كارثة بيئية تهدد سواحل عدن إثر تسرب نفطي

تسبب تسرب وقود ومواد بترولية من إحدى السفن الراسية على مدخل ميناء عدن، الأحد، بتلوث بحري في سواحل العاصمة اليمنية المؤقتة، مهددًا بكارثة بيئية على الأحياء البحرية.

ووثق ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي، انتشار كميات من الوقود والزيوت والمواد البترولية على سواحل مدينة البريقة – عدن الصغرى – بعد تسرب كميات غير معروفة من سفينة راسية في منطقة 'رمي الخطاف' على مدخل الميناء.

وذكرت وسائل إعلام محلية، أن سفينتين راسيتين على مدخل ميناء عدن، تعود إحداهما لشركة 'عبر البحار' المملوكة لنائب مدير مكتب الرئيس اليمني، رجل الأعمال أحمد صالح العيسي، والأخرى مملوكة لتاجر آخر من حضرموت، سربتا كميات من الوقود والمواد البترولية إلى مياه البحر، ما تسبب بتلوث بيئي.

وذكرت مصادر أن السفينة 'DIA' المملوكة للعيسي، والمخصصة لنقل الوقود، كانت راسية منذ مدة في ميناء عدن، ولم تكن تحمل وقودًا، إلا أن المياه تسربت إليها وامتزجت بما تبقى من وقود في خزاناتها ما عرضها لخطر الغرق، إضافة إلى تسرب آخر من السفينة الأخرى.

ولم تُعرف بعد أسباب هذا التسرب النفطي من السفينتين إلى مياه البحر، كما لم تعرف كمياته، إلا أنه بات يشكل خطورة على الأحياء البحرية ومرتادي البحر، في ظل إجراءات بطيئة من قبل السلطات اليمنية المعنية.

ونشر الناشط، عبدالواحد العولي، على صفحته بـ'فيسبوك'، مذكرة من وزير النقل اليمني إلى رئيس مجلس إدارة موانئ خليج عدن، ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للشؤون البحرية، تضمنت توجيهات عاجلة بالنزول إلى موقع الناقلة لتقييم الأضرار واتخاذ ما يلزم، واستدعاء الوكيل الملاحي لشركة 'عبر البحار' ليتحمل مسؤولياته في معالجة المشكلة وأضرارها، واتخاذ الإجراءات اللازمة والعاجلة بشأن السفن التابعة لشركة 'عبر البحار' الراسية في منطقة رمي الخطاف بميناء عدن، بسبب عدم أهليتها الفنية، وانتهاء تصاريحها.

وعلّق العولي على مذكرة وزير النقل بقوله: 'اللهجة حق وزارة النقل وهيئة الشؤون البحرية شكلها كذا زررررة،،، با نشوف لبعد العيد أيش با يقدروا يعملوا مع #أحمد_العيسي بسبب غرق السفينه المملوكة لشركته. طبعًا عادهم مش داريين كم كان على الباخرة حمولة ولا حتى أسباب الغرق'.

وأضاف: 'هذه مش أول مرة تسبب سفن #أحمد_العيسي تلوثًا للبيئة البحرية اليمنية بسبب سوء الصيانة، وتهالك السفن التي يشغلها دون حتى تغطية تأمينية. وما كارثة الباخرة شامبيون 1 في سواحل المكلا عنا ببعيدة'.

وقال المحامي حسين المشدلي، في تغريدة على تويتر: 'إن التلوث البيئي يضرب ساحل البريقة في محافظة عدن بسبب تسرب الزيت من إحدى ناقلات النفط الراسية في الميناء منذ فترة طويلة، حسبنا الله ونعم الوكيل، كنا خائفين من #صافرة واحدة في #الحديدة لكن يبدو أن معنا صوافير في كل الموانئ'.

ووجه محافظ عدن أحمد لملس، الهيئة العامة لحماية البيئة بالنزول لمعاينة التلوث قبالة سواحل مديرية البريقة، ورفع تقرير عن مستواه وأسبابه والأضرار الناجمة عنه، والإجراءات المتخذة من الجهات المختصة للتعامل مع الموقف.