اخبار الإمارات
موقع كل يوم -موقع ٢٤
نشر بتاريخ: ١٨ كانون الثاني ٢٠٢٢
اقترن العنف والاغتيالات بالميليشيات الموالية لإيران في العراق منذ 2003، عنف منظم طال الآلاف بداية من البعثيين، وبعدهم الأمريكيين، والسُنة، والمسيحيين، مروراً بقتل وخطف الشيعة المحتجين في تظاهرات تشرين، ليصل اليوم إلى تفجيرات تلاحق القوى السنية والكردية المتحالفة مع التيار الصدري.
وأظهرت الانتخابات النيابية الأخيرة في العراق انتفاضة شعبية شيعية على 'قوة وإرهاب' الميليشيات المتحالفة مع طهران، ما أدى لخسارتها قدرتها البرلمانية التي كانت تسمح لها بتشكيل حكومة تناسبها، بينما فاز التيار الصدري بقيادة، مقتدى الصدر، الداعي إلى إبعاد العراق عن الأزمات الإقليمية ووقف تدخل الحرس الثوري الإيراني في قرارات بغداد.
وفي الأسابيع الماضية شهدت بغداد، سلسلة هجمات ضد مقرات أحزاب ومصالح سنية وكردية، يرى مصدر أمني عراقي في حديثه لـ 24 أنها 'رسائل سياسية لها أصحابها'.
ويشير المصدر إلى أن التفجيرات لا تخرج عن سياق العنف الذي أرسته الميليشيات، في ظل التوتر الناتج عن الخلافات على تشكيل حكومة جديدة، خاصةً بين الأطراف الشيعية، ممثلةً في الإطار التنسيقي الذي يضم أطرافاً موالية لإيران، ضد التيار الصدري.
وكما يبدو فإن قوى الميليشيات تحاول 'استعادة' الأكثرية البرلمانية ولو بالقوة، مع فشلها في استعادتها بالتظاهرات والتهديد وصولاً إلى الاستعانة بقرارات 'قضائية' أصدرها مقربون من طهران.
ويخشى قادة الميليشيات من العجز عن السيطرة على الحكومة، بسبب إصرار الصدر على أن تكون مهمة الحكومة المقبلة، حلّ كل الميليشيات، وحصر استخدام القوة في أيدي المؤسسات الأمنية التي تأتمر بأوامر الحكومة المنتخبة.
ومن شأن حل الميليشيات أن يقوض نموذج الدولة الرديفة التي يتزعمها المرشد الإيراني، والحرس الثوري التي تسيطر على 'الدولة المنتخبة' وجيشها 'الضعيف' من الكواليس.
وهز تفجيران بعبوتين صوتيتين، مساء الأحد بغداد، ، استهدفا مصرفين يملكهما رجال أعمال مقربون من سياسيين كرد في وسط العاصمة وأسفرا عن سقوط جريحين.
قبل ذلك، استُهدف منزل نائب في تحالف 'تقدم' السني الذي رأسه رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، بقنبلة صوتية، وسبقه استهدافان في الليلة نفسها لمقرين من تحالفي 'تقدم' و'عزم' السنيين. وسبق هذه الهجمات هجوم بقنبلة صوتية على مقر للحزب الديمقراطي الكردستاني في بغداد، أيضاً.
ويعتبر المصدر أن الهجمات، جزء من الضغط السياسي، ويصفها بالتفجيرات ذات الرسائل السياسية، وبتفجيرات عقابية ضد القوى التي اشتركت مع الصدر في تشكيل الأغلبية في البرلمان.
ومنذ صدور نتائج الانتخابات النيابية قبل ثلاثة أشهر، رفضتها القوى الموالية لإيران، ونظمت تظاهرات في المنطقة الخضراء حيث مقرات حكومية ودبلوماسية، وصلت حد محاولة اقتحامها.
المقلق في الأمر، أن القوى الموالية لإيران لا تقر بهزيمتها في الانتخابات، وتلجأ إلى العنف، ما يعني أن المرحلة المقبلة ستشهد نموذجاً جديداً من رد فعلها، يدفع ثمنه العراقيون دماءً وخراباً، وتهديداً بحرب أهلية، وفق المصدر الأمني.