اخبار اليمن
موقع كل يوم -سبأ نت
نشر بتاريخ: ١٩ تموز ٢٠٢٥
صنعاء -سبأ:
وضعت القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى ملف فتح الطرق، ضمن أولوياتها الوطنية والإنسانية، انطلاقا من إدراكها العميق لما تسببه الطرق المغلقة من معاناة يومية للمواطنين، في ظل استمرار العدوان والحصار الأمريكي السعودي الإماراتي على البلاد.
تجلى هذا الاهتمام في المبادرات المتتالية التي أطلقتها قيادة صنعاء، تأكيدا على التزامها بمسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية، وتجسيدا لأهداف ثورة 21 سبتمبر الرامية إلى تعزيز التلاحم الوطني، ورفع المعاناة عن المواطنين.
مضت صنعاء في نهجها الثوري والتحرري بوعي ومسؤولية، متفاعلة مع كل مبادرة من شأنها التخفيف من معاناة المواطنين وتحسين سبل معيشتهم، في وقت لا يزال تحالف العدوان يتربص باليمن منذ عقود، امتدادا لحقبة الاستعمار البريطاني الذي بسط هيمنته على جنوب البلاد لنحو 129 عاما، ورسخ خلالها سياسة 'فرّق تسد' بتقسيم الوطن إلى مشيخات وسلطنات متناحرة.
تعددت آثار وتداعيات العدوان لتمس مختلف القطاعات، بما في ذلك حرمان المواطنين من حرية التنقل والتواصل، من خلال قطع الطرق واستهداف المسافرين، إما بغارات الطيران المعادي، أو عبر عصابات التقطع والنهب التي أطلقها التحالف على الطرق الواصلة بين المحافظات.
وفي إدراك وطني لحيوية هذا الملف، قدمت قيادة صنعاء سلسلة مبادرات لفتح الطرق المغلقة، إيمانا منها بأهمية تعزيز الوشائج بين اليمنيين، وتيسير حرية التنقل بين المدن والمناطق، خاصة وأن الإغلاق لم يقتصر على خطوط الشمال والجنوب، بل امتد ليشمل المديريات والمناطق الداخلية، ما فاقم المعاناة اليومية للمواطنين.
ولم تقتصر قيادة صنعاء على المبادرات المعلنة، بل بادرت إلى تنفيذها من طرف واحد على أرض الواقع، تأكيدا لحسن النية، وإقامة للحجة، إلا أن الطرف الآخر لم يتجاوب معها، في ظل بقاء قرار الفتح والإغلاق مرهونا بإرادة المحتل السعودي والإماراتي، الذي تجاوز كل حدود الجوار، والقيم الإسلامية والإنسانية، بشن عدوان دموي على شعب جار مسلم.
ورغم المماطلة المتكررة من قبل أدوات التحالف ومرتزقته، ورفضهم المتواصل لمبادرات فتح الطرق، واصلت قيادة صنعاء جهودها الإنسانية بإصرار ومسؤولية وطنية، حتى أثمرت تلك الجهود عن فتح عدد من الطرق الحيوية، من بينها طريق صنعاء - صرواح - مأرب، وطريق البيضاء - الجوبة - مدينة مأرب، وطريق الحوبان - قصر الشعب - الكمب، وكذلك طريق صنعاء - عدن عبر محافظة الضالع، وأخيرا طريق عقبة المحلحل الرابط بين محافظتي أبين والبيضاء، والذي تم فتحه من طرف واحد، تجسيدا لنهج القيادة في تخفيف معاناة المواطنين وتعزيز التواصل بين أبناء الوطن.
مبادرات فتح الطرق لم تكن لتتحقق لولا جدية قيادة صنعاء في معالجة تداعيات العدوان والحصار، رغم ما خلفه التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي من تصدعات داخل النسيج الوطني، في محاولة بائسة لإعادة إنتاج مشاريع الهيمنة والتقسيم.
ورغم ذلك، حرصت القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى على تجاوز تلك التحديات، عبر سلسلة من الإجراءات والخطوات، وفي مقدمتها فتح الطرق الداخلية والخارجية، بما يسهم في تسهيل حركة التنقل والتجارة، وتعزيز التلاحم الشعبي، والتصدي لمحاولات التقسيم التي تمارسها سلطات الاحتلال في بعض المحافظات من خلال الفرز المناطقي والتمييز بالهوية.
فتح الطرق بين المحافظات ليس مجرد خطوة خدمية، بل يعد حقا أصيلا من حقوق اليمنيين في حرية التنقل والتواصل والتزاور، ويسهم في حمايتهم من أعمال التقطع والاختطافات والاغتيالات التي تنفذها عصابات إجرامية ومليشيات مسلحة موالية لتحالف العدوان السعودي الإماراتي في المحافظات المحتلة، ضمن أجندات استعمارية تسعى لزعزعة الأمن وفرض واقع من الفوضى والانقسام.
إن مبادرات فتح الطرق التي تبنتها قيادة صنعاء، لم تكن سوى امتداد لموقف إنساني ثابت، وانتصار لقيم الإخاء والوحدة، ورفض لكل أشكال التقطيع والتقسيم التي يسعى إليها المحتل وأدواته، وبينما تستمر قوى العدوان في تعطيل كل مبادرة تخفف من معاناة الشعب اليمني، تمضي حكومة صنعاء في تقديم النموذج الوطني المسؤول، بروح الدولة، وأخلاق الثورة، وثبات الموقف.
إكــس