اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد اليمني
نشر بتاريخ: ٧ كانون الأول ٢٠٢٥
بيان النصر الذي أعلنه المجلس الانتقالي الليلة غير واقعي، وقصير النظر، فهو حقق نصرا تكتيكيا ومكاسب آنية لكن خسر خسارة تامة على المدى الاستراتيجي..
خسر الشعب الحضرمي وللأبد، فقد استفز الحضارم بالفعل وبعمق، وتصرفه هذا أشعل في الحضارم الذات الحضرمية وخلق صدمة ستكون ارتداداتها طويلة حتى لو تحسنت الظروف السياسية ونضجت أكثر لصالح المشروع الجنوبي فلن يقبل به الحضارم مطلقا وسيتنامى هذا الرفض حتى يصير جزء من الهوية الحضرمية مما يعني انه خسر جميع الأهداف السياسية لحملته الحالية، والتي تعتبر أهم اهدافه المعلنة والمتمثلة بالسيطرة على الجنوب من قبل المجلس الانتقالي.
لقد خسر صدام حسين ما حققه من مكاسب على صعيد القيادة القومية للعرب حين تجاهل عواقب اجتياحه للكويت بحجة إن الكويت امتداد طبيعي للعراق وجزء من الجسد العربي الذي كان يحلم بتوحيده بهذه الطريقة الغاشمة، وخسر كامل شعبيته بين الكويتيين بعد أن كانت هي الأعلى بين الدول العربية.
خسر المملكة العربية السعودية قائدة التحالف العربي والدولة القائدة ايضا للمشروع العربي الحديث فالمملكة دولة تحترم إرادتها كبرى دول العالم لكن الانتقالي لم يحترم إرادتها وتحداها ودخل حضرموت عنوة وتحدى ترتيبات المملكة ورؤيتها حتى لأمنها القومي واعتبر أن ارادته فوق إرادة المملكة وهي التي تخضع دول عظمى لإرادتها وفي هذا استخفاف كبير وسافر فهو بهذا الاستفزاز والتحدي استعدي المملكة بشكل واضح لا يقل عن استعداء الحوثي لها وتنكر لجميلها تجاه الانتقالي والقضية الوطنية. ومن خسر المملكة فقد خسر أهم ضمانات مستقبله.
خسر اخلاقيا حين تخلى عن قضية اليمنيين والعرب الأولى المتمثلة في مواجهة العدوان الإيراني في الجزيرة العربية الذي تنفذه مليشيا الحوثي، فاستبدل هذه القضية المقدسة التي تعتبر أساس وجود قوى المقاومة اليمنية ومن ضمنهم الانتقالي، واستبدلها بقضية الطمع في ثروات حضرموت والرغبة في التوسع الجغرافي، واشعل حروب لا يستفيد منها أحد سوى مليشيا الإمامة الحوثية التي تمثل ذراع إيران في الجزيرة العربية..
هذه الخسائر ستحرم الانتقالي من ثروات حضرموت، ومن التمثيل السياسي لها، ومن شرف تمثيل القضية المقدسة المتمثلة في مواجهة المشروع الفارسي فقد خسر سياسيا وماديا واخلاقيا، وتحول من رافد للمعركة الوطنية والقومية ورافعة مهمة من روافع العمل الوطني والقومي العربي، إلى كيان وظيفي يمثل خطرا على المعركة، ومعادي لقائد المعركة، المملكة العربية السعودية.













































