اخبار الإمارات
موقع كل يوم -موقع ٢٤
نشر بتاريخ: ١٦ أب ٢٠٢٢
بعد أسابيع طويلة من المفاوضات والجولات المكوكية بين إيران والاتحاد الأوروبي، مؤشرات تلوح في الأفق حول إمكانية العودة إلى الاتفاق النووي مجدداً بعد إرسال إيران ردها النهائي إلى مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، حتى يعلن الموافقة أو الرفض على رد طهران.
ويتوقع مراقبون وخبراء سياسيون أن النظام الإيراني بحاجة ماسة إلى التوصل إلى صيغة تساعده على الخروج من أزمته الاقتصادية المتفاقمة والتي باتت تهدد مصداقية حكومة وإدارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومستقبله السياسي.
تفاؤل حذر
وقال مدير المركز العربي للبحوث والدراسات والخبير في الشؤون الإيراني، الدكتور هاني سليمان، إنه رغم التفاؤل الشديد بشأن إمكانية العودة إلى الاتفاق النووي، لكن لا توجد بوادر حقيقية لذلك، وهناك حالة من الشك وعدم اليقين بأن الطرف الإيراني وفي المقابل الطرف الأمريكي والأوروبي يريدان التوصل الحقيقي إلى الاتفاق النووي واستئناف المفاوضات.
وأوضح سليمان لـ24 أن الاتفاق ليس مثالياً والأفضل الاتفاق على النقاط الأساسية التي تجمع الطرفين للوصول إلى صيغة توافق بين الجانبين، مشيراً إلى أن إيران تقع الآن تحت الضغوط الاقتصادية والعقوبات وتريد العودة للاتفاق النووي، وفي المقابل الولايات المتحدة تقع تحت ضغط التجديدات النصفية وتريد أن تحقق انفراجة في الأزمة بقيادة الرئيس جو بايدن، الذي يحاول تحقيق أي نجاح خارجي يحفظ ماء الوجه بعد أزمة الحرب الروسية والانسحاب منأفغانستان.
وأشار الخبير في الشأن الإيراني سليمان إلى أن الولايات المتحدة تحت الضغط أكثر من إيران، كون طهران غير مهتمة بالأوضاع الشعبية الداخلية مثل الولايات المتحدة وقادرة على مقاومة أي احتجاجات وكل ما يعنيها هو تحقيق النجاح في التفاوض بشأن الاتفاق النووي.
وألقى سليمان باللوم على واشنطن وقال إنها 'المسؤولة عن الوصول إلى هذا الوضع لأنها تدير الملف بشكل يفتقد الصرامة والأسلوب الأمريكي في مواجهة إيران، ما جعل الأخيرة تدرك أنها أمام رئيس غير قادر عن الحسم والضغط'.
كما أشار سليمان إلى أن إيران لديها خطط بديلة وستلجأ للضغط من خلال 3 أدوات سواء من خلال ميلشياتها في الإقليم مثل اليمن وثانياً التحرش بالملاحة والسفن، وثالثاً الضغط من خلال مواجهة إسرائيل، وستعود بالأمور إلى المربع صفر وستكون واشنطن في مأزق جديد.
استنفاد كافة المحاولات
فيما رأى أستاذ العلوم السياسية الدكتور سامح رشاد أن الجانب الإيراني رفع سقف المطالب وطالب بتعجيل تخفيف العقوبات على الحرس الثوري الإيراني بعد أن رأى مجالاً للتفاوض مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وأوضح رشاد لـ24 أنه كلما وافقت الولايات المتحدة على المطالب الإيرانية، إيران سترفع سقف الطلبات ولن توافق على العودة إلى الاتفاق النووي إلا بعد استنفاد كل المحاولات مع واشنطن.
وتوقع الخبير السياسي رشاد استئناف الاتفاق النووي خلال الأسابيع المقبلة وليس هذه الأيام، حتى يتم الاتفاق على العديد من البنود تتجاوز الاتفاق النووي نفسه، وتتعلق بالعقوبات والتداعيات الخاصة بالعقوبات.
وأرسلت إيران ردها المكتوب على النص الذي اقترحه الاتحاد الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي. كما قال مستشار فريق المفاوضات النووية الإيراني إن المسافة إلى الاتفاقية قد تقلصت كثيراً وهناك احتمال كبير للعودة للاتفاق النووي.
ولكن دبلوماسيين أوربيين قالوا إن رد إيران ربما لا يرضي الأطراف الأخرى، وربما ينبغي اعتبار المفاوضات فاشلة، وتقول المعلومات بحسب وسائل إعلام إيرانية، إن طهران من خلال قبول الاقتراح المتعلق بقضايا الضمانات، على الأرجح تحاول نقل مسؤولية الفشل المحتمل في إحیاء الاتفاق إلى الولايات المتحدة
