خاطرة رمضانية: مواعظ الصالحين

قال عمرو بن العاص رضي الله عنه لا أمل ثوبي ما وسعني، ولا أمل زوجتي ما أحسنت عشرتي، ولا أمل دابتي ما حملتني إن الملال من سيئ الأخلاق. الملال هو استثقال الشيء ونفور النفس عنه بعد محبته، وقد يكون الملل من عمل الدنيا، أو من معاشرة من تحب، أو مما يلائمك من المتاعب وقد يطال الملل العمل الصالح، فلا بد من صيانة النفس عن الملل لتستقيم الحياة ويصلح العيش. وعمر بن العاص رضي الله عنه يقدم لنا الوسيلة المثلى لتجنب الملل، وهي القناعة والرضا بما رزق الله، وهي قاعدة ذهبية من قواعد السعادة الأبدية عبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: و«أرض بما قسم الله تكن أغنى الناس» فلا تمل من ثيابك، فغيرك لا يجد خرقة يستر بها نفسه، ولا تتبرر من علاقتك الزوجية ما دامت العلاقة تحفها حسن الصحبة والمعاشرة بالمعروف.

وقد قال صلى الله عليه: «لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقاً رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ»، ولا تضجر من سيارتك، فكثير من الناس لا يجد وسيلة تنقله من مكان إلى آخر لطلب العلم أو العمل أو العلاج، إن الملل خلق سيئ ومذموم لما له من آثار سلبية كضياع الوقت، وهدم العلاقات الاجتماعية، وخسارة المال.