وصف الاحتجاجات بالأعمال الصبيانية وغير الوطنية.. البحسني يقرر فرض حالة الطوارئ ومنع التجمعات في أرجاء حضرموت

قرر محافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني، في الساعات الأولى من فجر اليوم الأربعاء، فرض حالة الطوارئ ومنع التجمعات والتظاهر في كافة أرجاء المحافظة، ابتداء من الساعة الرابعة فجراً، على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها كبرى المحافظات اليمنية أقصى شرق البلاد.

ووصف البحسني في خطاب متلفز بثته قناة 'حضرموت' الاحتجاجات التي تشهدها المحافظة بالأعمال الصبيانية وغير الوطنية وقال إنها ليست ذات مطالب مشروعة، كما وصف المحتجين بالعناصر المخربة، متهما إياهم بممارسة العنف ورمي الحجارة على أفراد وسيارات الشرطة وتكسيرها.

والثلاثاء، قتل مدني وأصيب آخرون جراء إطلاق قوات أمنية وعسكرية، النار على محتجين قطعوا الشارع العام بمنطقة 'ميفع' في مديرية 'بروم' غرب مدينة المكلا، للمطالبة بتوفير الكهرباء ووقف التدهور الاقتصادي بالتزامن مع زيارة يقوم بها محافظ حضرموت لحضور عرض عسكري، بمعسكر الغبر والحمراء القريب من موقع الاحتجاجات.

وأصدر مجلس الحراك الثوري بمديرية 'بروم ميفع' بلاغاً صحفياً أدان فيه، بقوة، التصرف الذي وصفه بـ'الإجرامي الأرعن لقوات الأمن في مواجهة المتظاهرين السلميين'، وقال 'إن هذا التصرف يأتي بالقرب من تواجد المحافظ الذي كان يشهد عروضاً عسكرية التي تبعد بدقائق عن ميفع' محملاً المحافظ مسؤولية ذلك.

وتداولت وسائل إعلام ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي اتهامات لحراسة المحافظ بإطلاق النار على المحتجين، ما نفاه البحسني في خطابه وقال إنه خلال ذهابه الى المعسكر وعودته منه لم يحدث أي شغب. مكرراً ما أورده مصدر بمكتبه في وقت سابق.

وأكد البحسني مقتل متظاهر وإصابة ثلاثة آخرين خلال أحداث الثلاثاء، إضافة الى إصابة ثلاثة من أفراد الشرطة، مضيفاً أن 'العناصر المخربة' استهدف الشرطة وسياراتها وشكلوا خطراً على حياتهم 'لذلك قد يكونوا استخدموا السلاح' معتبراً إصابة أفراد من الشرطة دليل على أن 'الطرف الآخر' استخدموا العنف.

وقال إن المتظاهرين أضروا بالسلم والمصلحة العامة، مشيراً إلى أنهم يغلقون طريقاً دولياً منذ أربعة أيام.

وأضاف أنه فوجئ بما نشرته بعض وسائل الاعلام التي 'كانت جاهزة لتزوير الحقيقة' ان حراسة المحافظ أطلقت النار، وقال: 'لا يمكن لهذه الحراسة إلا أن تكون مراعية للموقف ولا تطلق النار أبداً على مواطنين' منوهاً أنه ولمرات عديدة يقطع ذهابه في زيارات عمل ويعود عندما يجد متظاهرين في الطريق.

وقال إنه دعا لاجتماع اللجنة الأمنية مساء الثلاثاء، وناقشوا المستجدات وسبل حلها، كما أجرى اتصالاً بوزير الداخلية والذي أكد أن الوزارة ستقوم بدورها في تأمين المحافظة، إضافة الى اتصالات أجراها بالوجهاء والأعيان في ميفع والذين 'تفهموا وأثبتوا وطنية كبيرة وقالوا بالواضح نحن ضد هذه الاعمال وضد العنف'.

وأعلن أنه واستجابة من السلطة المحلية لوجهاء المنطقة وما أبدوه من وطنية قررت السلطة المحلية التكفل بعلاج المصابين، بغض النظر عن مسؤوليتها عن الحادثة.

وقال إن المتظاهرين 'مجموعة صغيرة لا تهدف الى إصلاح حضرموت، بالله عليكم نشر اخبار لا ندري عنها شيء هل هؤلاء يريدون اصلاح حضرموت، هؤلاء ناس لهم أهداف مغرضة ومعادية وفي هذا الوقت كشّروا عن أنيابهم بالعداء للسلطة والأجهزة الأمنية'.

وتوعد بأن السلطة المحلية والأجهزة الأمنية ستقوم بواجبها، فلا يفكر هؤلاء أن ما حدث سيجنبهم المساءلة والعقاب، مضيفا 'نحن نبحث عن وسائل لمواجهتهم'، داعياً الى اصطفاف وطني لمواجهتهم.

وقال: نحن لدينا الكثير من العمل الإيجابي ولدينا سلبيات قد تكون ناتجة عن الظروف التي تمر بها البلاد ككل، محذراً من أن حضرموت تمر بموقف صعب جداً ويجب على الجميع التكاتف.

وتابع: الألوية العسكرية التي شكلت خلال السنوات الماضية هي أمل حضرموت، ولن نفقد الأمل في هذه الألوية التي ستحافظ على السلم والأمن.

وخاطب المتظاهرين: 'لن تسقطوا النظام باحتجاجات، شوفوا المحافظات الأخرى ومعاناة المواطنين وقارنوا الخدمات في حضرموت وفي غيرها من المحافظات، أبوابنا في السلطة المحلية مفتوحة لكل الناس نرحب بالجميع، لكن ليس بالضرورة أن نفتحها لناس لا يريدون الإصلاح وانما يريدون الخراب' هؤلاء سنسمع لهم ولكن سنرد عليهم بما يلزم.

كما أعلن المحافظ في خطابه إيقاف مدير أمن حضرموت الساحل ومدير أمن مديرية المكلا عن العمل، وقال إنه ليس للأمر علاقة بأحداث اليوم، وكرر التأكيد أكثر من مرة أن إيقافها يأتي على خلفية اتهامات بالتقصير في مهامهما واتخذ في وقت سابق، وسيتوقفان عن العمل حتى ينتهي التحقيق.

كلمات مفتاحية