اخبار اليمن
موقع كل يوم -سبأ نت
نشر بتاريخ: ١٩ تموز ٢٠٢٥
الحديدة - سبأ :
نظّم قطاع الإرشاد ووحدة العلماء والمتعلمين بمربع مدينة الحديدة، اليوم، ندوة ثقافية بذكرى استشهاد حليف القرآن الإمام زيد عليه السلام، بعنوان 'من أحب الحياة عاش ذليلاً'.
وفي الافتتاح، اعتبر وكيل أول المحافظة، أحمد البشري، ذكرى استشهاد الإمام زيد محطة تاريخية وإيمانية تعيد إحياء قيم الثورة والكرامة والوقوف في وجه الطغاة، مشيرا إلى أهمية إحياء هذه المناسبة لاستلهام دروس المواجهة والثبات على الموقف، لا سيما في ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم ابادة.
وأشار إلى أن خروج الإمام زيد في زمن الصمت مثل صرخة في وجه الظلم، وهو ما يسير عليه الشعب اليمني اليوم في معركته التحررية ضد طغاة العصر مستلهمين الدروس والعبر من سيرة الإمام زيد في العزة والإباء، وربط هذا الوعي بالقضية الفلسطينية كأولوية دينية وأخلاقية.
ولفت البشري، إلى تزامن الندوة مع حملة 'طوفان الأقصى' ليؤكد وحدة الموقف والمصير، ويجسد ارتباط اليمنيين بالقضايا المركزية للأمة، وفي مقدمتها القدس وفلسطين.
وفي الندوة التي حضرها وكيلا المحافظة محمد حليصي، وعلي الكباري، أوضح مسؤول قطاع الإرشاد عبد الرحمن الورفي أن الإمام زيد لم يكن مجرد ثائر، بل صاحب مشروع نهضوي قائم على كتاب الله ومواجهة الانحراف، واستشهاده مثل ثمرة لموقف نابع من بصيرة إيمانية وشجاعة قلّ نظيرها.
وأشار إلى أن احياء ذكرى استشهاد الأمام زيد لا تمثل مناسبة تأريخية فحسب، بل فرصة لإعادة توجيه البوصلة نحو قضايا الأمة الكبرى، وعلى رأسها قضية فلسطين.
وركز المتحدثون في الندوة من خلال ثلاثة محاور على الجوانب الفكرية والتاريخية والشرعية المرتبطة بثورة الإمام زيد عليه السلام، وأثرها على مسار الأمة، ودلالاتها العميقة في سياق الصراع بين الحق والباطل، خاصة في ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني اليوم من عدوان متواصل، وارتباط هذا الوعي الثوري بمعركة التحرر في غزة.
واستعرض المحور الأول للشيخ محمد الوافي الخلفية التاريخية والفكرية لثورة الإمام زيد، مؤكدا انطلاقتها من رؤية قرآنية واضحة، ووعي عميق بواقع الأمة آنذاك، حيث كان الإمام زيد صوتا للحق في وجه الطغيان الأموي، ومجسدًا لمنهجية التحرك الواعي في مواجهة الانحراف السياسي والديني.
فيما تناول الشيخ محمد درويش في المحور الثاني الأبعاد السياسية والاجتماعية في حركة الإمام زيد، موضحا أن خروجه لم يكن حالة تمرد معزولة، بل موقفًا إصلاحيًا نابعًا من فهم شامل للواقع، وحرصا على تجسيد مبدأ العدل، وإحياء قيم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في وقت ساد فيه الظلم والخنوع.
وتطرق المحور الثالث، للشيخ علي عضابي إلى البعد الفقهي والجهادي في نهج الإمام زيد، مؤكدا على مركزية الجهاد في مشروعه، ورفضه لمفاهيم التعايش مع الظلم أو التحالف مع الباطل، وتأكيده على مسؤولية العالم في نصرة الحق، مشيرا إلى أن فقه الإمام زيد كان منطلقا نحو العمل لا التنظير، وثورته كانت ترجمة عملية لهذا الفقه الأصيل.
حضر الندوة، عدد من العلماء والتربويين والشخصيات الاجتماعية.
إكــس