اخبار اليمن
موقع كل يوم -عدن الغد
نشر بتاريخ: ٢٩ تشرين الثاني ٢٠٢٢
ان تدمير اي مؤسسة حكومية لا يحتاج الى دبابات او طائرات او تهديد للموظفين ، بل يحتاج الى مسئول او مدير او موظف فاسد فقط ، لان تدمير مؤسسات الدولة و تاريخ وثقافة الامة على يد هؤلاء الفاسدين مضمون 100% .
في التاريخ اليمني يقال ان سكان مملكة سبأ لم يتوقعوا ان فأر سيدمر سد مارب ، وهكذا عندما يحدث شيء غير عادي في دولة ما على سبيل المثال : انعدام مادة البترول او انقطاع التيار الكهربائي على الصعيد الوطني ، فإن السؤال الأول الذي يتبادر إلى الذهن هو هل كان من الممكن توقع ذلك ومنعه ؟ ،فغالبًا ما يكون الـــ 'غير متوقع' متوقعًا ، إن لم يكن من قبل الجميع ، لقد تحدثوا وكتبوا وحذروا ، لكن الدولة لم تتفاعل مع هذه الإشارات و في هذه الحالة يقال إن مؤسسات الدولة 'لا تعمل' أي إن المسئولين فيها لا يستمعون إلى المواطنين ولا ينوون الاستجابة لإشارات المجتمع .
المستوى التعليمي للمسئول او المدير او القائد مهم للغاية ، كذلك مؤهلات الموظفين الذين تحت ادارتهم ليست أقل أهمية ، لكن اذا كنت في اليمن لا تتعجب اذا زرت إدارة في مؤسسة حكومية و وجدت ان بعض المسئولين والمدراء لا يحملون شهادات علمية او لديهم شهادات مزيفة وجميع الموظفين في الادارة يعلمون ذلك بما فيهم المسئول الاعلى للمؤسسة ، كذلك لا تتعجب ان عرفت ان بعض الموظفين يحصلون على رواتبهم بانتظام وعليهم انقطاعات عن الوظيفة لسنوات .
في المحافظات المحررة لا تسير الامور الادارية بالطريقة الصحيحة ، والسبب يعود الى سيطرة بعض الجهلة على مناصب عليا تم خصخصتها وتحويلها الى ملكية خاصة لهم لا يجوز الحديث عنها او الاقتراب منها ، يحيطون انفسهم بفريق من الاشخاص المفضلين ، وحتى تكسب ود هذا الكائن الغريب من البشر عليك ان تنضم الى فريق المطبلين له او مجابهة مجموعات تابعه له من الفاسدين والمستفيدين منه .
الاداريون الفاشلون يملئون مؤسسات الدولة بالرغم من عدم امتلاكهم لأي روئ مستقبلية ، وفوق هذا ينالون الترقية في الوظيفة من سرقة أفكار وإنجازات الاخرين ويتربحون منها ، لان مجهودهم و اهتماماتهم يتركز على النتائج المادية و مقياس النجاح لديهم هو الأرباح المالية ، يضعون قواعد عمل لا يحترموها هم انفسهم مثل الغياب و التأخير عن الدوام .
للأسف عملية تدمير ما تبقى من مؤسسات الدولة اليمنية من قبل بعض الفاسدين تتم بوعي و بغير وعي وهذا أعظم شر ، وبسبب هؤلاء التعساء اتضح أننا نتقدم حتى على افغانستان من حيث الفقر والتخلف والمرض .