بايدن يحتاج إلى استراتيجية لما بعد اتفاق 2015 النووي

دعا الزميل البارز في المجلس الأمريكي للسياسة الخارجية لورنس هاس الإدارة الأمريكية إلى اعتماد نهج جديد مع إيران.

في هذه اللحظة الحرجة، تحتاج واشنطن إلى استراتيجية ما بعد خطة العمل الشاملة المشتركة تضطر هذه القوى الثلاث إلى الانتباه فقد أعلنت الأخيرة عن خطط لبناء مفاعل جديد للأبحاث في منشأة أصفهان النووية والمزيد من المنشآت النووية في البلاد بينما قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن برنامج إيران النووي يتقدم سريعاً مع تخصيب المزيد من اليورانيوم إلى نسب قريبة من نسبة النقاء المخصصة لغايات التسليح. في غضون ذلك، أقر مسؤولون أمريكيون كبار بأن اتفاق 2015 النووي مع إيران ميت في المستقبل المنظور لأن واشنطن وطهران لا تزالان في طريق مسدود بشأن تفاصيل أساسية.

اتفاق عفا عنه الزمن

كتب هاس في صحيفة 'ذا هيل' أن لا شيء من ذلك يثير الدهشة. بدا الاتفاق النووي بشكل متزايد كأنه آثار جيوسياسية. لقد تحول الاتفاق إلى أولوية تشبث بها الغرب بعناد حتى ولو أن التطورات على الأرض جعلت الاتفاق بالياً إن لم يكن غير ذي صلة. استند الاتفاق إلى فرض قيود على أنشطة إيران النووية ومراقبة المحققين الدوليين لامتثال إيران مقابل تخفيف العقوبات عليها. لكن مع استمرار الغرب في المفاوضات منذ مارس (آذار) 2021 لإعادة إحياء الاتفاق تباطأت طهران في المحادثات وطورت برنامجها النووي إلى أبعد بكثير من حدود الاتفاق الأساسي وصعبت على المفتشين القيام بمراقبتهم. واقترح هاس أن تشمل الاستراتيجية الإيرانية الجديدة ثلاث خطوات على الأقل.

استعادة التهديد الجدي باستخدام القوة

لقد تعهد كل رئيس أمريكي بدءاً من جورج بوش الابن باستخدام التحرك العسكري في حال فشلت كل الخيارات الأخرى. لكن مع تصميم واشنطن الكبير على إعادة إحياء اتفاق نووي ستنتهي صلاحيته في السنوات المقبلة ويتمتع بنظام تحقق ضعيف، هل يصدق ملالي إيران هذا التهديد؟ يوافق هاس على اقتراح الأستاذ في كلية جونز هوبكينز مايكل ماندلباوم استخدام مزيج من المناورات العسكرية الأمريكية كبروفة واضحة لمهاجمة منشآت إيران النووية وتسليم إسرائيل القنابل الخارقة للتحصينات التي يمكنها تدمير المنشآت المبنية تحت الأرض ورد أمريكا العسكري على استفزازات إيران ضد مصالحها في المنطقة.

خطوة غير حكيمة

تماماً كما عرض أوباما تخفيف العقوبات لإقناع إيران بإبرام الاتفاق النووي، قدم بايدن حوافز اقتصادية لإقناع إيران بالانضمام مجدداً إليه. في عالم ما بعد اتفاق 2015 النووي، قد يميل بايدن وفريقه إلى تقديم بعض المزايا الاقتصادية لتخفيف التوترات الأمريكية-الإيرانية في المدى القصير والسعي إلى التقارب مع طهران في المدى البعيد. لن يكون ذلك حكيماً.

يبقى النظام الإيراني معادياً بالفطرة لواشنطن وبالتوازي مع تطوير برنامجه النووي، هو يقوم بتوسيع إمكاناته التقليدية واللاتماثلية والسيبيرانية وغيرها كما يضرب إسرائيل والدول العربية السنية بشكل أكثر عدوانية، أكان بنفسه أم عبر وكلائه. المزايا الاقتصادية لن تقوم بجعل سلوك النظام أكثر اعتدالاً بما أنه يسعى إلى الهيمنة في المنطقة وإلى المزيد من النفوذ في مناطق أخرى ويجب أن يواصل دفع ثمن نشاطاته الحاقدة. لذلك، دعا الكاتب إلى مواصلة فرض العقوبات الأمريكية على نشاطات إيران النووية وغير النووية.

بناء روابط أقوى مع الشعب الإيراني

تتدفق آثار العقوبات من خلال الاقتصاد، لذلك يمكن نظرياً أن تؤلب العقوبات الأمريكية الشعب الإيراني الذي عانى لفترة طويلة ضد الولايات المتحدة. الأخبار الجيدة هي أن قسماً كبيراً من الشعب الإيراني ينظر بإعجاب إلى أمريكا ويتطلع إلى دعمها في مواجهة نظام غير شعبي إلى حد كبير. لكن الديبلوماسية الأمريكية العامة مع الشعب الإيراني والذي من المفترض أن قادته المستقبليين سينبثقون منه أثبتت لفترة طويلة أنها إشكالية. تحتاج إذاعة صوت أمريكا ومنصات إعلامية أخرى ترعاها واشنطن إلى التواصل بشكل أفضل مع الإيرانيين حيث هم مع تفسير السياسة الأمريكية والإضاءة على الاختلافات بين الحرية الأمريكية والاستبداد الإيراني.

أكثر إفادة على المستوى الدولي

طوال سنوات، ازدادت الصين وروسيا وإيران قرباً على مستوى صوغ تحالف مناهض للولايات المتحدة. مؤخراً، ذكرت التقارير أن إيران تعطي روسيا المئات من الطائرات بلا طيار لاستخدامها في أوكرانيا وتزودها بقطع وتجهيزات لطائراتها. وتتاجر إيران أيضاً مع الصين بشكل أكبر وتعمل على الانضمام إلى تحالف بريكس الذي يضم الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا. وختم هاس بأنه في هذه اللحظة الحرجة، تحتاج واشنطن إلى استراتيجية ما بعد خطة العمل الشاملة المشتركة تضطر هذه القوى الثلاث إلى الانتباه.