شبكات تجسس أو مصادر معلومات ميدانية أو عمليات اختراق للاتصالات مكّنت من بناء صورة وقتية واضحة عنه".

وأوضح المجاهد أن "الناحية العملياتية في التنفيذ أيضًا تتطلب قدرة طيران استخبارية دقيقة وربما تزويدًا لوجستيًا استخباراتيًا لمنع فراره وتأمين لحظة الضربة".

وبيّن الباحث الأمني أن "الحدث لا يعني انهيارًا أمنيًا شاملًا، بل وجود ثغرة أو تسريب محدد استُغل باحترافية"، منوهًا إلى أنه "من المهم التفريق بين اختراق تام وثغرة محدودة، خصوصًا أن القيادات الحوثية تتعامل بآليات تغطية عالية لكنها ليست منيعة تمامًا".

ورجّح المجاهد أن "منظومة الحماية الحوثية تعرضت لاختراق جزئي عبر معلومات بشرية أو إلكترونية تكشف هشاشة نسبية في تأمين القيادات".

ولم تتوقف التهديدات الإسرائيلية التي تتوعد الحوثيين، وبالمثل من الجانب الآخر، في مؤشرات تُظهر أن المواجهة بين الطرفين لا ترتبط بأي علاقة بالاتفاقات في قطاع غزة.

بدوره، أشار الباحث المصري في الشأن الإسرائيلي أحمد الديب إلى أن "استهداف القائد العسكري الفعلي لميليشيا الحوثيين يكشف عن قدرة إسرائيل على جمع معلومات دقيقة واختراق الأجواء اليمنية بدقة عالية رغم بعدها الجغرافي، مقابل فشل حوثي في تأمين قياداته العليا".

وأكد الديب لـ"إرم نيوز" أن "اغتيال رئيس هيئة أركان الحوثيين دليل قاطع على اختراق هيكل الحوثيين العسكري والاستخباراتي".

ويتوقع الديب أن "الاختراق الاستخباراتي الإسرائيلي سيخلخل ثقة القيادات الحوثية وسيُضعف روحهم المعنوية، إذ سيُعزز لديهم الشعور بأنهم مكشوفون ومستهدفون".

ولا يستبعد الباحث المصري أن "يؤدي ذلك إلى اضطرابات داخلية أو انشقاقات محتملة داخل الصف القيادي والعسكري".

*المصدر: الأمناء نت | al-omana.net
اخبار اليمن على مدار الساعة