فنادق الصومال.. "مطمع" الإرهاب يفتح شهية التساؤلات

تم تحديثه الإثنين 2022/11/28 02:24 م بتوقيت أبوظبي

حين تلج إلى الموقع الإلكتروني لفندق 'فيلا روزا' في مقديشو، يخبرك بأنه أكثر الأماكن 'أمنا' في العاصمة الصومالية مقديشو.

لكن الفندق الذي يقول إنه يتمتع بأجهزة كشف عن المعادن، لم يحمه سوره العالي ولا موقعه الاستراتيجي شديد التحصين من هجوم مسلح شنّه مسلحو حركة الشباب الإرهابية منذ ساعات أمس الأحد وما زال متواصلا حتى اليوم الإثنين.

ولاتزال صورة الهجوم على الفندق المخصص للمسافرين من رجال الأعمال والمنظمات الدولية العاملة في الصومال والدبلوماسيين الدوليين، لم تكتمل الأركان مع استمرار الاشتباكات بين القوات الصومالية ومسلحي الحركة.

وكثيرا ما يلجأ مسؤولون حكوميون إلى فندق 'فلا روزا' لعقد اجتماعاتهم.

هجمات الفنادق..رسائل وتساؤلات

هجمات فنادق في مناطق شديدة التحصين، يُراد منها من قبل الحركة الإرهابية- بحسب مراقبين، تمرير رسائل بأنها قادرة على ضرب أي مكان تريده حتى في الأماكن الأكثر تحصينا.

فالوصول إلى موقع 'فيلا روزا' يحتاج إلى تجاوز أكثر من حاجز أمني للحرس الجمهوري والمخابرات والقوات الأفريقية.

اختراقٌ يثير تساؤلات حول كيفية تجاوز هؤلاء الإرهابيين تلك الحواجز ووصولهم إلى المكان.

وتتزامن الهجمات المتصاعدة لـ'الشباب' أيضا مع طلب الصومال مؤخرا من مجلس الأمن والسلم الأفريقي، تمديد المرحلة الأولى من انسحاب قوات 'أتميس'.

وفي بيان صادر عن المجلس التابع للاتحاد الأفريقي، الخميس الماضي، جاء أنه 'تم تمديد المرحلة الأولى من عملية أتميس حتى 30 يونيو/حزيران 2023، وذلك بطلب من الحكومة الصومالية'.

ومنذ تشكيلها، واجهت بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية مخاطر أمنية وسياسية كبيرة تمثلت في عودة أنشطة حركة الشباب، وضعف قطاع الأمن القومي، وأزمة انتخابية طال أمدها قبل فك عقدتها لاحقا.

ويرى مراقبون أن طلب الصومال يكمن في حاجته لتواجد أكبر لهذه القوة الأفريقية التي تشكلت بإجماع من مجلس الأمن الدولي في أبريل/نيسان الماضي، في الوقت الذي يشدد فيه قضبته على الحركة في مناطق متفرقة بالبلاد.

الفنادق تفتح شهية 'الشباب'

كانت ليلة التاسع عشر من أغسطس/آب الماضي، حالكة الظلام في مقديشو، فحولت جدران 'الحياة' إلى أطلال موت فاحت رائحته في طوابقه الأربعة.

في ذلك اليوم، بالكاد أنهى نزلاء فندق الحياة صلاتهم الأخيرة واستقروا لتناول القهوة أو الشاي أو العشاء، حتى بدأت حمم الجحيم تتطاير في المكان الواقع في منطقة شديدة التحصين بالقرب من المطار الدولى والمكاتب الحكومية.

الفنادق كما يقولون في الصومال هي 'ملاجئ' في مقديشو، لكنها مستهدفة أيضا حيث شنت حركة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي، منذ سنوات هجمات عليها، بدءا بتفجيرات استمرت لساعات.

وهو ما حصل مع فندق 'الحياة' الذي تعرض لـ35 ساعة من الحصار المسلح الذي أوقع 21 قتيلا وعشرات الإصابات، في هجوم سرعان ما بات نقطة تحول بالنسبة للدولة الواقعة في القرن الأفريقي وسعيها إلى مزيد من الأمن.

كان الهجوم نافذة على عقلية الشباب اليوم وكيف تحولت إلى حركة أكثر قتامة ودموية، كون الفندق متواضع ومعظم زبائنه من المواطنين العاديين، على عكس فنادق المسؤولين الكبار.

في الأيام التي سبقت ما جرى، تعهد الرئيس الجديد حسن شيخ محمود بشن هجوم على حركة الشباب لطردها من الأجزاء الكبيرة من الصومال التي تسيطر عليها منذ سنوات.

وفي خطاب له حينها، وصف الرئيس الصومالي حركة الشباب بأنها 'مثل أفعى مميتة في ملابسك، وأنه لا يوجد حل سوى قتله قبل أن يقتلك'.

والشهر الماضي، ناشد الصومال على لسان رئيسه المجتمع الدولي، بتقديم المساعدة للمصابين في هجوم مزدوج بسيارتين مفخختين أسفر عن مقتل 116 شخصا وأصاب العشرات، في هجوم هو الأكثر دموية منذ خمس سنوات في هذا البلد الأفريقي.

وقبل 'الحياة' تعرضت فنادق كثيرة في العاصمة مقديشو، لهجمات على مدار سنوات مضت، موقعة مئات القتلى والجرحى.

ففي فبراير/شباط 2018، تبنت حركة الشباب هجوما استهدف القصر الرئاسي وفندقا في العاصمة، وأسفر عن مقتل 38 شخصا على الأقل.

وفي العام الذي سبقه، كان فندقا 'داياه' و'ناسا هابلود' على موعد مع أربع سيارات مفخخة أسفرت عن مقتل 28 شخصا في الأول و27 في الثاني.