برافدا: الغرب خسر البرازيل كحليف ضدّ روسيا

تخوض البرازيل جولة إعادة ثانية للانتخابات الرئاسية، بعد فل كل من المرشَّحين الزعيم اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا والرئيس اليميني المنتهية ولايته جايير بولسونارو، بالحصول على أكثر من 50% من الأصوات.

فوز أي من المرشّحَين سيكون 'إيجابياً' لروسيا، فكلاهما يكره وجود 'الغرباء' في بلادهم ووصفت صحيفة 'برافدا' الروسية نتائج الانتخابات بأنها 'مهمة'، معتبرة أنها مؤشر إلى أن الغرب يخسر البرازيل كحليف ضد روسيا.

وأشارت الصحيفة الروسية إلى أن المحلّلين الغربين توقّعوا هزيمة بولسونارو، لكنّهم تفاجؤوا بأنه تعادل في الأصوات مع دا سيلفا في الجولة الأولى من الانتخابات.

وأكدت الصحيفة أن فوز أي من المرشّحَين سيكون 'إيجابياً' لروسيا، فكلاهما يكره وجود 'الغرباء' في بلادهم.

دا سيلفا.. عهد سابق مثمر مع روسيا

وعاد دا سيلفا إلى السياسة، بعدما أمضى عامين في السجن بتهمة الفساد، وهي تهمة أُسقطت عنه لاحقًا. وذكرت الصحيفة أنه من المعروف أن للولايات المتحدة دوراً في 'اضطهاد' دا سيلفا.

وفي مقابلة مع مجلة 'تايم'،قال دا سيلفا إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين 'ليس فقط المسؤول عن حرب أوكرانيا، فالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يتحملان اللوم أيضاً'.

وأضاف أنه كان ينبغي على الولايات المتحدة وأوروبا أن تقولا إن أوكرانيا لن تنضم إلى الناتو، وهو ما كان من شأنه أن يحلّ المشكلة، كما أنه لم يكن من الضروري في البداية تشجيع انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.

كما أكد دا سيلفا أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي 'أراد الحرب'، معتبراً أن الغرب شجّعه على ذلك.

وأضافت الصحيفة أن الرئيس السابق واثق من أن البرازيل ليست لديها نزاعات مع أي دولة (الولايات المتحدة، أو الصين، أو روسيا، أو بوليفيا، أو الأرجنتين، أو المكسيك)، ما سيمسح للبرازيل باستعادة العلاقات التي أقامها مع روسيا بين عامي 2003 و 2010.

وأضافت الصحيفة أن لولا هو أحد مؤسسي 'بريكس'، وتحت قيادته كانت العلاقات البرازيلية-الروسية مثمرة في جميع المجالات.

بولسونارو يتوافق جيدًا مع بوتين

أما بالنسبة لبولسونارو، فإن الولايات المتحدة لم تراهن عليه في انتخابات عام 2018، كما أنه خلال سنوات رئاسته، تعاملت دول الاتحاد الأوروبي معه على أنه 'منبوذ' وفقًا للصحيفة الروسية.

في المقابل، يلتزم بولسونارو بدول 'بريكس' وبالتعاون مع روسيا. قبل أيام قليلة من بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، زار بولسونارو موسكو، معلنًا تضامنه مع روسيا، كما طالب بالحصول على الأسمدة والوقود لبلاده، ووافقت الحكومة الروسية على طلبه.

وأضافت الصحيفة أن 'بولسونارو يتّفق مع بوتين على أن الدولار واليورو ليسا وقودًا وغذاء، وفي الحفاظ على القيم المسيحية'.

وفي التصويت الأخير في مجلس الأمن، امتنعت البرازيل عن إدانة ضمّ روسيا للأراضي الأوكرانية التي احتلتها.

وختمت الصحيفة أنه مهما كانت نتائج الانتخابات، فإنه لأول مرة لن تقف البرازيل، عملاق أمريكا اللاتينية، إلى جانب دعاة العولمة الغربيين، بل سيكون إلى جانب 'العالم البديل'، في مؤشر إلى أن الغرب 'قد تُرك بلا حلفاء، بينما يتمّ تشكيل النظام العالمي الجديد'.