اخبار اليمن
موقع كل يوم -شبكة الأمة برس
نشر بتاريخ: ٢ كانون الأول ٢٠٢٥
يقف الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ أمام ثلاثة سيناريوهات معقدة في تعامله مع طلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للحصول على العفو من المحاكمة بتهم الفساد.
وأيا كان الخيار الذي سيتخذه، فمن المؤكد أنه لن يستطيع إرضاء جميع الأطراف في إسرائيل.
والأحد، قدم نتنياهو طلبا إلى الرئيس الإسرائيلي لمنحه العفو من تهم الفساد التي تنظر فيها المحكمة المركزية وينفيها هو جملة وتفصيلا، الأمر الذي أحدث انقساما داخليا.
ومنذ بداية محاكمته، رفض نتنياهو (76 عاما) الإقرار بالذنب، ولا يتيح القانون الإسرائيلي للرئيس منح العفو إلا بعد هذا الإقرار.
وجاء طلب نتنياهو في وقت حساس، إذ دخلت إسرائيل فعليا عام الانتخابات المقررة في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، ما لم يتم تبكيرها.
وقال المحلل الإسرائيلي في صحيفة 'إسرائيل اليوم'، بيني اشكنازي، إن 'طلب رئيس الوزراء للعفو الرئاسي يحمل اعتبارات سياسية واضحة'.
وأضاف أن 'نتنياهو يدرك أن فرص الموافقة على العفو ضئيلة، لكن هذه الخطوة تغير مسار النقاش العام من مشروع قانون الإعفاء من الخدمة العسكرية للمتدينيين (الحريديم) المثير للجدل، والذي يُشكّل عائقا سياسيا أمامه حاليا، إلى طلب العفو'.
وأكد اشكنازي أن هذه الخطوة 'ستفيد نتنياهو في حملته الانتخابية بشكل كبير'.
وتابع: 'إذا منح العفو، فسيكون بلا شك إنجازا كبيرا له، ولو رُفض، فسيسمح له ذلك بالادعاء بأن التهم الموجهة إليه لا أساس لها، وأن الرئيس نفسه رفض منحه العفو'.
* رفض أو قبول
أقصر الطرق أمام هرتسوغ هو رفض طلب نتنياهو، استنادا إلى موقف المعارضة التي تشترط اعترافه بالذنب وخروجه من الحياة السياسية مقابل العفو، وفق اشكنازي.
وقال: 'رغم أن هذا السيناريو سيرضي المعارضة، لكنه سيغض حزب الليكود، الذي يقوده نتنياهو، والأحزاب الحليفة، ما قد يزيد منسوب التوتر داخل إسرائيل'.
ومن ناحية ثانية، فإن قبول الطلب وهو السيناريو الثاني، سيرضي الأحزاب الداعمة لنتنياهو وربما أيضا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي طلب من هرتسوغ في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي العفو عن نتنياهو، لكنه سيغضب المعارضة بشكل كبير، وفق اشكنازي.
وأضاف: 'إذا وافق الرئيس هرتسوغ على الطلب، فقد تشهد إسرائيل احتجاجات أكبر من تلك التي اندلعت بسبب الإصلاح القضائي (خلال الأشهر الـ9 الأولى من عام 2023)'، مؤكدا أن 'هرتسوغ يُدرك ذلك تماما'.
وأثارت رسالة ترامب غضب المعارضة الإسرائيلية، معتبرة إياها تدخلا أمريكيا في شأن داخلي.
* 'عفو مشروط'
ولكن ثمة سيناريو ثالث قد يلجأ له الرئيس الإسرائيلي في محاولة لإرضاء جميع الأطراف ويتمثل في الوصول إلى تسوية، وفق ما قالت المحللة في صحيفة 'إسرائيل اليوم'، إليانور كوفمان.
وقالت كوفمان: 'تُقدّر المصادر أن هرتسوغ سيعمل على إيجاد حل يُخفّف من حدة التوتر، ويسهم في تحقيق الشفاء الذي يحتاجه الشعب'.
وأضافت: 'قد يمنح هرتسوغ عفوا مشروطا، مثل التقاعد من الحياة السياسية، أو يُطالب بتغييرات عامة كتشكيل لجنة تحقيق حكومية في كارثة 7 أكتوبر، أو سحب مشاريع قوانين الإصلاح القانوني والإعلامي (المثيرة للجدل) من جدول الأعمال'.
وفي 7 أكتوبر 2023، هاجمت حركة 'حماس' قواعد عسكرية ومستوطنات بمحاذاة قطاع غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين، ردا على 'جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى'، وفق الحركة.
وتابعت المحللة الإسرائيلية: 'قد بدفع هرتسوغ الأطراف نحو تسوية مُتفق عليها، من خلال استدعاء مكتب النائب العام، ومكتبه، وممثلي نتنياهو للتفاوض، وطرح أسئلة توضيحية، بل وحتى محاولة انتزاع اعتراف أو ندم من نتنياهو، أو الحصول على تنازلات من النيابة العامة'.
وفي هذا الإطار، ذكرت هيئة البث العبرية، أن ديوان الرئاسة الإسرائيلي يميل إلى أن منح العفو لنتنياهو لن يكون بلا مقابل، وأن هرتسوغ يدرس اشتراط تنحي نتنياهو عن منصبه ولو لفترة زمنية محدودة، ووقف مسار التعديلات القضائية المثيرة للجدل، في حال قرر التجاوب مع طلب العفو.
واستدركت: 'في المقابل، فقد أوضحت محافل مقربة من نتنياهو، أن مسألة اعتزاله الحياة السياسية غير واردة'.
فيما أشارت القناة 14 الإسرائيلية، المقربة من نتنياهو، إلى أن 'الرئيس هرتسوغ يبدو متجها إلى قبول طلب العفو الذي قدمه نتنياهو دون مطالبته بالاعتراف بالذنب، أو الالتزام بالتقاعد من الحياة السياسية'.
وأضافت القناة الأحد: 'من المحتمل أن يطلب هيرتسوغ من نتنياهو إجراء تغييرات على صياغة الطلب، لا ترقى إلى الاعتراف بالذنب، ولكنها تعالج التهم الموجهة إليه' دون الخوض في التفاصيل.
وتابعت: 'يقدر أن الجدول الزمني الإجرائي حتى صدور القرار النهائي من الرئيس هرتسوغ سيستغرق عدة أسابيع وربما لا يقل عن شهرين'.
ويواجه نتنياهو اتهامات بالفساد والرشوة وإساءة الأمانة في 3 ملفات تستلزم سجنه بحال إدانته، بينما يرفض الاعتراف في أي منها.
ويتعلق 'الملف 1000' في الاتهامات الموجهة إلى نتنياهو بحصوله وأفراد من عائلته على هدايا ثمينة من رجال أعمال، مقابل تقديم تسهيلات ومساعدات لهم في مجالات مختلفة.
كذلك، يُتهم نتنياهو في 'الملف 2000' بالتفاوض مع ناشر صحيفة 'يديعوت أحرونوت' العبرية (يمين وسط) أرنون موزيس، للحصول على تغطية إعلامية إيجابية.
أما 'الملف 4000' فيخص تقديم تسهيلات للمالك السابق لموقع 'واللا' الإخباري شاؤول إلوفيتش، الذي كان أيضا مسؤولا بشركة 'بيزك' للاتصالات، مقابل تغطية إعلامية إيجابية.
وإضافة إلى محاكمته محليا، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر 2024 مذكرة لاعتقال نتنياهو، لمسؤوليته عن ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وبدعم أمريكي شنت إسرائيل لمدة عامين منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 70 ألف قتيل ونحو 170 ألف جريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء.













































