أعلنت إسرائيل استهدافه.. من هو القيادي الحوثي محمد الغماري؟
klyoum.com
أخر اخبار اليمن:
تسيتسيباس يحقق فوزا صعبا في ظهوره الأول في البطولة الألمانية للتنسأعلن الإعلام الإسرائيلي، أن الغارة التي نفذتها مقاتلات سلاح الجو في صنعاء، مساء السبت، استهدفت القيادي الحوثي رئيس هيئة الأركان العامة في القوات الحوثية اللواء محمد عبدالكريم الغماري.
ويُعدّ الغماري، أحد القيادات الحوثية العسكرية البارزة، ويعتبره كثيرون القائد الفعلي والميداني للحوثيين، والذراع اليُمنى لزعيم الميليشيا عبد الملك الحوثي على المستوى العسكري.
وأوكلت للغماري منذ العام 2016 مهام رئاسة هيئة الأركان العامة للقوات الحوثية، ومُنِح رتبة عسكرية بدرجة "لواء".
وأُشيع في أكثر من مرة سابقة، أخبار تفيد بمقتله، سواء خلال المواجهات المباشرة في المعارك القتالية الميدانية مع القوات الشرعية في اليمن، أو في إحدى الغارات الجوية التي كانت تنفذها قوات التحالف العربي، إلا أنه تبين فيما بعد سلامته وأنه لا يزال على قيد الحياة.
ولا يعتبر الغماري، مجرد قائد عسكري وشخصية حربية، بل يتعدى ذلك إلى كونه شخصًا عقائديًّا مؤمنًا إيمانًا كاملًا بفكر الحركة الحوثية، والأيديولوجية التي تتبناها، فقد انخرط منذ أوائل الألفية الجديدة في دورات تثقيفية طائفية في معهد حسين بدر الدين الحوثي، في محافظة صعدة، والذي كان يُشرف على إدارته شخصيًّا زعيم الحوثيين السابق ومؤسس الحركة حسين بدر الحوثي.
وعلى مدار سنوات لاحقة، أظهر الغماري ولاءه الكامل للفكر والحركة الحوثية؛ ما منحه ثقة القيادات الحوثية، وأهَّله إلى أن يرتقي ويتدرج بشكل تصاعدي في مهام ميدانية متعددة، ففي العام 2012 تم انتدابه إلى الضاحية الجنوبية في لبنان، ليتم صقله عسكريًّا بشكل أعلى، وتأهيله عقائديًّا بشكل أوسع، إذ تلقى بضع دورات عسكرية وطائفية على يد ميليشيا حزب الله اللبنانية.
كما تلقى العديد من الدورات العسكرية والفنية على أيدي قيادات في الحرس الثوري الإيراني، وقيادات أخرى في ميليشيا حزب الله، والتي أتاح لها انقلاب الحوثيين في العام 2014، التوافد إلى اليمن وإقامة معسكرات لتأهيل القيادات الحوثية، عسكريًّا وميدانيًّا، وكذلك القدرة على إدارة المهام القيادية.
فهو محمد عبدالكريم أحمد حسين الغماري، ينحدر من عزلة ضاعن الواقعة في مديرية وشحة المتواجدة شمال شرقي محافظة حجة شمال غربي اليمن، ولم يُعرف تاريخ ميلاده، إلا أنه انخرط ضمن صفوف الحوثيين خلال الحروب الستة، التي دارت بين الميليشيا وقوات الجيش اليمني، والتي استمرت منذ العام 2004 وحتى العام 2010، إبّان حُكم الرئيس الراحل علي عبد الله صالح.
يُشار إلى أنه كان للغماري دور بارز في الحربين الثانية والثالثة، ووقع في العام 2008 أسيرًا لدى وحدات من قوات الجيش اليمني، وكان أحد الذين أُطلِق سراحُهم على خلفية صفقة تبادل للأسرى في وقت لاحق، أجريت بين الطرفين حينذاك.
وتَقلَّد الغماري مناصب قيادية عديدة، إذ أُوكلت له مهام الإشراف الحوثي على محافظة حجة التي ينتمي إليها وينحدر منها، كما شغل في فترة لاحقة منصب قيادي ميداني في محافظة الحديدة المحاذية لمحافظة حجة، وقبيل تعيينه رئيسًا لهيئة الأركان العامة، تولى مهام منصب المسؤول الأمني للحوثيين في العاصمة صنعاء.
وشارك الغماري بشكل أساس في انقلاب ميليشيا الحوثي على السلطة الشرعية في سبتمبر/أيلول عام 2014، كما قاد اجتياح الحوثيين للمحافظات اليمنية الأخرى، وأشرف في سنوات لاحقة على الحملات العسكرية الحوثية المستهدفة لمحافظة مأرب شمال شرقي البلاد.
إلا أن مساعي الحوثيين في إسقاط مأرب تكسّرت عند أسوار المدينة، ذات الأهمية الاستراتيجية، كونها ترقد على منجم من الوقود الأحفوري، فضلًا عن كونها تمتلك إحدى أهم المنشآت النفطية لتكرير الوقود، وهي منشأة صافر الغازية.
ولمهامه المتعددة، جاء اسم محمد الغماري، في المرتبة الـ16 ضمن قائمة مكونة من 40 اسمًا، ضمت أبرز قيادات الصف الأول الحوثية، أعلنها تحالف دعم الشرعية في اليمن في العام 2016 مطلوبين لديه، وحدد مكافأة مالية قُدّرت بـ 10 ملايين دولار، لكل من يدلي بأي معلومات تفضي إلى القبض على الغماري.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني من العام 2021، أُدرج اسم الغماري ضمن المشمولين في العقوبات الأممية، باعتباره يستوفي معايير الإدراج في القائمة المنصوص عليها في القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي المرتبطة باليمن، وتحديدًا قراري 2216 و2140.
وبررت الأمم المتحدة إدراج اسم الغماري إلى القائمة، لضلوعه بشكل مباشر خلف أعمال تُهدّد السلم والأمن والاستقرار في اليمن، وتقديمه الدعم لتلك الأعمال، كما أنه يضطلع بصفته رئيس هيئة الأركان العامة لقوات الحوثيين، بالدور الرئيس في تنسيق الجهود العسكرية للحوثيين التي تستهدف اليمنيين، وكذلك الهجمات عبر الحدود ضد المملكة العربية السعودية.
تجدر الإشارة إلى أن الغماري قام خلال فترات زمنية بالإشراف على تدريب وتأهيل الآلاف من العناصر الحوثية، ونقل لهم خبرته العسكرية التي تحصل عليها خلال دورات عديدة، وقاد العديد من المجاميع الحوثية في مهام انتحارية، نفذت عمليات إرهابية متعددة.