اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد اليمني
نشر بتاريخ: ٨ كانون الأول ٢٠٢٥
أمّ الرئيس السوري أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم أبو محمد الجولاني، صلاة الفجر في الجامع الأموي الكبير بدمشق صباح يوم الاثنين الثامن من ديسمبر 2025، مرتدياً الزي العسكري الكامل. جاء هذا الحضور في إطار فعاليات إحياء الذكرى السنوية الأولى لسقوط نظام بشار الأسد، في مشهد استحضر لحظة دخوله التاريخي للعاصمة قبل عام.
مشهد رمزي يعيد للأذهان يوم التحرير
ارتدى الرئيس السوري أحمد الشرع في ظهوره بالمسجد الأموي نفس 'البزة' العسكرية التي دخل بها إلى قلب العاصمة دمشق في ديسمبر 2024، في اليوم الذي أعلن فيه تحرير المدينة بالكامل من قوات النظام السابق. لم يقتصر حضوره على الصلاة فقط، بل اعتلى منبر الجامع الأموي بعد الصلاة ليلقي كلمةً أمام المصلين. هذا المنبر الذي يعد أحد أبرز المعالم الروحية والتاريخية في سوريا والعالم الإسلامي، شهد لأول مرة وقوف رئيس للجمهورية العربية السورية خلفه في مرحلة ما بعد نظام الأسد.
كلمة الرئيس: دعوة لوحدة السوريين لبناء الغد
في كلمته التي تلت صلاة الفجر، هنأ الرئيس السوري الشعب السوري بذكرى التحرير والتخلص من نظام الاستبداد. وركز خطابه على المحاور المستقبلية، مؤكداً على أهمية توحيد كافة الجهود الوطنية لمرحلة إعادة الإعمار وبناء الدولة. وقال الشرع: 'اليوم ننطلق من هذا الصرح العريق، جامع بني أمية، لبناء سوريا قوية وعادلة، سوريا لكل أبنائها'. ودعا إلى طي صفحة الماضي بجراحه وتوجه بنداء للمغتربين والسوريين أينما كانوا للمساهمة في نهضة البلاد.
تفاعل واسع على منصات التواصل الاجتماعي
أثار الظهور التاريخي للرئيس أحمد الشرع في المسجد الأموي تفاعلاً هائلاً ومتواصلاً عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي. حيث تصدر وسم '#الجولاني_في_الأموي' قائمة trending في عدة دول عربية. انقسمت التعليقات بين مؤيد يراه لحظة تاريخية ورمزاً لانتصار الثورة وتجسيداً للشرعية الجديدة، وبين معارض من بقايا النظام السابق ومؤيديه وصفوه بالمظهر 'الدعائي'. كما لاقت الصور والفيديوهات الخاصة بالحدث انتشاراً كبيراً، مع تركيز المحللين على الدلالات الرمزية العميقة للجمع بين الزي العسكري وبيت الله في أقدس المقدسات السورية.
زيارة سابقة وحضور متجدد في الذاكرة العامة
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يزور فيها أحمد الشرع الجامع الأموي بعد التحرير. فقد قام بزيارة قصيرة له في أواخر ديسمبر 2024، بعد فترة وجيزة من إعلان السيطرة الكاملة على العاصمة، حيث أدى صلاة الشكر وحظيت تلك الزيارة آنذاك بتفاعل شعبي كبير. إلا أن ظهوره اليوم كرئيس للدولة، وبالزي الرسمي للقائد العام للجيش والقوات المسلحة، في ذكرى مرور عام بالضبط على ذلك الحدث، يضفي عليه طابعاً رسمياً وتأريخياً أكثر رسوخاً، ويعزز من رمزيته السياسية والدينية معاً.
توقعات بفعاليات أوسع لإحياء الذكرى
من المتوقع أن يكون ظهور الرئيس السوري أحمد الشرع في المسجد الأموي هو البداية لسلسلة من الفعاليات الرسمية والشعبية التي ستقام على مدار الأسبوع الجاري لإحياء الذكرى السنوية الأولى لسقوط نظام بشار الأسد. وتشير مصادر مطلعة إلى احتمال إلقاء الرئيس خطاباً رسمياً في مجلس الشعب، أو في ساحة الأمويين، بالإضافة إلى تنظيم معارض وفعاليات ثقافية تستعمر مسيرة الثورة ومرحلة التحرير. وتواصل وسائل الإعلام المحلية والدولية تغطية هذه المناسبة التي تمثل محطة فارقة في التاريخ السوري المعاصر.
مشهد يختزل التحول التاريخي
يعكس مشهد وقوف الرئيس السوري أحمد الشرع في المحراب والمنبر بالجامع الأموي، وهو يرتدي زي النصر العسكري، اختزالاً قوياً للتحول التاريخي الجذري الذي عاشته سوريا. فهو يجمع بين رمزية السلطة الجديدة (الزي العسكري) ورمزية الثبات والهوية الوطنية والدينية (المسجد الأموي). هذا الحدث، بغض النظر عن القراءات المختلفة له، يوثق بصرياً وواقعياً لحظة انتقالية حاسمة في مسيرة البلاد، ويدفع بقوة نحو تأطير مرحلة جديدة تحمل عنوان إعادة البناء والتوحيد، على أن تبقى تفاصيل المشهد وتداعياته موضوع نقاش وتقييم في الفترة القادمة.













































