رؤية محمد بن زايد.. تمكين الإنسان

هالة الخياط (أبوظبي)

ينظر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، إلى الإنسان باعتباره أعظم ثروة تملكها الإمارات، وأنه هو رأس المال الحقيقي لهذا الوطن المعطاء.

ويؤمن صاحب السمو بأن دولة الإمارات تمضي نحو المستقبل وفق استراتيجية متكاملة الأسس والأركان أهمها الإنسان الذي يُعد أهم عناصر الثروة في الدولة، والرهان الأساسي في مضمار التنافس العالمي.

ومنذ تولي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولاية عهد إمارة أبوظبي في عام 2004، ركز في جميع الاستراتيجيات التي تم اتخاذها والخطط على نهضة الإنسان، وتوفير كافة مقومات الحياة الرغيدة، من البنية التحتية القوية والتعليم والصحة.

يواصل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تنفيذ الرؤية الطموحة لبناء الإنسان، التي وضع ركائزها مؤسس الدولة المغفور له،الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، معلناً مقولته الشهيرة حينها: إن الإنسان هو أساس أي عملية حضارية.

ويضع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد التنمية البشرية وبناء الإنسان، وإطلاق طاقات الموارد البشرية المواطنة وتمكينها، في مقدمة أولويات استراتيجيات العمل الوطني في مختلف مراحله لقناعة سموه الراسخة أن الوطن من دون مواطن لا قيمة له ولا نفع منه مهما ضمت أرضه من ثروات وموارد.

وتنطلق دولة الإمارات تحت رعاية صاحب السمو رئيس الدولة، من أرضية صلبة بنيت عبر أعوام طويلة من العمل والجهد والتخطيط، ما يجعلها تمتلك كل مقومات النهضة والريادة في كل المجالات، وأهمها: تجربة وحدوية رائدة، في محيطيها العربي والإقليمي، تمثل المصدر الأساسي لقوتها والبوتقة التي ينصهر فيها كل أبناء الوطن من كل إماراته، ليتحولوا إلى قلب واحد وهدف واحد وطموح واحد تحت مظلة وطنية واحدة، وشعب واعٍ يحب وطنه ويقف خلف قيادته، ومجتمع متماسك، يجسد قيمة الأصيلة في التعاون والتضامن والتكافل، وكوادر بشرية مدربة ومؤهلة، يراهن عليها في مضمار التنافس العالمي خلال العقود المقبلة.

تعزيز الهوية الوطنية

ويؤمن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بأن الاقتصاد القوي والمتنوع يتسم بالحيوية ويمضي بقوة نحو تجاوز الاعتماد على النفط، من خلال التركيز على التعليم والمعرفة والتكنولوجيا الحديثة، وتعزيز الهوية الوطنية والحفاظ على تراثنا وإبقائه حاضراً في وجدان الشباب، واستثمار كل موارد الوطن وإمكاناته لتحقيق تطلعاته وطموحاته، وتعزيز دور القطاع الخاص في منظومة التنمية، وتوسيع مشاركة المواطنين فيه من خلال رؤى عملية وخطوات جادة، واحتضان المواهب، والاهتمام بالمبادرات والمشروعات الخاصة والصغيرة للمواطنين، خصوصاً الشباب، وتقديم كل دعم ممكن لها، وبناء القدرات النوعية في مختلف المجالات.

التضامن والتكافل

وخلال الاحتفال بالعيد الوطني الخمسين، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في كلمته آنذاك، أن «ما يعزز ثقتنا بالمستقبل هو انطلاقنا من أرضية صلبة بنيناها عبر أعوام طويلة من العمل والجهد والتخطيط جعلتنا نمتلك كل مقومات النهضة والريادة في مختلف المجالات وأهمها تجربتنا الوحدوية الرائدة في محيطيها العربي والإقليمي، والتي تمثل المصدر الأساسي لقوتنا بجانب مجتمع متماسك يجسد قيمنا الأصيلة في التعاون والتضامن والتكافل». وقال: إن «الإمارات تنطلق نحو العقود المقبلة عاقدة العزم على أن تكون الأفضل في مختلف المجالات، وأن يكون مستقبلها الأكثر تقدماً وإشراقاً على مختلف المستويات.. تستمد من إنجازاتها التنموية الكبرى القوة والثقة، وتتخذ من مخزون حكمتها وقيمها الأصيلة زاداً للمسيرة، ومن مدرسة زايد البوصلة والمرجعية للحاضر والمستقبل، ومن تضحيات شهدائها الأبرار نبراساً يضيء لها الطريق.. مستهدفة وضع بصمتها الحضارية الخاصة في مسيرة التاريخ الإنساني وكتابة فصل جديد في كتاب ريادتها الاقتصادية والتنموية».

مبادرات التعليم

ركز صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على رفع مستوى التعليم في الدولة ليضاهي أعلى المعايير الدولية، من خلال منصبه رئيساً لمجلس أبوظبي للتعليم، الذي تأسس في 2005، وتنفيذ استراتيجيات تهدف لتطوير التعليم من مرحلة رياض الأطفال حتى الثانوية العامة في المدارس الحكومية والخاصة، إلى جانب تطوير التعليم العالي، ودعم تطوير التكنولوجيا في الدولة، وشجع ثقافة الابتكار من خلال رعاية فعاليات مثل المهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار. كما أسس تحدي محمد بن زايد العالمي للروبوت لتحويل دولة الإمارات العربية المتحدة إلى مركز إقليمي للبحث في مجال الروبوت والأنظمة ذاتية التحكم.

وهكذا تأتي الثورة التي أحدثها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في التعليم امتداداً لإنجازات المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وهو امتداد تمثل أيضاً في الفكر والسلوك والسمات الشخصية، وهذا ما يجسد مقولة العرب: «الولد سر أبيه». ومن أقوال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في التعليم: «إن التعليم يمثل أولوية وطنية قصوى، كما أن الاستثمار في الإنسان هو الاستثمار الحقيقي الذي ننشده». كما قال «إن الثروة الحقيقية والمكسب الفعلي للوطن يكمن في الشباب الذي يتسلّح بالعلم والمعرفة، باعتبارهما وسيلة ومنهجاً يسعى من خلالهما إلى بناء الوطن، وتعزيز منعته، في كلّ موقع من مواقع العطاء والبناء».