"ميدل إيست مونيتور": أسئلة وإجابات عن التطبيع الإماراتي

تحت عنوان 'أسئلة التطبيع الإماراتي'، نشر موقع 'ميدل إيست مونيتور' مقالا للكاتب بكر صدقي، تحدث فيه عن ثلاثة 'اختراقات' حققتها الإمارات في الأشهر الماضية. موضحا أن هذه الاختراقات تتطلب التفكير.

وقال الكاتب في مقال 'أسئلة التطبيع الإماراتي'، إن الاختراق الأول كان مع إسرائيل. حيث تجاوزت العلاقات المستوى الطبيعي لفتح السفارات أو تبادل الزيارات السياسية.

وصل التطبيع الإماراتي مع اسرائيل إلى مستوى المناورات العسكرية المشتركة في البحر الأحمر، وهو ما يعني أنهم وصلوا إلى علاقة تحالف.

وأوضح الكاتب أن الاختراق الثاني هو التحول من الهجوم على نظام الأسد بسبب استخدام السلاح الكيماوي. إلى الانتقال لافتتاح السفارة الإماراتية في دمشق نهاية 2018، ثم زيارة وزير الخارجية إلى دمشق قبل نحو أسبوعين.

وتمثل الاختراق الثالث في علاقة الإمارات مع تركيا، التي زارها رجل الإمارات القوي ولي العهد محمد بن زايد. حيث استقبل ببروتوكول مخصص لرؤساء الدول.

وخلال تلك الزيارة تم التوقيع على حزمة استثمارية بقيمة 10 مليارات دولار .

واعتبر الكاتب أن ما يوحد البلدان الثلاثة، على الرغم من اختلافاتها العديدة، هو أنهم منبوذون بدرجات متفاوتة وبدرجات مختلفة، بحسب قوله.

إسرائيل منبوذة

وقال الكاتب إن إسرائيل منبوذة في بيئتها العربية كدولة (أو بالأحرى كانت حتى ما قبل اتفاقات إبراهيم) بغض النظر عن الطرف الذي يحكمها.

بالإضافة إلى كونها 'مكروهة' في كثير من الدوائر الغربية، فإنه يُنظر إليها في نظر الرأي العام على أنها عبء أخلاقي ثقيل.

كما ان أن الولايات المتحدة حليف استراتيجي لإسرائيل، بغض النظر عن التغيرات السياسية في واشنطن وتل أبيب، فإن العلاقة بين البلدين ليست خالية من التوترات السياسية. وغالبًا ما تترجم إلى تدخلات أمريكية في السياسة الداخلية الإسرائيلية بهدف التخلص من حكومة غير مرغوب فيها واستبدالها بأخرى بالانتخابات.

سوريا 

أما فيما يتعلق في سوريا، أوضح الكاتب أن النظام هو اليوم أكثر عزلة ونبذًا من إسرائيل، رغم أن هذا النبذ لا يمتد إلى الدولة السورية، إذا أمكننا الإشارة إليها كدولة سورية في الظروف الحالية.

وقال:'على الرغم من 'جو التطبيع' الذي أسعد النظام في الأشهر الأخيرة منذ اجتماعات وزير خارجيته فيصل المقداد مع بعض نظرائه العرب على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر. فإن مشروع نقل الغاز والكهرباء إلى لبنان عبر الأراضي السورية. والمكالمة الهاتفية مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، لا يزال النظام بعيدًا عن الحصول على اعتراف دولي بشرعيته.”

تركيا

وفيما يتعلق في تركيا، أوضح الكاتب أن عزلتها النسبية من قبل حلفائها في الناتو، الأمريكيين والأوروبيين، مرتبطة بالسياسات الإقليمية التركية، وبدرجة أقل بالشؤون الداخلية التركية.

وقال إن الحكومات الغربية، ولا سيما الإدارة الأمريكية، لا تخفي استيائها من السياسات التركية التي أصبح الرئيس أردوغان مسؤولاً عن رسمها، لأنه وضع بين يديه كل الصلاحيات والسلطات.

وعن عزلها من بعض الدول العربية مثل مصر والسعودية والإمارات على وجه الخصوص، فهو يتعلق بشكل أساسي بموقف تركيا من انقلاب السيسي في مصر عام 2013 ، وتداعياته.

وبدأت هذه العزلة تتفكك قبل أشهر قليلة في الاجتماعات المصرية التركية لتسوية الخلافات التي لم تتوصل بعد إلى اتفاق بين الطرفين.

ولفت الكاتب إلى طبيعة العلاقات المتدهورة بين الإمارات وتركيا، معربا عن استغرابه كيف تمت المصالحة بين ابن زايد وأردوغان.

وقال: 'هذا ليس فقط لأنه أكبر مسؤول في الدول الثلاث المناهضة لأردوغان، مصر والسعودية والإمارات. ولكن أيضًا لأن أجواء العداء بين أنقرة وأبو ظبي وصلت إلى مستويات يصعب تخيل التغلب عليها. حيث واصلت أنقرة اتهام القيادة الإماراتية، وولي العهد على وجه الخصوص ، بتمويل محاولة الانقلاب في يوليو 2016. وتواصل تحميلها مسؤولية مقتل 251 تركيًا قتلوا برصاص جنود الانقلاب.

السياسة لا تقوم على ثوابت

وتابع الكاتب موضحا ان السياسة لا تقوم على ثوابت أيديولوجية أو مبدئية ، بل على 'البراغماتية والواقعية'.

وأردف الكاتب قائلا:'على أي حال، وبغض النظر عن الدوافع التركية للتطبيع مع الإمارات. ومع وضوح دوافع كل من إسرائيل والأسد، يبقى السؤال حول دوافع أبو ظبي لحملات التطبيع الثلاث المذكورة أعلاه'.

وفي إجابته على السؤال، طالب الكاتب بعدم افتراض ذلك بأنها 1طمبادئ أيديولوجية من جانب الإمارات'. والتي تجاوزتها في حملات التطبيع المذكورة أعلاه ، خاصة فيما يتعلق بإسرائيل، لأن التطبيع مع إسرائيل ربما كان الأكثر انسجاما مع البراغماتية المطلقة.

أما بالنسبة لتطبيعها مع نظام بشار، فيمكن قراءته حيث تأتي الإمارات بزعيم التحالف المعادي لثورات الربيع العربي. ومن هذا المنطلق، كان لا بد من مكافأة القاتل السوري على 'نجاحه' العنيف في دفن ثورة الشعب السوري.

أخيرًا ، فيما يتعلق بالتطبيع المفاجئ مع أنقرة، رأى الكاتب أن هذا هو الاختراق الأهم، لأن العداء السابق معها كان قائمًا أساسًا على خيارات أيديولوجية، أي العداء تجاه الإخوان المسلمين وتجاه الإسلام السياسي بشكل عام.

واختتم الكاتب مقاله بالقول:'الإمارات العربية المتحدة التي لطالما كانت راضية عن دورها الاقتصادي والمالي. تغيرت بفعل ثورات الربيع العربي. وبالتالي اتخذت دورًا عسكريًا مباشرًا في ليبيا واليمن. وطموحات سياسية إقليمية للتنافس مع دول أخرى في المنطقة.

واعتبر أن حملات التطبيع المذكورة أعلاه هي مجرد خطوات لتعزيز هذا الدور الإقليمي تمهيداً لترتيبات تأخذ في الاعتبار فراغ السلطة الذي خلفته الولايات المتحدة وعودة روسيا والتوسع الإيراني الذي بلغ ذروته.

ولفت إلى أن ذلك ويظهر بوضوح في المنافسة بين السعودية وإيران وقطر على زعامة المنطقة العربية. مع بقاء القوى الإقليمية الكبرى ممثلة بتركيا وإيران وإسرائيل.

(المصدر: ميدل إيست مونيتور – ترجمة وطن) 

«تابعنا عبر قناتنا في  YOUTUBE»