يديعوت أحرونوت: إيران لا تستطيع استخدام قنبلة نووية رغم الاقتراب من إنتاجها

كشف معهد العلوم والأمن الدولي المتخصص في الأبحاث الدفاعية والأمنية أن إيران قادرة على إنتاج قنبلة نووية خلال شهر واحد، لكنها لن تستطيع استخدامها فوراً، لافتقارها لرأس حربية.

الهدف هو إملاء اتفاق على الأمريكيين يُبقي الطريق الإيراني مفتوحاً على القدرات النووية، بطريقة أو بأخرى وأشار المعهد، الذي استند في تقريره إلى البيانات التي قدمتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى أن 'إيران يمكنها فعلاً تخصيب ما يكفي من اليورانيوم لصنع أسلحة نووية في غضون شهر من اتخاذ القرار'.

ووفقاً للتقرير الذي نشرته صحيفة 'يديعوت أحرونوت'، تستطيع إيران إنتاج ما يكفي من اليورانيوم المخصب إلى المستوى الذي يكفي لإنتاج قنبلة واحدة في شهر واحد. بينما سيستغرق إنتاج المواد الانشطارية اللازمة لسلاح نووي ثانٍ أقل من ثلاثة أشهر. فيما يتطلب السلاح الثالث شهرين إضافيين من العمل.

أقرب ما تكون إلى القنبلة

وأضاف التقرير 'لكن إنتاج اليورانيوم المخصب اللازم لصنع سلاح نووي، لا يعني أن إيران ستملك قنبلة نووية جاهزة للاستخدام، إذ يجب أولاً تصنيع رأس نووية، وهي نفسها عملية طويلة. ومع ذلك، فإن إيران الآن أقرب إلى القنبلة، مما كانت عليه في أي وقت مضى'.

ونقلت 'يديعوت أحرونوت' عن العقيد احتياط في الجيش الإسرائيلي عيران ليرمان، أن 'تقدّم برنامج طهران النووي، تسارع بشكل كبير في الأشهر الستة الماضية، بعد انتهاكها الاتفاق النووي في 2015'.

وشرح ليرمان أن الانتهاك، والإزالة الفعّالة للإشراف الدولي، قبل استعادته أخيراً ولكن دون رقابة بأثر رجعي 'يعني أن موقف إيران لتطوير برنامجها النووي، قد تغير بشكل كبير'.

وأضاف 'من الواضح أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، غير قادر على الإشراف، لأن الإيرانيين لن يسمحوا له بالتفتيش بأثر رجعي، ولا أحد يعلم ما حدث عندما حُظر دخول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. لكن الحقيقة واضحة جداً، وهي أن ما فعلته ايران، وما تمكنت من جمعه، هو بالفعل جوهري للغاية'.

الاتفاقية النووية فقدت أهميتها؟

وعن محادثات فيينا، قال ليرمان: 'مع التقدم السريع في البرنامج النووي الإيراني، يبدو أن التفاهم على أن الاتفاقية فقدت أهميتها بالفعل، بدأ يكتسب زخماً في واشنطن'.

وبدوره، قال المفتش النووي السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية ديفيد أولبرايت الذي شارك في إعداد التقرير، إن اندفاع إيران الواضح نحو القدرات النووية هو محاولة لتحسين موقفها استعداداً لعودة متوقّعة إلى المفاوضات.

دولة نووية

وقال الدكتور يوئيل غوزانسكي، الباحث البارز في معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب: 'أعتقد أن إيران تحاول التقدّم قدر الإمكان لتكون أكثر استعداداً للمفاوضات، بالتأكيد، هذا تكتيك تفاوضي' .

ومع ذلك، أضاف غوزانسكي أن إيران 'لم تتخل عن هدفها المركزي، ليس الحصول على أسلحة نووية، ولكن أن تصبح دولة نووية'.

كما يُوافق ليرمان على أن جهود إيران موجهة إلى طاولة المفاوضات. ومع ذلك، يقول إن إيران، في نهاية المطاف، تسعى جاهدة لامتلاك سلاح نووي. والهدف 'هو إملاء اتفاق على الأمريكيين يُبقي الطريق الإيراني مفتوحاً على القدرات النووية، بطريقة أو بأخرى'.

مرحلة دراماتيكية وحساسيات مختلفة

في الوقت نفسه، فإن اقتراب إيران من القدرات النووية دفع الولايات المتحدة وإسرائيل إلى الشعور 'بخطورة غض النظر عن الأمر' حسب ليرمان، الذي يضيف أن مجموعة متنوعة من خيارات العمل مطروحة على الطاولة، و 'تنتظرنا مرحلة دراماتيكية'.

وبالنظر إلى العواقب المحتملة، يشرح غوزانسكي أن جوهر الأمر هو الحساسيات المختلفة لإسرائيل والولايات المتحدة. تُحدّد كل دولة خطوطها الحمراء بشكل مختلف بناءً على حساسيتها الاستراتيجية.

فالولايات المتحدة تبعد أكثر من 10 آلاف كيلومتر عن إيران. بينما إسرائيل قريبة ومعرضة للهجوم والتهديد. وبسبب ذلك، فإن الخط الأحمر الإسرائيلي مختلف تماماً عن الخط الأمريكي.

وبسبب هذا التوتر بين وجهات النظر المختلفة، قد تشعر إسرائيل بأنها مضطرة للتصرف رداً على التقدم الإيراني، بينما قد تعتبر الولايات المتحدة أن الحدود النهائية، لم تُنتهك بعد.

ويعتقد غوزانسكي أن الأمريكيين يزالوا يهدفون إلى إحياء الاتفاقية، الأمر الذي لن تقبله إسرائيل.

ويعتبر أن إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة 'لا يزال احتمالاً واقعياً' رغم تزايد الشكوك في الجدية الإيرانية.

وأوصى بأن 'يجلس الطرفان معاً بهدوء، خلف أبواب مغلقة، ويناقشان ويتحدثان في ما يجب فعله، في هذا الاحتمال، وما الذي سيُفعل في النهاية'، مضيفاً 'من المحتمل أن تكون هناك نقاط قوة إضافية، ناتجة عن سياسات مختلفة، للضغط على إيران للدخول في مفاوضات'.