زيارة طارق صالح إلى موسكو تثير هستيريا الحوثيين في صنعاء

أثارت زيارة العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح لموسكو، بدعوة رسمية من الحكومة الروسية، غضب مليشيا الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، حيث لجأت إلى شن حملة هستيرية، ضد قائد المقاومة الوطنية، عبر وسائلها الإعلامية وصفحات ناشطيها في منصات التواصل الاجتماعي.

وبدأت مليشيا الحوثي الحملة بمحاولة التقليل من أهمية الزيارة ولقاءات العميد طارق صالح ووفد المكتب السياسي للمقاومة الوطنية بالمسؤولين الروس، في موسكو العاصمة الثانية الأهم حول العالم.

وأثارت الزيارة ارتباكاً حوثياً ظهر في خطاب إعلامي متناقض، حيث سارعت إلى بث فيلم تسجيلي ضحل أطلقت عليه اسم 'جاسوس الموساد في اليمن'، أثارت فيه مزاعم عفى عليها الزمن، تعود لفترة حكم القاضي عبدالرحمن الإرياني، ثم الرئيس إبراهيم الحمدي، ثم حاولت ربطها بالرئيس الراحل علي عبدالله صالح، وإسقاطها على شخص العميد طارق صالح، ضمن حفلة الأكاذيب التي تعتمد عليها المليشيا لتشويه خصومها.

وبالتوازي، سارع ناشطو المليشيات في صفحات التواصل الاجتماعي إلى مهاجمة العميد طارق صالح وترويج ادعاءات ومزاعم، إضافة إلى كيل الشتائم والبذاءات ضد شخص قائد المقاومة الوطنية.

خطوة على طريق استعادة الدولة

في المقابل، رأى مواطنون يقيمون في صنعاء، الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية، أن زيارة العميد طارق صالح إلى موسكو تأتي في سياق تحرك مدروس يتناسب مع متطلبات الواقع والتعاطي مع المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية.

عاصم، وهو طالب في جامعة صنعاء، قال لنيوزيمن: الواضح أن طارق صالح يتحرك وفق برنامج مدروس يركز على استعادة دولة اليمنيين من قبضة مليشيا الحوثي، بدءاً بتأسيس قوات المقاومة الوطنية وخوضها معركة تحرير الساحل الغربي، وصولاً الى إعلان المكتب السياسي.

أما عزيز، وهو طالب في جامعة أهلية بصنعاء، فرأى خلال حديث لـ'نيوزيمن'، أن تحركات طارق صالح السياسية وزيارته لموسكو باكورة لنشاط خارجي ودبلوماسي يقدم نظرة المقاومة الوطنية للاعبين الدوليين والعواصم ذات التأثير في القرار الدولي والملف اليمني بشكل عام.

وأضاف، إن الزيارة تمثل محطة مهمة على صعيد صياغة رؤية وطنية حول قضية السلام ومستقبل اليمن بعيداً عن الفكر القديم والأداء الهزيل لحكومة الشرعية التي لم تنجح في الانتصار على الحوثي ميدانياً، ولا هي نجحت في هزيمته دبلوماسياً، رغم أن العالم يعترف بها وبشرعيته على عكس رؤيته للمليشيات الحوثية.

من ناحيته قال 'فتحي. ع'، وهو طالب جامعي، معلقاً على الزيارة: 'بغض النظر عن الاختلاف أو الاتفاق مع طارق صالح، إلا أن القراءة الفاحصة لأدائه العسكري والسياسي تؤكد أن الرجل يقدم نفسه كقائد شاب بنظرة ومشروع مختلف عن مشروع الشرعية الذي يرتبط بالماضي، ويتخندق في صف تحقيق مصالح شخصية وحزبية، ويقوض جهود هزيمة الحوثيين، أو الحل السياسي العادل الذي يستعيد الدولة اليمنية ومؤسساتها.