مديرة مركز ملاذ للسلامة النفسية: نسعى لتوفير خدمات علاجية واستشارات نفسية متخصصة قائمة على المهنية والابتكار 

قالت الدكتورة ياسمين نبيل، مدبرة مركز ملاذ للسلامة النفسية، الكائن بمديرية المنصورة - حي ريمي على خط كورنيش المحافظ، بالعاصمة عدن، إن المركز متخصص في تقديم الدعم والعلاج النفسي والاجتماعي لجميع أفراد المجتمع، بمختلف الفئات العمرية، بهدف تعزيز الصحة النفسية وتحسين جودة الحياة.

وأضافت، في تصريح صحفي، قائلة: «نحن هنا لنساند الأسر والأفراد والجماعات والأطفال، لكي يصلوا إلى أعلى مرحلة من السلام النفسي، عبر برامج مصممة خصيصاً لتنمية قدراتهم وإعادة تأهيلهم. 'ملاذ' ليس مجرد مركز علاجي وتأهيلي، بل هو فريق متكامل من الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين والأطباء النفسيين المؤهلين والمتخصصين في المجال النفسي والاجتماعي».

أقسام المركز

وحول أقسام المركز، أوضحت الدكتورة ياسمين أن مركز ملاذ «يضم قسماً متكاملاً لعلاج وتأهيل الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، أهمها متلازمة داون، واضطراب التوحد، وفرط الحركة، تحت إشراف معالج وداعم نفسي متخصص. كما يضم قسم الطب النفسي والعصبي، والذي يضم طبيب مخ وأعصاب وطبيباً نفسياً، وكذلك قسم الإرشاد النفسي والأسري، وجلسات الدعم الجماعي للنساء والرجال. كما يضم المركز اختصاصي تغذية واختصاصي علاج طبيعي، كما يوجد لدينا صيدلية ومختبر طبي».

الفئات المستفيدة

وأكدت أن مركز ملاذ «يقدم خدماته في العناية النفسية لكل فئات المجتمع: الأطفال والمراهقين، والنساء المعرضات للعنف أو للضغوط النفسية، وكذلك للرجال المعرضين للضغوط النفسية، والأسر المحتاجة للدعم النفسي والأسري».

أهداف مركز ملاذ

وعن أهداف المركز، قالت الدكتورة ياسمين نبيل: «نسعى في مركز ملاذ للسلامة النفسية إلى توفير خدمات علاجية واستشارات نفسية متخصصة، ونشر الوعي المجتمعي حول أهمية الصحة النفسية والوقاية من الاضطرابات، وتنفيذ برامج تدريبية للاختصاصيين والممارسين، بالإضافة إلى دعم الفئات الأكثر عرضة للضغوط النفسية، مثل ضحايا العنف والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة. كما نسعى لبناء شراكات مع مؤسسات تعليمية وصحية لدعم السلامة النفسية».

رؤية المركز ورسالته

وتابعت قائلة: «أما رؤيتنا، فهي أن يكون المركز هو الملاذ الأول للسلامة النفسية، ومصدراً موثوقاً للتعافي والدعم النفسي المستدام، وتعزيز بيئة خالية من العنف والتمييز، من خلال برامج شاملة تضمن السلامة النفسية والاجتماعية لجميع فئات المجتمع: الأطفال والمراهقين والنساء والرجال، على حد سواء، وبناء مجتمع عادل وآمن يتمتع بالمساواة والاحترام المتبادل».

واستطردت بالقول: «نحمل في مركز ملاذ رسالة إنسانية سامية، متمثلة في تقديم خدمات نفسية متكاملة بمهنية عالية وجودة متميزة، تسهم في بناء أفراد متوازنين، ومجتمع واعٍ بأهمية الصحة النفسية، وذلك عبر برامج متخصصة قائمة على المهنية والابتكار، وتعزيز الوعي والوقاية بطرق علاج العنف، والتمييز، والأزمات النفسية والاجتماعية، سعياً إلى تحسين جودة الحياة لكل أفراد المجتمع، وتعزيز التماسك والعدالة والمساواة».

أساليب حديثة ومبتكرة

وأضافت الدكتورة ياسمين نبيل، مديرة مركز ملاذ للسلامة النفسية، في سياق تصريحها، قائلة: «نتميز في مركز ملاذ بالأساليب الحديثة والمبتكرة التي تهدف إلى مساعدة الأفراد على التعامل مع الضائقة النفسية، وإدارة أعراض اضطرابات الصحة النفسية، وتنمية النمو الشخصي والوعي الذاتي، ونوفر مساحة آمنة وسرية للأفراد لاستكشاف أفكارهم ومشاعرهم وتجاربهم، بتوجيه من اختصاصيين نفسيين مدربين».

شراكة تعاونية

وقالت أيضاً: «نحرص في مركز ملاذ للسلامة النفسية على إقامة شراكة تعاونية بين المعالج والعميل، مبنية على الثقة والتعاطف والاحترام المتبادل، وذلك إيماناً منا بأن العلاقة العلاجية من صميم العلاج».. مؤكدة أن «هذا التحالف العلاجي يمثل أساساً مهماً للشفاء والنمو، مما يسمح للأفراد باستكشاف أفكارهم ومشاعرهم العميقة في بيئة داعمة خالية من الأحكام».

مساحة آمنة ومنظمة

وأضافت: «خدمات العناية النفسية التي نقدمها في مركز ملاذ توفر مساحة آمنة ومنظمة للأفراد لمعالجة صدمات الماضي، والتجارب السلبية، والجروح العاطفية والتعافي منها، والتغلب على المشكلات العالقة، واستعادة شعورهم بالمسؤولية والمرونة وجودة الحياة. بالإضافة إلى علاج مختلف حالات الصحة النفسية، بما في ذلك الاكتئاب، واضطرابات القلق، والاضطراب ثنائي القطب، واضطراب ما بعد الصدمة، وغيرها من العلل النفسية المنتشرة».

وبيّنت أن المعالجين في مركز ملاذ «يتميزون بخطط علاجية مصممة خصيصاً لتلبية احتياجات كل فرد، يساعدون من خلالها المرضى على تطوير مهارات التأقلم، وتحدي أنماط التفكير السلبية، وبناء القدرة على الصمود في مواجهة الأعراض».

استكشاف الذات

وأردفت الدكتورة ياسمين نبيل، قائلة: «إلى جانب معالجة مشاكل الصحة النفسية المحددة، يتيح العلاج النفسي في مركز ملاذ فرصة لاستكشاف الذات والنمو الشخصي. فمن خلال التعمق في قيم الأفراد ومعتقداتهم وأهدافهم الحياتية، يمكنهم اكتساب فهم أعمق لذواتهم، وتنمية التعاطف مع الذات، وتطوير فهم أعمق لعالمهم الداخلي. كما نزودهم بمهارات تأقلم عملية، واستراتيجيات لبناء المرونة لمواجهة تحديات الحياة بفعالية أكبر. وسواءً واجه الأفراد ضغوطاً أو حزناً أو صعوبات في العلاقات، أو تحولات حياتية كبرى، فإن العلاج النفسي لدينا يوفر أدوات ودعماً لمساعدتهم على مواجهة الشدائد بمختلف أنواعها وقوتها».

استعادة زمام الحياة

كما أكدت أن مركز ملاذ «يسعى من خلال ما يقدمه من علاج نفسي واجتماعي متطور، إلى إكساب الأفراد شعوراً أكبر بالتمكين والفاعلية والثقة بالنفس، وصولاً إلى استعادة زمام حياتهم ورسم مسارات هادفة نحو مستقبل أكثر إشراقاً، وذلك من خلال تحديد نقاط قوتهم، ووضع أهداف قابلة للتحقيق، واتخاذ خطوات استباقية نحو التغيير الإيجابي».

كسر الوصمة الاجتماعية

وحول الأهمية العميقة التي يكتسبها العلاج النفسي، أكدت الدكتورة ياسمين نبيل، أن «العلاج النفسي يمثل منارة أمل، إذ يقدم التوجيه والدعم والشفاء للأفراد الذين يواجهون تعقيدات في عوالمهم الداخلية، وصولاً إلى إعادة تأهيلهم ليشعروا بالسعادة والرضا عن أنفسهم وعن حياتهم، ويكونوا أفراداً نافعين في مجتمعهم»

وأوضحت أنه «رغم الوصمة الاجتماعية التي قد تُحيط به، إلا أن العلاج النفسي يُعد أداة فعالة لتعزيز الصحة النفسية، وتعزيز القدرة على التكيّف، وتمكين الأفراد من عيش حياة مُرضية». وتابعت قائلة: «غالباً ما يُوصم العلاج النفسي أو يُساء فهمه، ومع ذلك نؤكد أن طلب العلاج النفسي ليس ضعفاً، بل هو شجاعة ورعاية ذاتية. ومن خلال تحدي الوصمة وتعزيز الحوار المفتوح حول الصحة النفسية يمكننا خلق بيئة أكثر دعماً وشمولاً، حيث يشعر الأفراد بالقدرة على طلب المساعدة التي يحتاجونها دون خوف من أحكام الآخرين».

شكر وامتنان

وفي ختام تصريحها، توجهت الدكتورة ياسمين نبيل، مديرة مركز ملاذ للسلامة النفسية بالعاصمة عدن، بالشكر والامتنان لكل من وقف معها وساندها منذ تأسيس المركز وافتتاحه، وفي مقدمتهم الأستاذ ماجد الشاجري - مدير صندوق الرعاية الاجتماعية بعدن، والمهندس سالم الوليدي - مدير عام مؤسسة كهرباء عدن، والمهندس قائد راشد - المدير العام التنفيذي لصندوق النظافة وتحسين المدينة بالعاصمة عدن.

تجدر الإشارة إلى أن مركز ملاذ للسلامة النفسية، الذي افتُتِح مؤخراً في مدينة عدن، يُعد من أهم المراكز الرائدة في تقديم الرعاية الاجتماعية والصحة النفسية، ليس على مستوى محافظة عدن فحسب، بل على مستوى المحافظات عموماً، وذلك باعتباره من أهم مشاريع الرعاية الصحية والاجتماعية التي تقدم خدمات متميزة في العناية النفسية لكل فئات المجتمع، لما يتميز به من تجهيزات مريحة وآمنة، وأدوات وتقنيات حديثة يتم استخدامها في العلاج النفسي.

هذا بالإضافة إلى وجود طاقم معالج مختص ومؤهل وذي خبرة عالية في مجال العلاج النفسي، فضلاً عن ما يتميز به من برامج تأهيلية وخدمات علاجية متنوعة، مما يزيد من الشعور بالطمأنينة. إذ يقدم المركز الدعم المناسب، وتوفير المساحة الآمنة للتغيير والتعبير، وإكساب الأطفال والكبار الكثير من الخبرات الإضافية التي تزيد من عملية التعافي، وتحفيزهم على الشفاء، وتعزيز فهمهم لأنفسهم جيداً، ومساعدتهم في بناء حياتهم من جديد بطريقة صحيحة، وبالتالي تعزيز قدرتهم على التعافي والتغيير للأفضل.