محمد بن زايد.. قائد يستشرف المستقبل

بقلم: د. علي بن تميم

تخطو دولة الإمارات خطوة جديدة في مسيرتها التنموية والحضارية مع انتخاب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيّان «حفظه الله»، رئيساً للدولة من قبل المجلس الأعلى للاتحاد. إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، خيرُ خلفٍ لخيرِ سلف، وفي ظل قيادته الحكيمة ستظل راية الاتحاد عالية خفاقة، تزهو وتتألق في كلّ محفل، تُعرّفُ بدولة متقدمة ومزدهرة بأبنائها، أصيلة بقيمها ومبادئها وتراثها الثقافيّ والفكريّ، تقدّم عطاءها السخيّ بيدها البيضاء، وتقف مع الإنسان أينما وجد، مواصلة رسالتها الحضارية منارة للشرق، ونموذجاً عالمياً يقتدى به في التقدّم والتطور بمختلف المجالات.

وكلّنا يقين وثقة بأن مسيرة البناء والازدهار ستتواصل في ظلّ قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ورؤيته التي تستشرف المستقبل، فما بناه الأجداد من أسس وثوابت هو ركيزته الأساسية للمضيّ قدماً في تكريس كل ذلك الإرث والبناء عليه للنهوض بحاضر ومستقبل الوطن وأبنائه.

لقد عرف العالم بأسره صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيّان رئيس الدولة، قائداً وعضداً أميناً أثناء فترة تولّي سموه ولاية العهد في إمارة أبوظبي، لنمضي الآن خلف قيادة حكيمة وفذة تستكمل مسيرة البناء والتشييد والارتقاء بدولة حققت ريادتها عبر ثروتها الأهم، وهي أبناؤها وبناتها الذين يسطّرون كلّ يوم أسمى المنجزات في مختلف الميادين.

درب التطور والازدهار

ظلّت دولة الإمارات العربية المتحدة بفضل رؤية حكيمة من قيادة على رأسها اليوم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيّان رئيس الدولة «حفظه الله»، تسير في درب التطوّر والازدهار بخطوات واثقة، مستثمرة مختلف المقدرات التي تسهم في الارتقاء بحاضر ومستقبل الدولة وشعب الإمارات، وحيث أهمّ استثمار هو الاستثمار في الإنسان الذي وفّرت له القيادة الحكيمة كلّ متطلبات البناء حتى بات اليوم عنصراً فاعلاً في شتى القطاعات، وكلّ ذلك لم يكن ليتحقق من دون بنية تحتية قويّة من التعليم والتوعية والثقافة التي شكّلت منهجاً، وأثمرت وعياً راسخاً وأصيلاً بالنسبة لجميع أفراد المجتمع الذين آمنوا بأن الحفاظ على موروثهم وتاريخهم وحضارتهم هو حفاظ على هوية وطنية تميّزهم، وترفع من شأنهم، ولطالما كان صاحب السمو رئيس الدولة خير داعم ومُحفز للثقافة والمثقفين، فقد أولى جلّ الاهتمام لهذا المجال، وكانت رعايته الكريمة حاضرة دائماً لأهمّ الأحداث والفعاليات الثقافية، لإيمانه بقيمتها، وها هي الثقافة اليوم واحداً من أبرز القطاعات الفاعلة التي تحاور دولتنا بها العالم بأسره على قاعدة من الفهم المشترك والتلاقي الفكري والمعرفي والإبداع.

ولطالما حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة «حفظه الله» على المتابعة والإشراف المباشر على أهم الأحداث الثقافية التي تقام في إمارة أبوظبي، مثل معرض أبوظبي الدولي للكتاب، والعين للكتاب، والظفرة للكتاب، وغيرها، كما تابع سموه وبشكل حثيث أهم الجوائز الثقافية والأدبية مثل جائزة الشيخ زايد للكتاب التي تمنح سنوياً للمبدعين من مفكرين وناشرين وشباب، نظراً لمساهماتهم الملموسة في مجالات التأليف والأدب والنقد والدراسات والعلوم الإنسانية والترجمة، وغيرها، حيث ساهم دعم سموه في تعزيز حضور الجائزة بشكل أكبر، فهي تجسّد اليوم حالة رمزية بين الجوائز، ولها تأثيرها الواضح في إثراء ودعم الحياة الثقافية والأدبية والاجتماعية، إقليمياً وعالمياً.

تعزيز الواقع الثقافي

لم يقتصر دعم سموه على جائزة الشيخ زايد للكتاب وحسب، بل شمل العديد من المشاريع والمبادرات ومن أبرزها مشروع «كلمة» للترجمة، الذي يهدف إلى إحياء حركة الترجمة في العالم العربي ودعم الجهود الثقافية التي تشهدها إمارة أبوظبي، ويعدّ من أهم مشاريع الترجمة في العالم العربي، حيث ساهم في نقل العديد من الأعمال ضمن حقول العلوم الطبيعية والإنسانية، والأدب العالمي من روايات وأدب طفل، إلى اللغة العربية ونشرها، ليصل عدد الكتب المطروحة عبر المنصة الخاصة به إلى أكثر من 1100 كتاب مترجم عن أكثر من 18 لغة. وكلّ ذلك يعكس حرص سموه على تعزيز الواقع الثقافي والارتقاء بكلّ ما يسهم في نقل العلوم الثقافية وجماليات الفنون من وإلى اللغة العربية ليتسنى للحضارات والشعوب التعرّف عليها عن قرب أكثر، كما ساهم وجود هيئات متخصصة بالثقافة في وضع الإمارة والدولة ضمن مكانة متقدّمة للعمل الثقافي إقليمياً وعالمياً، وإلى جانب ذلك حرص سموه على دعم المثقفين والمبدعين ومساندة حراك الترجمة والنشر، حيث لطالما دعم بسخاء هذه القطاعات لإيمانه بالدور الذي تلعبه وأثرها في تنمية الواقع الثقافي.

كما كان وما زال صاحب السمو رئيس الدولة متابعاً وداعماً للعديد من البرامج والفعاليات الثقافية التي تصبّ في مصلحة الارتقاء بواقع اللغة العربية والتعريف بالثقافتين العربية والخليجية على نطاقات أوسع، مثل برنامج «أمير الشعراء»، حيث كان سموه سبّاقاً في تحفيز الحراك الشعري في المشهد العربي، وتشجيع ودعم القائمين عليه لمواصلة جهودهم المثمرة في المجال. كما أولى سموه برنامج «شاعر المليون» الذي يعتبر منبراً مثالياً للتعريف بأهمية ومكانة الشعر النبطي وخصوصيته، رعاية كريمة حيث كان سموه يحرص على حضوره ومتابعته بشكل شخصي، وتكريم الشعراء والاحتفاء بهم، إلى جانب دعمه المتواصل لمركز أبوظبي للغة العربية منذ انطلاقته وحتى اليوم، إذ لطالما آمن سموّه بأن المحافظة على اللغة العربية هي حفاظ على الهوية العربية، وصونٌ لإرث أصيل لا يقدّر بثمن.

تمكين اللغة العربية

لقد آمن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيّان رئيس الدولة «حفظه الله» بضرورة الاهتمام الكبير والنوعي بالثقافة وجعلها ممارسة يومية لدى جميع أفراد المجتمع، ووجه مختلف الجهات والمؤسسات المحلية بأهمية الاعتناء باللغة العربية والمحافظة على الهوية الوطنية التي تعدّ لغة الضاد أحد أركانها الأصيلة، ليقينه بأن الخصوصية الوطنية لدولة الإمارات واحدة من أسمى الثروات التي يمتلكها ويفاخر بها العالم، ولهذا حرص سموه على إبقاء العمل الثقافي متواصلاً ويخدم مختلف التوجهات ويتلاقى مع العديد من رؤى البناء والتطور الذي نشهد آثاره وإنجازاته على أرض الواقع، كما أن رؤية سموه المستقبلية تجاه الثقافة ودعم الكتاب وتعزيز وتمكين حضور اللغة العربية في تفاصيل الحياة اليومية لدى مجتمعنا المحلي والعربي، يجعلنا على يقين دائم بأن القادم من الأيام سيشهد المزيد من التطورات فيما يتعلّق بالحراك الثقافي الذي بات اليوم قوّة ناعمة وبوابة تلاق وتعارف بين دولتنا والعالم أجمع.

وكلنا إيمان وثقة عالية بأن سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» سيواصل ما بدأه الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيّان «طيّب الله ثراه» من مسيرة بناء صارت نموذجاً لجميع الدول حول العالم، ودولة مزدهرة بقيادتها وأبنائها، ذاتُ إرثٍ كبير من الثقافة والفكر النبيل. سدد الله خطى صاحب السمو رئيس الدولة بالتوفيق والنجاح لكل ما فيه مصلحة وخير شعب الإمارات العربية المتحدة، ونجدد عهدنا له بالولاء والسمع والطاعة للعمل على نحو متصل لخدمة الوطن، وتعزيز هويته الثقافية في جميع المحافل العربية والعالمية.