اخبار اليمن
موقع كل يوم -الأمناء نت
نشر بتاريخ: ٦ كانون الأول ٢٠٢٥
حتى الجُنان يشتي له عقل، فكيف بمن يدير شؤون بلد ويتحدث عن شراكات وشرعيات وهو لا يملك على الأرض أكثر من مديريات معدودة! الواقع اليوم واضح كالشمس: القوات المسلحة الجنوبية، بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، وبقيادة مفوض شعب الجنوب الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي، تفرض سيطرة كاملة على الأرض، أمنًا واستقرارًا، وشعبًا ورايةً.
عن أي حكومة مناصفة نتحدث؟ عن أي مجلس قيادة؟ وهل من المنطقي أن يُساوى المسيطر على الأرض، الذي يضحّي ويحرر ويحمي، بمن اختبأ خلف خطاب الوهم، وتحالف مع كل ما هو ضد مشروع الجنوب؟ العقل وحده يفرض المنطق، والمنطق يقول إن الشراكة لا تقوم بين قوة حقيقية وجيش وهمي لا يعرف الجبهات.
الشمال اليوم واقع تحت سيطرة الحوثيين، عاصمته صنعاء بيد جماعة مصنفة إرهابية دوليًا. فأين الشرعية التي يتحدثون عنها؟ ومن الذي يملك القرار؟ أما الجنوب، فقد استعاد مؤسساته، رفع علمه، وبسط نفوذ جيشه وأمنه على أرضه، ويكاد ينجز مشروعه الوطني كاملًا.
الأسلحة الثقيلة التي استولت عليها القوات الجنوبية من معسكرات 'المنطقة العسكرية الأولى'، تكشف الحقيقة الصادمة: تلك القوات لم تُجهّز لمواجهة الحوثيين، بل كانت تُعدّ ليوم الانقضاض على الجنوب، بدعم مباشر وغير مباشر من تنظيمات إرهابية وتحالفات مشبوهة. وهذا ليس تخمينًا، بل واقع موثق بكمية العتاد، والتحالفات، ومصادر التمويل.
ذلك الجيش لم يُطلق رصاصة واحدة باتجاه الحوثيين، لكنه احتضن الإرهابيين في معسكراته، وفتح طرق التهريب، ومدّ الحوثيين بالمشتقات النفطية، وسهّل دخول السلاح إليهم. هذه ليست شراكة، بل خيانة وطنية مزدوجة.
لذا، ما تبقى اليوم هو إعلان حكومة جنوبية خالصة، تُدير موارد الجنوب، وتعيد بناء مؤسساته، وتُوفّر رواتب الناس، وتُعزز الخدمات، وتُمثل الشعب الجنوبي في المحافل الدولية بصوت واحد وقرار موحد. أما في الشمال، فلتتشكل حكومة حرب مصغّرة إن أرادوا مواجهة الحوثي، وسنكون عونًا لهم، ولكن من باب الدعم المشروط، لا الشراكة السياسية الكاذبة.
لقد دمّروا مؤسسات الدولة، ونهبوا مقدراتها، وتآمروا على إرادة شعبنا. أرادوا أن يجعلوا من عدن عاصمة بديلة، ومن الجنوب ساحة عبور لمشاريعهم. لكنهم فشلوا، والواقع اليوم غير الأمس.
فليعلموا جميعًا: الجنوب ليس رهينة أحد، ولا أداة بيد أحد. الجنوب اليوم يملك قراره، وحاضره، ومستقبله. ومن لا يرى ذلك، فليقرأ الميدان جيدًا.













































