تقرير خاص لـ"الأمناء" : المجلس الانتقالي الجنوبي في مواجهة التحديات الداخلية والإقليمية .. معركة الوعي والصمود ..
klyoum.com
أخر اخبار اليمن:
تسونامي الغلاء يجتاح المهرة اليمنية التوترات تفاقم أزمة الوارداتفي خضم التحولات السياسية العاصفة التي تمر بها اليمن والمنطقة، يبرز المجلس الانتقالي الجنوبي كقوة سياسية وعسكرية تمثل تطلعات شعب الجنوب نحو استعادة دولته وهويته. ومع ذلك، فإن الطريق نحو هذا الهدف ليس مفروشًا بالورود؛ بل محفوف بمخاطر وتحديات، تتجاوز المعارك العسكرية إلى معارك أكثر تعقيدًا تدور في عمق الوعي الجنوبي، وتُخاض بأدوات ناعمة وخفية تستهدف زعزعة وحدة الصف وإضعاف المشروع الوطني.
حرب مركبة.. متعددة الأوجه
يخوض المجلس الانتقالي الجنوبي معركة شاملة، تجمع بين مؤامرات داخلية تحاول العبث بالبيت الجنوبي من الداخل، وأخرى إقليمية تسعى لفرض أجندات تتعارض مع تطلعات الجنوبيين.
ففي الداخل، تُستخدم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية كأدوات لضرب الإرادة الشعبية، بينما تحاول بعض الجهات اختراق النخب الجنوبية واستقطابها في مسارات مشبوهة.
أما على المستوى الإقليمي، فتدار معركة شرسة لإضعاف المجلس عبر تمويل كيانات بديلة وتوظيف الإعلام لتشويه الحقائق وتضليل الرأي العام.
الوعي الشعبي.. سلاح لا يُقهر
في وجه هذه الحملات، يبرز الوعي الشعبي كالسلاح الأقوى. فالجنوبيون اليوم أكثر إدراكًا لطبيعة المؤامرات، وأشد تمسكًا بحقهم في تقرير مصيرهم.
الشباب الجنوبي على وجه الخصوص، باتوا أكثر انخراطًا في معركة الوعي، مدركين أن استعادة الدولة ليست معركة سياسية فقط، بل قضية وجود وهوية ومستقبل.
الإعلام الجنوبي.. كسر حاجز التضليل
لم يقف الإعلام الجنوبي مكتوف الأيدي، بل خاض هو الآخر معركة ضارية لكشف حملات التضليل التي تستهدف المجلس والمشروع الوطني.
واجه الإعلام الجنوبي حملات ممنهجة هدفت لبث الشائعات وتزييف الواقع، وتمكن من تفنيد الأكاذيب، وكشف الجهات التي تقف خلفها.
أصبح الإعلام في هذه المعركة أداة مقاومة فاعلة، تعزز الوعي، وتحبط محاولات التزييف، وتؤكد على وحدة الهدف الجنوبي.
كيانات طارئة ومشاريع تفكيكية
لم تعد التهديدات محصورة في الخارج، بل بات الجنوب نفسه ساحة لمحاولات التفكيك من الداخل.
تظهر بين الحين والآخر كيانات سياسية لا تملك قاعدة شعبية حقيقية، لكنها تحظى بدعم مالي وإعلامي مشبوه، تسعى لخلق مشهد بديل، وإرباك الواقع السياسي لصالح أطراف لا ترغب في استقرار الجنوب.
تتغذى هذه الكيانات على الأزمات المفتعلة، وتحاول تقديم نفسها كممثلين شرعيين، رغم افتقادها لأي شرعية مجتمعية حقيقية.
سياسة "حكمة التوازن"
في مواجهة هذه التحديات، انتهج المجلس الانتقالي سياسة "التوازن الحكيم"، حيث تجنّب الصدام المباشر مع الكيانات المصنّعة أو الجهات الممولة، واختار بدلاً من ذلك سياسة الاحتواء والتعرية وكشف النوايا، منعًا للانزلاق إلى الفوضى التي يتربص بها المتربصون.
المعركة الاقتصادية.. محاولة لتركيع الجنوب
تعاني محافظات الجنوب من أزمة معيشية خانقة ليست بمعزل عن مخططات الاستهداف، بل جزءٌ من أدوات الحرب الناعمة.
تأخير الرواتب، انهيار العملة، وغياب الدعم الحكومي، كلها وسائل تُستخدم لإفقاد الجنوبيين الثقة بقيادتهم، وتحويل المعاناة اليومية إلى حالة سخط واستياء.
ورغم محدودية الصلاحيات، يحاول المجلس الانتقالي التخفيف من هذه الأعباء من خلال خطوات إصلاحية وموازنات دقيقة، في انتظار تفكيك منظومة الفساد التي ما زالت تمسك ببعض مفاصل الدولة.
تفخيخ النخب.. واختراق الوعي
تلجأ بعض القوى المناوئة إلى تفخيخ الصف الجنوبي عبر استقطاب النخب وإبراز شخصيات جديدة تُلمّع إعلاميًا لتقديمها كبدائل للمجلس.
هذه الأدوات تسعى لترويج صورة مغلوطة بأن الجنوب ليس موحدًا، وأن هناك أطرافًا أخرى يمكن الحوار معها.
وتكمن خطورة هذا التوجه في محاولاته الخبيثة لإرباك الداخل الجنوبي، وتشتيت الجهود السياسية والمجتمعية.
مؤامرات إقليمية مغلّفة بـ"الاستقرار"
بعض القوى الإقليمية لم تستسغ فكرة جنوب مستقل، لأسباب تتعلق بالجغرافيا الاستراتيجية والممرات الدولية.
تحت عناوين مثل "الحفاظ على الاستقرار" أو "رفض التقسيم"، تُشن حملات ناعمة تسعى لتفريغ القضية الجنوبية من مضمونها، عبر دعم كيانات موازية، ومنحها منابر وشرعيات وهمية.
الرد الجنوبي: شراكة دون تبعية
يدير المجلس الانتقالي هذه المعركة بهدوء دبلوماسي وحنكة سياسية.
لم ينجرّ إلى المواجهة مع الإقليم، بل حافظ على الشراكة دون التفريط بالثوابت.
يؤكد الانتقالي على شراكته الإقليمية، لكن دون أن يكون تابعًا. ويُبقي على الأبواب مفتوحة للحوار، لكنه لا يتنازل عن جوهر القضية: استعادة دولة الجنوب.
الرئيس الزبيدي.. رجل الدولة لا زعيم الفصيل
برز الرئيس عيدروس الزبيدي كرجل دولة متزن، يدير الملفات السياسية والعسكرية بحكمة ومسؤولية، ويحرص على ألا يُدخل الجنوب في معارك لا تخدم قضيته.
ظهر في المحافل الإقليمية والدولية بصورة تليق بقضية الجنوب، وأعاد تموضع المجلس ككيان سياسي ناضج، لا كفصيل عسكري عابر.
الجنوب في الحسابات الدولية
لم تعد القضية الجنوبية مسألة داخلية فحسب، بل أصبحت معطى مؤثرًا في معادلات الإقليم والمجتمع الدولي.
ومع تآكل شرعية القوى التقليدية، بات الجنوب ممثلًا عبر المجلس الانتقالي، حاضراً في كل نقاش سياسي حول مستقبل اليمن والمنطقة.
الاصطفاف الوطني.. صمّام أمان القضية
في ظل التعقيدات المتزايدة، يبقى الاصطفاف الشعبي خلف المجلس الانتقالي الجنوبي ضرورة وطنية لا خيارًا تكتيكيًا.
فالمجلس هو الممثل السياسي الأبرز للقضية الجنوبية، وصمّام الأمان أمام محاولات التفكيك.
والمعركة اليوم ليست فقط في السياسة أو الاقتصاد، بل في صلابة الوعي، ووحدة الهدف، واستمرار الصمود خلف مشروع وطني جامع.
الجنوب ينتصر بالوعي والصبر
رغم حجم التحديات، يثبت الجنوب أنه أقوى مما يتصور أعداؤه، وأنه يملك من الوعي الشعبي، والقيادة السياسية، والإرادة الوطنية ما يؤهله لصناعة النصر، لا انتظاره.
وفي هذه المرحلة الدقيقة، فإن كل مواطن جنوبي هو جندي في معركة الوعي، وكل خطوة محسوبة هي رصاصة في صدر مشروع التزييف والتفكيك.