علي محسن الأحمر.. ورقة الحوثي الرابحة لابتلاع اليمن

مطلع العام 2016م وفي أوج انتصارات قوات الشرعية ووصولها إلى فرضة نهم، وقف البرلماني الإخواني، محمد الحزمي، بين مجموعة من الجنود والضباط بأحد معسكرات الشرعية، لينشد لهم أنشودة من تأليفه يكيل فيها بالمديح للجنرال علي محسن الأحمر ويصفه بـ'الفارس الذي تقدم نحو الوغى'، ومبشراً بأنه من سيقود معركة تحرير صنعاء من قبضة الحوثي.

لم يكن مديح الحزمي للأحمر لدوره في المعارك، بل كان ضمن سياق حملة إخوانية تمهد لقرار فرض الرجل نائباً لهادي والإطاحة بخالد محفوظ بحاح في أبريل عام 2016م، في قرار وصفته قوى سياسية كالناصري والاشتراكي، بأنه انقلابٌ قاده هادي على مشروعيته القائمة على التوافق.

اليوم ينشط الحزمي من مقر إقامته في تركيا على مواقع التواصل الاجتماعي ليبشر متابعيه باستعادة مواقع في محيط مدينة مأرب التي باتت مليشيات الحوثي تقترب من تطويقها، بعد أن تساقطت جبهات الشرعية بما فيها المعسكر الذي وقف بداخله قبل خمس سنوات وهو يبشر الجنود بمعركة تحرير صنعاء بقيادة الأحمر.

صورة تلخص الحصاد العسكري للشرعية الذي تولى زمامه النائب الأحمر منذ 5 سنوات، رغم التحذيرات المبكرة بتاريخ الرجل المليء بالهزائم والفشل العسكري، لعل أبرزها التحذير الذي أطلقه رئيس الوزراء الجنوبي السابق حيدر أبوبكر العطاس بعد شهرين فقط من تعيين الرجل وفي لقاء تلفزيوني قال فيه بأن 'الانتصار في اليمن سيكون مستحيلا ما دام السعودية ودول التحالف تعتمد على اللواء علي محسن الأحمر في إدارة الحرب'.

تحذيرات مبكرة غطت عليها ماكينة الإعلام الإخوانية الضخمة التي عملت على تلميع صورة الرجل من ناحية، ومن ناحية أخرى تبحث عن مبررات للتغطية على كل فشل عسكري تصاب به جبهات الشرعية جراء فساد وعبث الأحمر، واستعداء شماعة المؤامرة من 'الإمارات' أو 'الانتقالي' وغيرها.

إلا أن استمرار الهزائم والانكسارات في معسكر الشرعية تجاوز قدرة منظومة الإخوان الإعلامية في التغطية على مسئولية الرجل فيها، وبدأت الاتهامات توجه صراحة للرجل من خارج معسكر خصومه بل ومن شخصيات كانت مقربة منه، كالسياسي والكاتب عادل الأحمدي الذي فاجأ مقدم أحد برامج قناة 'سهيل' التابعة لجماعة الإخوان مطلع عام 2019م.

حيث رد الأحمدي على سؤال مقدم البرنامج عن تأخير الحسم العسكري، بأن سببه فساد وعبث وزير الدفاع المقدشي والنائب علي محسن الذي قال بأنه عرفه عن قرب خلال الحروب الست ضد جماعة الحوثي، مؤكداً بأن الرجلين 'بضاعة هزيمة وإثراء شخصي لم يتعودا على نصر أو حسم'.

ولعل الهجوم الأشرس ضد الرجل، جاء على لسان أمين عام التنظيم الناصري المحامي عبدالله نعمان في مؤتمر صحفي عقده في تعز في مارس من العام الماضي، انتقد فيه بشدة قرار هادي بتعيين الأحمر نائبا له، ووصف الأحمر بأنه 'تاجر الحروب وقائد للمجاميع الإرهابية وأن تاريخه مليء بالهزائم وعنوان للفشل وللاخفاق'، محذراً باستمرار الهزائم والنكسات العسكرية إذا ما استمر في المنصب.

توالي الهزائم مع بقاء الرجل في المنصب كما حذر منه أمين التنظيم الناصري، دفع إلى خروج الشهادة الأهم ضد فساد الرجل وعبثه ومن قلب منظومة الإخوان، فقد جاءت على لسان القيادي الإخواني البارز الحسن أبكر علي محافظ الجوف وقائد مقاومتها السابق قبل نحو شهر ومن على قناة 'المهرية' إحدى قنوات الإخوان الممولة من قطر.

أبكر هاجم وبشدة النائب علي محسن واتهمه صراحة بالتسبب في هزائم الشرعية العسكرية، وقال بأنه 'هو من دمر كل شيء'، وكشف قيامه بمحاربة كل من يسعى إلى تحرير اليمن من الحوثي ويبرز كشخصية قوية، والعمل ضد رئيس هيئة الأركان صغير بن عزيز وضد وزير الدفاع محمد المقدشي، مؤكداً بأن ذلك 'جزء من أطماعه الشخصية' وحرصه على بقاء منصبه وختم حديثه بالقول: 'علي محسن شهوته قتلتنا كبلد وكيمنيين'.