اقتصاديون: نظام مواعيد العمل يرسخ مكانة الدولة مركزاً اقتصادياً عالمياً ويجذب آلاف الشركات الأجنبية

المصدر: متابعة - القسم الاقتصادي

أكد خبراء واقتصاديون أن النظام الجديد لمواعيد العمل الأسبوعي لحكومة الإمارات، المقرر تنفيذه من الأول من يناير 2022 يحقق الالتحام الزمني والانسجام مع الأسواق العالمية، معززاً تنافسية الدولة في الاقتصاد وقطاع الأعمال، وسيكون القطاع المالي والتعاملات التجارية والطاقة في صدارة المستفيدين، مشيرين إلى أن نظام العمل الجديد لموظفي حكومة الإمارات يعد تجربة جديدة سترقبها دول المنطقة لتستفيد من نتائجها، متوقعين أن يحقق هذا التوجه عدة فوائد، وأبرزها زيادة جاذبية الاستثمار الأجنبي، وتحسين الميزان التجاري، وزيادة النمو الاقتصادي، وترسيخ مكانة الإمارات على الخريطة الاقتصادية العالمية، وتنشيط السياحة الداخلية.

وقال الخبراء إن اعتماد حكومة الإمارات النظام الجديد للعمل الأسبوعي للقطاع الحكومي الاتحادي بالدولة يسهم في زيادة ارتباط اقتصاد الإمارات بالاقتصاد العالمي بما يعزز من مكانة الدولة الريادية بحسبانها مركزاً اقتصادياً عالمياً.

أكبر المستفيدين

وقال محمد المطوع رئيس مجلس إدارة شركة «الوليد الاستثمارية»، إن القرار جيد ويتواءم مع المتطلبات العالمية ويعزز التنافسية، متوقعاً أن يكون القطاع المالي والتجاري أكبر المستفيدين من هذا النظام.

وأضاف المطوع: إن الإمارات سباقة في تطبيق أفضل الأنظمة والمعايير التي تنعكس على النمو الاقتصادي، موضحاً أن النظام الجديد تجربة جديدة على المنطقة، ومع ثبوت نجاحها سيكون هناك دول أخرى تسير على خطى الإمارات نفسها في هذا الشأن.

وأكد أهمية النظام الجديد في تعزيز جاذبية الاستثمار الأجنبي والتحسن الاقتصادي مع هيكلة آليات العمل بما يتوافق مع أفضل المعايير الدولية.

وذكر المطوع أن توحيد صلاة الجمعة أمر جيد جداً، مطالباً بتطبيق التوقيت الشتوي والصيفي في الدولة، للتوافق مع النظام العالمي المتبع في هذا الشأن.

بيئة أكثر إنتاجية

وقال وليد الزرعوني، رئيس مجلس إدارة شركة دبليو كابيتال، إن نظام العمل الجديد يوفر بيئة أكثر إنتاجية لموظفي الدولة مع توفير سبل الراحة كافة وتمديد العطلة لتصبح يومين ونصف يوم.

وأضاف الزرعوني: إن الإمارات عودتنا على المبادرات الناجحة التي تخدم الوضع الاقتصادي والمالي، موضحاً أن الأسواق المالية ستكون أكثر استجابة للأسواق العالمية وتتفاعل معها بشكل لحظي.

وأكد أن ذلك يعزز مكانة الإمارات على الصعيد العالمي ضمن أفضل الوجهات الاقتصادية الداعمة لإطلاق نشاط جديد، بما ينعكس على كافة القطاعات في الدولة.

تنافسية عالمية

قال شريف بشارة، المدير التنفيذي لمجموعة محمد وعبيد الملا، إن النظام الجديد للعمل في الدولة جاء في توقيت مهم جداً بما يسهم في تعزيز مكانة الإمارات ضمن مؤشرات التنافسية العالمية، خصوصاً في القطاعات الاقتصادية بما يرسخ مكانة الدولة وجهة موثوقة للأعمال، إذ يسهم النظام في المواءمة مع الاقتصادات العالمية والتعاملات البنكية العالمية.

وأوضح بشارة أن النظام الجديد يسهم في تعزيز مكانة الدولة وموقعها الاستراتيجي في الاقتصاد العالمي، حيث سيساعد النظام على تطابق أيام التعاملات التجارية والاقتصادية والمالية مع الدول الأجنبية التي تعتمد العطلة الأسبوعية يومي السبت والأحد، بما يسهم في اندماج الاقتصاد الوطني مع مختلف الاقتصادات المتقدمة، وكذلك الأسواق والبورصات العالمية، مشيراً إلى أن النظام يتسم بالمرونة ويسمح بتطبيق ساعات الدوام المرنة ونظام العمل عن بعد يوم الجمعة بما يناسب أوضاع الموظفين العاملين في الدولة.

مرونة عالية

وقال محمد كرم، مدير أول تطوير الأعمال في الشرق الأوسط وأفريقيا لدى «إنسينكراتور»، إن هذه الخطوة تأتي ضمن العديد من الخطوات المهمة التي اتخذتها القيادة الرشيدة في الدولة استجابة للواقع الجديد ومتطلبات سوق العمل العالمية بما يعكس المرونة العالية والقدرة على مجابهة التحديات بما يرسخ مكانة الدولة على الساحة العالمية.

وأشار كرم إلى أن النظام الجديد يتسم بالمرونة ويسمح بتطبيق ساعات الدوام المرنة ونظام العمل عن بعد يوم الجمعة بما يتماشى مع التغييرات التي أحدثتها جائحة «كوفيد 19» في طريقة ممارسة الأعمال وخلق واقع جديد يعرف ببيئة العمل المختلطة التي تدمج ما بين العمل من المنزل والمكتب، مشيراً إلى أن ‏وجود بنية تحتية قوية وشبكة اتصال متطورة في الدولة سيساعد ‏الأفراد والشركات على العمل من أي مكان بصورة آمنة ومستدامة.

جذب الشركات

من جانبه، قال أيمن يوسف، نائب رئيس شركة «كولدويل بانكر»، إن اتخاذ هذه الخطوة سيشجع المزيد من الشركات العالمية على تأسيس أعمالها في دولة الإمارات، حيث تتوافق عطلة نهاية الأسبوع، وهي السبت والأحد، مع غالبية الأسواق العالمية.

وتوقع يوسف أن يسهم النظام الجديد في جذب آلاف من الشركات الأجنبية لتأسيس أعمالها في الإمارات، حيث ستتزامن عطلتهم في الإمارات مع عطلتهم في دولهم، وأيضاً أيام العمل مع أنشطتهم على الصعيد العالمي.

توقيت مناسب

من جهته، قال فراس المسدي الرئيس التنفيذي لشركة «إف. إي. إم» العقارية، إن نظام العمل الجديد سيكون جاذباً للمستثمرين من الخارج، خصوصاً القادمين من أوروبا وأمريكا، لأنهم معتادون على هذا النظام في أعمالهم واستثماراتهم.

وأضاف: إن القرار يأتي في توقيت مناسب وجيد بما يتماشى مع الاقتصاديات العالمية، متوقعاً أن يسهم في تحقيق المزيد من الفرص الجيدة لدولة الإمارات بما يعزز ويسهم في زيادة الزخم الاقتصادي.

تعزيز الإنتاجية

وقال نيتين أغاروال، رئيس منصة هاندرد، إن هذه الخطوة المعلنة من قبل حكومة دبي ستعمل على تعزيز الإنتاجية للشركات التي لديها عمليات في مناطق جغرافية متعددة. وأضاف: «وبما أننا شركة مختصة بالتكنولوجيا ولدينا مزودون للتكنولوجيا في مناطق جغرافية مختلفة، فإن هذه الخطوة ستكون بمثابة دعم معزز للإنتاجية وللسعادة لموظفينا. ونحن نتطلع بالتأكيد إلى أن نحذو حذوها».

توازن

وقال بال كريشين، رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لشركة سنشري فاينانشال: «يسعدنا جداً أن نقرأ عن التغير الجديد لمواعيد العمل في دولة الإمارات، الذي سيساعد على تعزيز التوازن بين العمل والحياة الاجتماعية. وستعزز عطلة نهاية الأسبوع يومي السبت والأحد المعاملات المالية والتجارية والاقتصادية، وستصبح أكثر سلاسة مع البلدان التي تتبع عطلة نهاية الأسبوع يومي السبت والأحد، مما يساعدنا على التنافس مع أفضل الاقتصادات، كما سيزيد من تعزيز مكانة البلاد كمركز أعمال عالمي سريع النمو في المنطقة. ونشكر القيادة الإماراتية الحكيمة على المواءمة بين الإمارات والعالم».

تحسين الإنتاجية

من جانبه قال أولا ليند، مدير شركة «فيوتشر فينتك FTFT»: «تواصل دولة الإمارات تقديم اللوائح والقوانين التي تمثل كل ما هو جديد، فالتوقع من هذه التغييرات الجديدة هو تحسين الإنتاجية، وتحسين رضا الموظفين، والتوازن بين العمل والحياة الاجتماعية والصحة العقلية. وقريباً سوف نرى ثمار هذا التغيير، وسيبادر القطاع الخاص بطلب توفير نفس المرونة لموظفيه. وتعد هذه الخطوة أيضاً شهادة على بيئة العمل الإيجابي الذي تتبعه دولة الإمارات، ونتيجة لهذا التغيير ستؤدي إلى تقليل البصمة الكربونية للدولة قبل مؤتمر COP28. ولن نتفاجأ إذا أعلنت دولة الإمارات في نهاية عام 2022 أن توفير الطاقة يعادل تقليل 10-20% من السيارات على الطرق».

استشراف المستقبل

قال د.كريستوفر ريتشارد، العضو المنتدب في شركة (G 7 CR Technologies) - جي 7 سي آر تكنولوجيز، التي تتخذ من دبي مقراً لها: «تواصل الإمارات جهودها في ترسيخ مكانتها على خارطة الاقتصاد العالمي والتكيّف مع متطلبات المرحلة الراهنة واستشراف المستقبل، حيث تتزامن هذه المبادرة الاستثنائية مع المساعي الجبارة التي تبذلها حكومة دولة الإمارات لتسريع وتيرة التعافي العالمي وضخ واستقطاب الاستثمارات الضخمة ضمن مختلف القطاعات لترسيخ مكانتها واحدة من أفضل وجهات العمل والعيش والترفيه معاً، ومركزاً عالمياً لكبرى الشركات العالمية ليس فقط من منطقة الشرق الأوسط، وإنما أيضاً من جميع أنحاء العالم. وأرى أن هذه الخطوة الجديدة تعزز من رؤية الدولة وتدعم توجهها نحو تعزيز الرقمنة وتطوير بيئة العمل في الإمارات بما ينسجم مع نماذج العمل عن بعد والهجينة وغيرها من النماذج المستحدثة، كما تلبي هذه المبادرة متطلبات بيئة العمل المتعددة الثقافات لدولة الإمارات».

خطوة مناسبة

وقال أحمد شيخاني، رئيس مجلس الأعمال الباكستاني دبي: «إنها خطوة في الوقت المناسب من قبل القيادة الحكيمة لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي ستساعد على استعادة الاقتصاد. يتماشى يوما السبت والأحد الأسبوعيان مع الجداول الزمنية للاقتصاد الدولي والأسواق المالية».

وأضاف شيخاني: «نظراً لأن الإمارات العربية المتحدة هي لاعب اقتصادي إقليمي، بالإضافة إلى كونها مركزاً تجارياً في منطقة الشرق الأوسط، فمن الضروري أن تكون الإمارات العربية المتحدة متوافقة مع جميع المؤسسات المالية الدولية أيضاً».

سوف يتطابق عمل يوم الجمعة المنفذ حديثاً في الإمارات مع يوم الجمعة في الأسواق الدولية، حيث ستستمر الأنشطة التجارية. تدابير جديدة ستدعم المستثمرين في دولة الإمارات العربية المتحدة.

سيتبع مجلس الأعمال الباكستاني التوجيهات الإماراتية بمجرد استلامنا إخطاراً من السلطات.

مواءمة العطلات

وقالت نسرين علي، الرئيس التنفيذي لشركة «هانزا جلوبال» (Hunza Global Ventures Dubai)، ومقرها دبي: «أجد أخبار عطلة نهاية الأسبوع «الجديدة» خطوة أخرى نحو هدف الإمارات في أن تكون أذكى دولة في العالم. أنا متأكدة من أن الكثير من الناس سيكونون سعداء بالأخبار وقد يكون البعض غير سعيد».

وأضافت نسرين علي: «نحن كمنظمة للقطاع الخاص مقرها في دبي، نعتقد أن الشركات مثلنا ستجد موظفيها أكثر تركيزاً وإنتاجية. المزيد من وقت الفراغ في الأسبوع، دون ضغوط العمل سيعزز صحة الموظف ورفاهيته ووقته مع العائلة، وسيسهم بشكل كبير في رؤية الإمارات لتكون الدولة الأسعد».

وقالت: «سيجعل المعاملات التجارية الدولية أكثر كفاءة بسبب مواءمة عطلات نهاية الأسبوع مع الأسواق الرئيسية في العالم، وقد لا تجد بعض الشركات أن عطلة نهاية الأسبوع الأطول مناسبة لها، خاصة أولئك الذين يعملون كل ساعة أو يومياً، لكنهم سيتأقلمون تدريجياً مع التغيير الجديد. بشكل عام، إنها خطوة رائعة نحو التنمية البشرية المستدامة».

آثار إيجابية

وقالت ماريفا كولامالله، رئيس قسم الاتصالات في شركة «أكرونيس» العالمية، إن النظام الجديد في العمل بدولة الإمارات سيكون له الكثير من الآثار الإيجابية بعيدة المدى، ويمكن أن تكون معياراً للمستقبل القريب بالنسبة للحكومات الأخرى في المنطقة، متوقعة أن يسهم بقوة في جذب مستثمرين عالميين لتأسيس أعمالهم في الدولة.

وأضافت: إن التكنولوجيا وأساليب العمل الهجين ستلعب دوراً أكبر بكثير، كما ستعزز هذه الخطوة إنتاجية الموظفين، بالإضافة إلى تغيير النهج المتبع في كيفية العمل ووقته، مشيرة إلى أنه لطالما عملت كمركز إقليمي لقطاع الخدمات المالية والحماية الإلكترونية، وسيساعد انتقال عطلة نهاية الأسبوع إلى السبت والأحد في التوافق مع الأسواق الرئيسية العالمية، مثل هونغ كونغ ولندن ونيويورك، بما يزيد من مكانة الإمارات المرموقة على الساحة العالمية.