اخبار اليمن

الأمناء نت

سياسة

كيف حضر اليمن في القمة الخليجية-الأميركية؟

كيف حضر اليمن في القمة الخليجية-الأميركية؟

klyoum.com

أبرز المخاوف اليمنية اليوم تخلي المجتمع الدولي عنهم بعدما تحولت قضيتهم إلى ما يشبه المشكلة الهامشية، وسعي الحوثيين وإيران وبعض الجهات لإفراغ شحنتها من محتواها المقاوم.

حال من الترقب انتظرها اليمنيون في ختام القمة الخليجية-الأميركية "الاستثنائية"، التي انعقدت داخل العاصمة السعودية الرياض اليوم الأربعاء، انتظاراً لما ستطرحه في شأن القضية اليمنية الدامية التي حضرت على نحو عابر ضمن حزمة الملفات الحيوية والاستراتيجية، التي كانت محل اهتمام مشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة، وفي طليعتها الملف الأمني والتدخلات الإيرانية في المنطقة.

ومع جملة التطورات التي شهدتها المنطقة العربية في إطار الفعل الشعبي المقاوم للقوى التابعة للمحور الإيراني المعزز بالموقف الإقليمي والدولي منها، احتل الوضع الأمني والسياسي الإقليمي صدارة جدول أعمال القمة نظراً إلى سلسلة التحديات والتوترات المتصاعدة التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط.

وناقش القادة سبل تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي وتنسيق الجهود لمواجهة التهديدات المشتركة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب والتطرف والتعامل مع النزاعات الإقليمية المعلقة، وضمان أمن الممرات المائية وحركة التجارة العالمية وبخاصة التهديدات الحوثية للملاحة الدولية.

هل هناك دفع لتسوية؟

مع غياب التمثيل السياسي بعكس الملف السوري الشبيه في ظروفه والمتنافر في فاعلية أصحابه، حضرت الأزمة اليمنية بتشديد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على أهمية التوصل إلى حل شامل لها، مؤكداً دعم السعودية الكامل لهذا المسار.

ويشير ذلك إلى احتمالية العودة للحديث عن مفاوضات الحل السياسي وربما خريطة الطريق التي كانت مطروحة قبل أحداث غزة والبحر الأحمر، وإن بصيغ جديدة خلال وقت انتظر اليمنيون تصريحات من القمة تشير في مضمونها إلى الطرف المعرقل لكل دعوات السلام والحل السياسي في جولات تفاوض سابقة، وتعنت ميليشيات اليمن تجاه كل دعوات السلام قبل حال الانكسار المتتابع للأذرع الإيرانية داخل المنطقة، وفي مقدمها الحوثيون الذين باتوا في أضعف حالاتهم.

ومع عودة الحديث الأممي عن رؤية تدفع بالعودة إلى مفاوضات الحل السياسي، وهو ما يخشى اليمنيون أن يؤدي إلى ما يمكن وصفه بتبريد الأزمة والتخلي عن مشروع استعادة الدولة من قبضة الميليشيات الحوثية عبر تسويات ترعاها الأمم المتحدة، ستكسب هذه الميليشيات شرعية قانونية ودولية وواقعاً سياسياً يمنحها تمكيناً إضافياً، وهو ما يعدونه تأجيلاً تراكمياً لمشكلات مستقبلية إضافية مع الجماعة الطائفية الأصولية، التي خبروا تجاربها من عشرات الاتفاقات منذ عام 2004.

ولعل أبرز المخاوف اليمنية، اليوم، تخلي المجتمع الدولي عنهم بعدما تحولت قضيتهم إلى ما يشبه المشكلة الهامشية، وسعي الحوثيين وإيران وبعض الجهات لإفراغ شحنتها من محتواها المقاوم بعدما توقفت عند كثير من المفترقات، لعل أهمها افتراق القوى السياسية اليمنية نفسها وانشغالها بقضايا لا علاقة لها بجذر المشكلة التي سببت كل هذا الخراب المقيم.

إلا أن السياسي والسفير اليمني لدى منظمة العلوم والثقافة "يونيسكو" محمد جميح يرى أن مثل هذه اللقاءات الدولية ذات المستوى العالي، تغلب فيها لغة الدبلوماسية على لغة الصراع والحرب، و"دائماً نقول إن العامل الداخلي هو العامل الحاسم سلماً أو حرباً كما فعل السوريون". ويضيف جميح أن "العوامل الخارجية دائماً تأتي تبعاً للعامل والقوة الداخلية التي تستطيع جذب القوة الخارجية لدعم المشروع الوطني، لكن هناك كثيراً من الإشكاليات ينبغي التغلب عليها قبل أن يصار لدعم هذا المشروع".

كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن مطلع مايو (أيار) الجاري أن الولايات المتحدة ستوقف الغارات على الحوثيين، الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات الشمالية، بعدما أبلغ الحوثيون واشنطن بأنهم "لا يريدون القتال بعد الآن". وقال ترمب من المكتب البيضاوي "لقد استسلموا" عقب الحملة التي شنتها البحرية الأميركية ضد الحوثيين منذ منتصف مارس (آذار) الماضي، رداً على هجمات الجماعة على ممرات الشحن في البحر الأحمر وإسرائيل.

غياب جذر المشكلة

من دون التطرق إلى جذور المشكلة اليمنية التي تحولت إلى إشكال داخلي مأسوي وإقليمي ودولي، اكتفت كلمات بعض القادة في القمة الخليجية-الأميركية والرئيس ترمب بالإشارة إلى الاتفاق الذي جرى بين الولايات المتحدة والميليشيات الحوثية، المدرجة على لوائح الإرهاب العالمي، بوساطة عمانية خلال السادس من الشهر الجاري وقضى بوقف الضربات الأميركية مقابل التزام الحوثيين بوقف استهداف السفن الأميركية في البحر الأحمر، مما أغضب إسرائيل ونفاه الحوثيون ولكنهم عملياً التزموه حرفياً.

*المصدر: الأمناء نت | al-omana.net
اخبار اليمن على مدار الساعة