اخبار اليمن
موقع كل يوم -المشهد العربي
نشر بتاريخ: ١٢ تشرين الثاني ٢٠٢٥
رأي المشهد العربي
تعيش محافظات الجنوب العربي، أوضاعًا معيشية ضاغطة ومتفاقمة، نتيجة تراكم سياسات الإفقار والحرمان من الخدمات التي مارستها قوى الاحتلال اليمنية على مدى سنوات طويلة.
جاء ذلك ضمن مؤامرة شيطانية ومشبوهة وممنهجة استهدفت تركيع الجنوب وإضعاف قدرته على النهوض.
وعمدت تلك القوى إلى استنزاف الموارد، وفرض قيود مالية واقتصادية خانقة أرهقت حياة المواطنين، في محاولة لخلخلة الاستقرار الداخلي وضرب إرادة الصمود الجنوبي.
هذا الاستهداف لم يكن اقتصاديًا فحسب، بل تعداه إلى حرب مركّبة تطال كل مقومات الحياة، من الخدمات العامة إلى الرواتب والوقود والكهرباء والمياه، بهدف تحميل المواطن الجنوبي كلفة الانهيار وخلق حالة من الإحباط العام.
كما سعت تلك القوى إلى نشر الفوضى في الأسواق واحتكار السلع والتلاعب بالعملة، لتوسيع دائرة المعاناة وتشويه صورة القيادة الجنوبية أمام شعبها.
ورغم هذه الظروف القاسية، أثبت الجنوب قدرته على التماسك والصمود، بفضل الوعي الشعبي والجهود المستمرة التي يقودها المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي، والذي وضع معالجة الأوضاع المعيشية ضمن أولوياته الوطنية.
وتبنّى المجلس خططًا واقعية لتحسين الأداء الاقتصادي وضبط الإيرادات وتفعيل الرقابة المالية، إلى جانب دعم المشاريع الخدمية العاجلة وتخفيف أعباء الحياة اليومية عن المواطنين.
ويعمل المجلس الانتقالي على تحريك عجلة التنمية، مستندًا إلى نهج الشفافية والإدارة الرشيدة.
وترافق هذه الجهود السياسية والاقتصادية حملة دبلوماسية متصاعدة تهدف إلى فضح ممارسات قوى الاحتلال اليمنية أمام المجتمع الدولي، وإبراز عدالة قضية شعب الجنوب وحقه في إدارة موارده واستعادة دولته المستقلة.
طريق الخلاص من هذه الأعباء يبدأ من ترسيخ مؤسسات الدولة الجنوبية، وتحرير القرار الاقتصادي من هيمنة الفساد والشبكات المرتبطة بالاحتلال.
وبقدر ما يتقدم الجنوب في هذا المسار، تزداد فرص انتزاع الاستقرار المعيشي والكرامة الوطنية لشعبه، الذي يبرهن يومًا بعد آخر أنه عصيّ على الانكسار، ماضٍ بثبات نحو مستقبل يليق بتضحياته وإرادته الحرة.













































