اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ١٧ تموز ٢٠٢٥
دمشق- في مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية في جنوب سوريا، استفاق السكان على صدمة الخميس مع معاينتهم جثثا في الشوارع وسيارات متضررة ومتاجر منهوبة، بعيد انسحاب القوات الحكومية إثر مواجهات دامية مع مسلحين محليين.
وقالت الطبيبة هنادي عبيد (39 سنة) بعدما حاولت الوصول صباحا الى مقر عملها، لوكالة فرانس برس 'ما رأيته من المدينة بدا كأنها خارجة للتو من فيضان أو كارثة طبيعية'.
وأضافت 'نزلت باتجاه المشفى الوطني، ولكن لم استطع الوصول. طلبوا مني التريث ريثما تفتح الطرق وتنتهي فصائل محلية من عملية التمشيط'.
وبعيد اشتباكات دامية اندلعت الأحد وأوقعت اكثر من 500 قتيل، سحبت السلطات السورية ليل الأربعاء الخميس قواتها من محافظة السويداء، في وقت أكد الرئيس الانتقالي أحمد الشرع أنه يريد تجنّب 'حرب واسعة' مع اسرائيل التي هدّدت بتصعيد غاراتها.
وبدت مدينة السويداء التي كانت شوارعها وأسواقها تنبض بالحركة الأسبوع الماضي، أشبه بمدينة منكوبة الخميس.
وروت عبيد 'رأيت سيارات محروقة في كل مكان وأخرى مقلوبة رأسا على عقب، إضافة الى دبابة متفحمة، فيما كانت ثلاث جثث مرمية في الشارع، إحداها لامرأة مسنّة'. وقرب مستديرة رئيسية، قالت إن روائح كريهة انبعثت بينما كانت كلاب شاردة تجوب المكان وسط إغلاق للمحال والمؤسسات كافة.
ورغم انها معتادة انطلاقا من طبيعة عملها على مواجهة مواقف صعبة، لكن ما عاشته منذ مطلع الاسبوع كان مختلفا. وأوضحت 'شاهدت طوال حياتي الكثير من الجثث والقتلى، لكن كان للموت في الأيام الأخيرة طعم آخر وشعرت بأنه كان قريباً مني أكثر من أي وقت مضى'.
ولم تخف الطبيبة وهي أم لطفلة خشيتها من المشاهد التي تنتظرها في مقر عملها في المشفى المركزي في السويداء، والذي خرج الأربعاء من الخدمة، واكتظت فيه الجثث والجرحى.
- 'كارثة انسانية' -
وأفاد مصور لفرانس برس عن حالة من الفوضى أمام المشفى المركزي، مع نقل عشرات الجثث اليه منذ صباح الخميس، بعد جمعها من المنازل والشوارع، بينها 15 جثة عاينها صباحا في وسط المدينة.
وقال إن عائلات مفجوعة حضرت الى المستشفى بحثا عن أفرادها وسط حالة من الغضب والهلع.
وبحسب شبكة السويداء 24 الإخبارية المحلية، فقد خرج المستشفى المركزي في المدينة من الخدمة الأربعاء بعد دخول القوات الحكومية اليه وخوضها اشتباكات مع مسلحين دروز.
وانتشر مقطع فيديو الأربعاء يوثق جثثا متكومة في مشرحته بعدما بلغت البرادات طاقتها الاستيعابية. وأظهرت مقاطع أخرى جرحى في الممرات بعضهم على أسرّة وآخرون يفترشون الأرض وطواقم طبية عاجزة عن الاستجابة للحالات الطارئة.
وقال رئيس تحرير السويداء 24 ريان معروف لفرانس برس الخميس بعد جولة في المستشفى 'في المستشفى أكثر من 150 جثة.. ولم يعد قادرا على استيعاب مزيد من الجثث'.
وأضاف 'أجهزة غسل الكلى خرجت من الخدمة، والمرضى لا يتلقون العلاج'، مضيفا بانفعال 'هناك كارثة إنسانية في السويداء'.
ولا تزال خدمات المياه والكهرباء مقطوعة في المدينة بينما أغلقت غالبية المحال التجارية أبوابها بانتظار انتهاء عمليات التمشيط التي ينفذها مقاتلون محليون.
وشاهد مصور فرانس برس محال متضررة تناثر زجاج واجهاتها في الشوارع، وأخرى مسروقة، بينما كانت امرأة تتفقد متجرها الذي تعرّض دون سواه للحرق.
وكانت الاشتباكات اندلعت الأحد في السويداء بين مسلحين دروز وآخرين من البدو السنّة، على خلفية عملية خطف طالت تاجر خضار درزيا وأعقبتها عمليات خطف متبادلة. ومع احتدام المواجهات، تدخّلت القوات الحكومية الإثنين لفضّ الاشتباكات، لكن بحسب المرصد وشهود وفصائل درزية، فقد تدخلت هذه القوات إلى جانب البدو.
ومع انسحاب القوات الحكومية الخميس، شاهد مراسل فرانس برس على أطراف محافظة السويداء عائلات من البدو تعمل على فك خيمها وتنزح باتجاه محافظة درعا المجاورة خشية أعمال انتقامية.
وقالت وضحة العواد (58 عاما) بينما كانت برفقة أفراد عائلتها 'منذ أربعة أيام ونحن في حرب، نريد أن ننجو بأنفسنا'.
وأضافت المرأة 'هربنا ونتجه مع أطفالنا غربا الى درعا'، مضيفة 'هذه الحياة مكتوبة علينا. نحن خائفون وجل ما نريده هو الهدوء'.