اخبار الإمارات
موقع كل يوم -صحيفة الاتحاد
نشر بتاريخ: ٢٤ أذار ٢٠٢١
رضا سليم (دبي)
ترجل المغفور له بإذن الله الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية «فارس الرياضة الإماراتية» عن صهوده جواده وكتب المشهد الأخير في يوم وداعه، وترك خلفه إرثاً لكل الأجيال وبصمات خالدة لا تنسى في ذاكرة التاريخ، قدم الكثير للرياضة الإماراتية منذ الرعيل الأول وعرفته ساحات الرياضة بحضوره المستمر لعقود طويلة وأياديه البيضاء واضحة المعالم في كل المجالات فهو القلب النابض لرياضة الإمارات وأحد قادة الحركة الرياضية ليس فقط على مستوى رياضة الخيول، بل على مستوى كل الرياضات بداية من كرة القدم، وبالتحديد من رئاسة نادي النصر منذ عام 1966، وحصل على لقب «عميد» رؤساء الأندية في العالم، وتولى الرئاسة الفخرية لاتحاد كرة القدم عام 1969، كما شمل برعايته نادي حتا فنهض الإعصار ولعب مع الكبار.
كانت أراء فقيد الإمارات تعد نبراساً لكل الأجيال خاصة في كرة القدم عندما يلتقي الإعلام سنوياً في مجلس الفهيدي، المنبر الإعلامي الكبير، الذي ارتبط مع إقامة سباق القفال السنوي للسفن الشراعية 60 قدماً، وكان الجمهور الرياضي بمختلف ألوانه يترقب آراء وأحاديث الشيخ حمدان بن راشد الذي تعود على ملامسة الحقيقة والتعبير بصدق عن كل قضايانا الرياضية.
يعد المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم أحد أهم وأكبر ملاك ومربي الخيول في العالم وعرفته الخيول ساحات الخيول بـ «الفارس النبيل»، ويتردد اسمه في المضامير العالمية، خاصة الإنجازات التي حققها سموه والتي تركت بصمة واضحة في مضامير العالم، بالإضافة إلى السباقات والمبادرات التي تحظى بدعم سموه، خاصة سباقات الخيول العربية الأصيلة.
وتعود بداية رحلته معها إلى سبعينيات القرن الماضي، عندما أسّس سلسلة من المزارع النموذجية والإسطبلات العالمية لتربية الخيول في عدد من البلدان المشهورة بصناعة الفروسية وتربية الخيل وسباقاتها، وكانت البداية بشراء إسطبلات شادويل ستيت في المملكة المتحدة، ثم ديرنزتاون في إيرلندا، ثم مزرعة شادويل فارم بولاية كنتاكي في أميركا، وحققت شهرة واسعة في مجال إنتاج الخيول الأبطال، وتحقيق نتائج قياسية في فترة زمنية قصيرة، ما جعلها من أفضل الإسطبلات العالمية إنتاجاً للخيول الأبطال.
ولعب المغفور له، بإذن الله، الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، كأكبر مالك ومنتج للخيول العربية، دوراً رئيساً في امتلاك المواطنين أجود السلالات، وتشجيع مشاركتهم في مختلف السباقات، ودعم وتطوير صناعة تربية الخيل، وإعلاء شأن الجواد العربي، فقد ساهم في تطور وازدهار سباقات الخيول العربية الأصيلة في مختلف أنحاء القارة الأوروبية وساواها مع سباقات «الثوروبريد»، وتوجه الاتحاد الدولي لسباقات الخيول العربية بجائزة أفضل مالك ومربٍّ للخيول العربية على مستوى العالم، ويعد أول مالك خيل عربي ينال الفوز ببطولة الديربي الإنجليزي لمرات متعددة منذ عام 1989، وأول مالك عربي يفوز بالبريدرز كب كلاسيك الأميركي، وفاز بكأس دبي العالمي وملبورن كب مرتين، إضافة إلى الألفي جينيز الفرنسي، علاوةً على فوز المتواصل في سباقات الفئة الأولى «جروب ون» في كل من أوروبا وأمريكا وأستراليا والإمارات.
وتعد جائزة حمدان بن راشد لسباقات الخيول العربية الأصيلة، من أشهر الجوائز على الساحة العالمية، حيث تنظم الجائزة سباقات مميزة للخيول العربية في كل من إيطاليا، هولندا، فرنسا، قبل أن تبلغ قمتها بسباق دبي الدولي بمضمار نيوبري في المملكة المتحدة، كما دخلت سباقات الجائزة للساحة الأميركية