اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٢٠ تموز ٢٠٢٥
في سلسلة من الأبحاث التي نُشرت مؤخرًا، سلط علماء الأعصاب والنفس الضوء على علاقة متزايدة الوضوح بين اضطرابات الصحة النفسية في منتصف العمر، وخطر تطوّر الخرف في المراحل المتأخرة من الحياة، بحسب الرجل.
وأظهرت دراسة صادرة عن جامعة نوتنغهام البريطانية أواخر مايو أيار الماضي، أن نوبات الاكتئاب المتكررة قد تُضاعف من احتمال الإصابة بالخرف، فيما أدرج تقرير صادر عن لانسيت، الاكتئاب كواحد من 14 عامل خطر يمكن تعديلها، مسؤولة عن نصف حالات الخرف المسجّلة عالميًا.
أسباب الإصابة بالخرف
يؤكد الدكتور بيتر جارارد، أستاذ طب الأعصاب في جامعة سانت جورج بلندن، أن العديد من حالات الخرف التي عاينها لدى كبار السن كانت مسبوقة باضطرابات نفسية حادة في الأربعينات أو الخمسينات من أعمارهم، ويقول: 'هذا النمط ليس نادرًا، بل يتكرر كثيرًا'.
وبدورها، أوضحت الباحثة النفسية آمبر جون، من جامعة ليفربول، أن الاكتئاب المزمن، وليس العارض، هو ما يرتبط فعليًا بزيادة احتمال الإصابة بالخرف.
وتشرح أن الأشخاص المصابين بأشكال حادة وطويلة الأمد من الاكتئاب غالبًا ما يواجهون صعوبات في الحفاظ على نمط حياة صحي، ما يضعف الدماغ مع مرور الوقت.
وتشير الدراسات إلى أن الاكتئاب المزمن قد يُسبب التهابات عصبية، ويرفع مستويات هرمون التوتر 'الكورتيزول' بشكل مزمن، وهو ما يؤثر في منطقة الحُصين بالدماغ، المسؤولة عن الذاكرة والتعلم، والتي تُعد من أولى المناطق تضررًا في حالات الخرف.
أعراض الاكتئاب وأضراره
من اللافت أن أعراض الاكتئاب والقلق التي تظهر فجأة لدى من تجاوزوا سن الخامسة والستين، خصوصًا من دون تاريخ سابق لاضطرابات نفسية، قد تكون في حد ذاتها مؤشرًا أوليًا على تطوّر الخرف، ويؤكد الدكتور جارارد أن هذه الأعراض غالبًا ما تمثل ما يُعرف بالمرحلة المبكرة الصامتة من المرض
وفي هذا السياق، كشفت دراسات حديثة أن احتمال ظهور أعراض اكتئاب يزداد باضطراد في السنوات العشر التي تسبق التشخيص الرسمي بالخرف، وهو ما يعزز فرضية وجود علاقة سببية عكسية أيضًا.
ومع تنامي الأدلة، يزداد الاهتمام اليوم بالتدخل المبكر في حالات الاكتئاب المزمن في منتصف العمر كوسيلة للحد من خطر الإصابة بالخرف لاحقًا.
وقد وجدت آمبر جون من خلال تحليل بيانات من هيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS)، أن الأشخاص الذين تلقّوا علاجًا نفسيًا لتحسين أعراض الاكتئاب والقلق، أظهروا معدلات أقل لتطوّر الخرف.
وتقول: 'طلب المساعدة في الوقت المناسب لا يحسّن نوعية الحياة فحسب، بل قد يكون أيضًا إجراءً وقائيًا بالغ الأهمية لحماية صحة الدماغ'.
ورغم أن بعض الدراسات تُبشر بإمكانية أن تقلل أدوية مثل مثبطات السيروتونين الانتقائية من تراكم بروتين الأميلويد المرتبط بمرض ألزهايمر، إلا أن الأدلة ليست قاطعة.
كما تشير أبحاث أخرى إلى أن بعض مضادات الاكتئاب من فئة مضادات الكولين قد ترفع من خطر الإصابة بالخرف، ما يجعل القرار الطبي في هذا السياق بحاجة لتقييم دقيق لكل حالة على حدة.