مفتاح عمر لموقع الأمة برس: ليبيا تمضى بخطى ثابتة لتحقيق شراكة استثمارية عالمية

- مؤتمر الاستثمار والتجارة في الجنوب سيحتضن 500 جهة استثمارية من مختلف دول العالم

- المستثمرون في طريقهم إلى ليبيا من الصين واستراليا وجنوب افريقيا ومصر وتونس والجزائر وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا وامريكا وكندا وبريطانيا

- الفرص الاقتصادية في افريقيا مركزها ليبيا و70% من ثروات ليبيا في الجنوب

- ليبيا دفعت تكلفة الصراع ولا مفترق طرق أمامها غير السلام والانتعاش الاقتصادي

في غضون الأيام القادمه يستقبل منتجع قمر الصحراء السياحي بجنوب ليبيا مؤسسات استثمارية ورجال أعمال في مؤتمر دولي هو الأول من نوعه في تاريخ البلاد.

في حوار مقتضب أجراه موقع الأمة برس عبر منصات التراسل الفوري، مع رئيس الجمعية العمومية لمصرف اليقين الليبي رئيس اللجنة التحضرية للمؤتمر السيد مفتاح عمر الذي أكد ان المؤتمر الدولي للاستثمار والتجارة في جنوب ليبيا يهدف الى استقطاب قرابة 480 مليار دولار الى مشاريع استثمارية تشمل قطاعات الطاقة المتجددة والتعدين والزراعة والتجارة الدولية والسياحة والاستثمار العقاري.

وتطرق مفتاح عمر إلى أهم أهداف ومحاور المؤتمر الذي تنظمه حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا خلال الفترة 10-12 من الشهر الجاري، وآفاق الاستثمار الأجنبي في ليبيا، وضماناته ومزايا الاستثمار وأهمية الشراكة الاستثمارية المحلية والدولية في البلاد.... الى التفاصيل.

لقاء/ محمد محمد إبراهيم

# # بداية استاذ مفتاح عمر. هلا وضعتم القارئ الاقتصادي المتخصص امام مؤشرات ليبيا الاقتصادية من حيث الثروات النفطية الغازية، الفرص الاستثمارية، المؤشرات الديموغرافية، القوة العاملة ؟

# بلا شك أن مؤشرات ليبيا الاقتصادية من الثروات البشرية والطبيعية مشجعة ومحفز للرساميل المحلية والعالمية، فعلى صعيد الثروات النفطية والغازية، تعد ليبيا البلد الثاني في افريقيا بعد نيجيريا، من حيث الكميات المكتشفة، لكن هذا المعطى لا يعني أن تضل ليبيا معتمدة على النفط والغاز كمصدر ايرادي من العملات الصعبة وبنسبة 95% من مصادر الدخل في البلاد، بل سيكون هذا المعطى سببا لدفعنا نحو قلب معادلة مصادر الدخل عبر تنويع الاستثمار، وتبعا لذلك فإن المؤتمر الدولي للاستثمار والتجارة الذي نحضر لانعقاده، يسعى لمرحلة ما بعد النفط لان العالم فعليا يتجه إلى بدائل للنفط تحت ضغط توقعات الدراسات العلمية والاقتصادية بنضوبه في قادم السنين.

تنويع مصادر الدخل

# # في هذا الاتجاه، ما هي أهداف ليبيا من إقامة المؤتمر الدولي للاستثمار والتجارة .. ؟

# إقامة ليبيا للمؤتمر الدولي للاستثمار والتجارة تحت شعار 'نحو الجنوب' يأتي في سياق توجه الدولة نحو وضع اللبنات الأولى والأكثر أهمية لتغيير معادلة مصادر الدخل وبدلا من أن يظل النفط متربعا على عرش مصادر الدخل الوطني، سيصبح إن شاء الله مع قادم الأيام المصدر السادس أو السابع للدخل بل ويمكن الاستغناء عنه كليا، ولكن شريطة انعاش بيئة الاستثمار وتنويع الموارد عبر مشاريع استثمارية نوعية وكبرى ناهضة بالبلد سيتبنى المؤتمر الإعلان عنها.

وتبعا لذلك.. فالمؤتمر يهدف إلى أن يكون الدخل الوطني مرتكزا أكثر على الاستثمار في قطاع الخدمات بدلا من استنزاف الثروات الطبيعية والفرص الاقتصادية في مجال الخدمات السياحية والطاقة الشمسية والرياح وتجارة العبور والاستثمار العقاري اما من حيث القوة العاملة فإن المشروع سيوفر فرص اقتصادية لكل العمالة الوطنية والعمالة الوافدة من دول الجوار مما يشكل عامل نهوض واستقرار في منطقة شمال افريقيا ويتعداها إلى كثير من دول العالم وبذلك يشكل المشروع إضافة كبيره إلى الاقتصاد الوطني والإقليمي والدولي.

# برأيكم ما هي العوامل التي تؤملون عبرها ضمان نجاح البيئة الاستثمارية ؟

# عوامل نجاح البيئة الاستثمارية ليبيا صارت واضح بعد أن اقتنع الجميع، أن لا جدوى من الصراع والحروب المدمرة، وبالتالي فأن أهم عوامل النجاح متوفرة في الجدية والمصداقية إلى جانب الفرص الاقتصادية والاستثمارية التي لا تزال بكرا في ليبيا خاصة في جنوب البلاد، مقابل هشاشة التحديات والسلبيات أمام عزائم قيادة البلاد في تذليل الصعوبات أمام كل ما من شأن النهضة الاقتصادية والاستثمارية، في شتى المجالات.

توقيت المؤتمر

# # لماذا تم توقيت المؤتمر في الظرف الزمني. فهل ليبيا على مفترق طرق، بالنسبة لخيارات السلام التي تمثل حجر الاساس بالنسبة لبيئة الاستثمار؟

# لا مفترق طرق أمام ليبيا بل امامها طريق واحد وهو الاستقرار والنجاح ومن أراد غير ذلك محلى أو دولي مصيره الفشل والخسارة ومن أراد مشاركة ليبيا نجاحاتها فسيكون هو الرابح محلى أو دولي ومن يأتي مبكرا سيكون الناجح الأكبر.. ليبيا دفعت كلفة الصراعات وبما يقارب، 174 مليار دولار منذ 2011 وفق إحصاءات صندوق النقد الدولي، الذي توقع أن تتصاعد التكلفة الى قرابة 313 مليار دولار أمريكي اذا استمر الصراع ليشمل الفترة 2011-2025م. وبالتالي لا مجال للاستمرار في دوامات الصراع والإفناء المجاني، فقد آن الأوان أن يحل السلام، وقد بدأت بشائره، في التعافي التدريجي للاقتصاد الليبي بالتزامن مع الخطوات المُتخذة على المسار السياسي، وهذا بشهادة تقارير المؤسسات الدولية، التي من بينها صندوق النقد الدولي.. ومن هذه المحددات يعد مؤتمر الاستثمار والتجارة الذي يأتي هذه المرة تحت شعار 'نحو الجنوب' نقطة تحول هامة في المنطقة الاستثمارية الجنوبية للبلاد.

# # بالإشارة الى شعار المؤتمر الدولي للاستثمار والتجارة الذي سيعقد تحت شعار نحو الجنوب لماذا الجنوب..؟

# ليبيا بصفة عامة تمثل أكبر كتلة اقتصادية في العالم من حيث الثروات الطبيعية والفرص الاقتصادية، وجنوب ليبيا بالذات يمثل 70% من هذه الثروات الاقتصادية والفرص الاستثمارية، كما أن خارطة الاستثمار في البلاد، كما قسمتها الهيئة العامة للاستثمار توزع الى أربع مناطق جغرافية هي: المنطقة الاستثمارية الشمالية، والمنطقة الوسطى، والمنطقة الجنوبية.

شركات عالمية

# # بناء على ما سبق.. حتى اللحظة ما هي الشركات العالمية التي أكدت مشاركتها في المؤتمر..؟

# من أهم أهداف المؤتمر تعزيز الشراكات الاستثمارية الدولية في جنوب ليبيا، وبالتالي فقد ركزت عملية الترويج للمؤتمر على الرساميل المحلية والأجنبية من مختلف دول العالم، وتبعا لذلك فإن الشركات العالمية التي أكدت مشاركتها في المؤتمر شركات من كل من: الصين وأستراليا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا وأمريكا وكندا ومصر وتونس والامارات المتحده، إلى جانب عدد كبير من الشركات المحلية.

مزايا الاستثمار

# # ما هي المزايا التنافسية في بيئة جنوب ليبيا الاستثمارية وما الذي سيضيفه المؤتمر ؟

# ما سيضيفه المؤتمر هو الإعلان العملي لمزيد من الإصلاحات التشريعية التي ستعزز المزايا القائمة في منظومة القوانين وبما يضمن تبسيط إجراءات الاستثمار عبر الشباك الموحد أو ما يعرف في مضمار حوكمة الشركات بـ (النافذة الواحدة)، إلى جانب المزايا الأكثر أهمية والمتمثلة في الإعفاءات التي تمنحها الدولة لأي مشروع استثماري خاضع لأحكام القانون رقم (9) 2010 بالإعفاءات المتعددة التي تشمل إعفاء الآلات والمعدات والأجهزة اللازمة لتنفيذ المشروع من كافة الضرائب والرسوم الجمركية ورسوم خدمات التوريد وغيرها، بالإضافة الى إعفاء التجهيزات وقطع الغيار ووسائل النقل والأثاث والمستلزمات والمواد الأولية ومواد الدعاية والإعلان ذات العلاقة بتشغيل وإدارة المشروع لمدة خمس سنوات من كافة الرسوم والضرائب أياً كان نوعها أو مصدرها.. وهناك قائمة طويلة من الإعفاءات المعلن عنها من قبل هيئة الاستثمار الليبية.

# # ماذا عن حجم الرساميل المتوقع استقطابها عبر المؤتمر..؟ وما هي اهم المشاريع التي ستعلن في المؤتمر.. ؟

# من المتوقع أن يستقطب المؤتمر قرابة 480 مليار دولار، تتوزع على مشروعات استثمارية عملاقة ستعرض في المؤتمر ومن أهم تلك المشاريع: مشروع الطاقة الاستراتيجي، حيث يمكن إضاءة العالم من ليبيا من الطاقة المتجددة والديزل والطاقة النووية فبناء على تقرير من شركات المانية، فإن 8% من الطاقة الشمسية في ليبيا ستكفى احتياج اوروبا من الكهرباء، وأن 20% من الطافة المنتجة الرياح بإمكانها ان تغطي ذلك الاحتياج، كما تجدر الإشارة إلى ليبيا تملك مناجم يورانيوم من أجود المناجم عالميا إضافة للمساحات اللازمة لهذه الاستثمارات، كما أن هناك سلسلة مشاريع ستعرض في المجالات الزراعية والصناعات المختلفة، والسياحة والمجال العقاري.

# # على صعيد نشوء التكتلات الاقتصادية الدولية، ما الدور الذي ستلعبه ليبيا حاضرا ومستقبلا في تشكيل تكتل افريقي متوسطي جديد، على ضوء اهداف المؤتمر؟

# على صعيد نشوء التكتلات الاقتصادية الدولية الفرص الاقتصادية في شمال افريقيا لامثيل لها عالميا وليبيا جغرافيا واقتصاديا تعد ليبيا مركز شمال افريقيا ونهدف من خلال مشروع المؤتمر إلى جمع الجهود الدولية وخلق تعاون دولي بدلا من صراع دولي حتى يستطيع العالم مجتمعا النهوض بالمنطقة وتسخير ثرواتها وفرصها الاقتصادية لمصلحة المنطقة والعالم لأننا نحتاج تكتل عالمي لتغطية احتياجات كل محور من محاور المؤتمر المفتوحة على الطاقة والتعدين والزراعة والسياحة وتجارة العبور، حيث يمكن لهذا المصطلح أخذ منهجه الحقيقي من خلال هذا المشروع، بالإضافة إلى الاستثمار العقاري، وغيرها من القطاعات الاستثمارية التي ستشكل قاعدة صلبة لشراكة دولية وتكتل عالمي جديد المنطقة التي تتوسط قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا.

الأهم في سياق الحديث عن نشوء تكتل دولي قاعدته الاستثمار أن المؤتمر يأتي تلبية للمطالبات المتعددة من قبل المؤسسات دولية، الطامحة لإقامة هذه المشروعات ووفق الفرص الاستثمارية المتوفرة في ليبيا، والتي لا تحتاج الى دعايات وحملات ترويج دولية، كونها واضحة وسهلة الوصول إليها من مختلف الشركات العالمية والمستثمرين الطموحين.

ضمان الاستثمار

# # ما ابرز الضمانات التي تطمئنون بها الشركات والرساميل العالمية للدخول في هذه المشاريع الاستثمارية.. أو بالأخرى ما هي ضمانات الاستثمار الأجنبي في ليبيا ؟

# الضمانات والتامين للاستثمار الأجنبي متوفرة ومحمية بالقوانين، حيث يضمن قانون الاستثمار الأجنبي رقم 9/2010 عدم تعدى الدولة على املاك المستثمر او مصادرتها او منع تحويل ارباحه إلى خارج الدولة وكذلك تحويل رأسماله إذا لم يستطيع مباشر العمل في المشروع اما المخاطر فستكون لها شركة تامين خاصة بتامين الاستثمارات الأجنبية وستقوم بإعادة التامين لدى شركة إعادة تامين عالمية